آیة الله مصباح الیزدیّ: لقد نهض الشهداء بأهمّ دور على مسیر أهداف الثورة الإسلامیّة فی إیران

قال استاذ الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة: إنّ أفضل خدمة یمكن أن نقدّمها لمواصلة درب الشهداء هی أنّ نقف على الأهداف التی ضحّوا من أجلها ونسعى فی سبیل ترویج تلك الأهداف وترسیخها. ومن المؤكّد أن الشهداء لم یكونوا یصبون إلى هدف سوى حفظ النظام الإسلامیّ.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ فلدى لقاء رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مع حشد من أبناء شهداء محافظة خوزستان بیّن سماحته أنّ إیران من دون الإسلام لا تحمل أیّ أهمّیة تستحقّ التضحیة بالروح فی سبیلها، وقال: لو أنّ حكومة كافرة كانت تسیطر على مقالید هذه البلاد فلن تعود لها أیّ قیمة تستحقّ منّا تقدیم أنفسنا فداء لها.
ولدى إشارة سماحته إلى الدور الذی نهض به الشهداء على مدى تاریخ الإسلام بما فی ذلك التحوّلات الأخیرة التی شهدتها إیران وأحداث الثورة الإسلامیّة أكّد بالقول: لقد قام الشهداء بأهمّ دور على مسیر نجاح الثورة الإسلامیّة وتحقّق أهدافها ونحن الیوم مدینون لهم، وإنّ أكثر الناس تأهیلاً لمواصلة درب هؤلاء الشهداء هم أبناؤهم وعوائلهم.
وأضاف: إنّ أفضل خدمة یمكن أن نقدّمها لمواصلة درب الشهداء هی أن نقف على الأهداف التی ضحّوا من أجلها ونسعى فی سبیل ترویج تلك الأهداف وترسیخها. ومن المؤكّد أنّ الشهداء لم یكونوا یصبون إلى هدف سوى حفظ النظام الإسلامیّ.
وخلال تأكید استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة على أنّنا نعیش فی بلد تُطبَّق فیها القوانین الإلهیّة، قال سماحته: إنّ القیمة التی یحملها هذا البلد بالنسبة لنا تعود إلى أنّه بلد تحكمه القوانین الإلهیّة والتعالیم الإسلامیّة.
وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: إذا كان لابدّ لاستقرار الإسلام وحفظه من بذل الدماء فانّه یتعیّن تقدیمها، وإن بذل الجهود الیوم من أجل الحفاظ على النظام الإسلامیّ یُعدّ مواصلةً لطریق الشهداء.
وعبر تأكید آیة الله الیزدیّ أنّ اجتهادنا من أجل الحفاظ على النظام الإسلامیّ من شأنه أن یرضی عنّا الشهداء وسیّد الشهداء (علیه السلام) أضاف قائلاً: إنّ أفضل وسیلة الیوم لمواصلة طریق الشهداء هی حفظ الدین وتعزیز المبانی الإسلامیّة فی المجتمع، وهذا بالضبط ما ضحّى الشهداء بأرواحهم فی سبیله.
وبیّن رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ حفظ الإسلام لا ینحصر ضمن نطاق الحدود الجغرافیّة وقال: علینا بذل كافّة الجهود لحفظ النظام وعدم حصر عملیّة حفظه فی الحدود الجغرافیّة، سواء أكان ذلك فی إیران، أم فی دول كالبحرین ولبنان.
وفی معرض إشارته للتیّار العلمانیّ الذی لا یعتبر غزّة ولبنان متعلّقة بإیران قال سماحته: لیست نفس غزّة ولبنان هما ما یثیر فینا روح الحماس والحمیّة، بل إنّ ما یهمّنا هو إسلام غزّة ولبنان؛ وبناء علیه فحیثما تعرّضت مبانی الإسلام واُسسه للخطر فانّ علینا أن نهبّ لفداء النفس والنفیس لحفظها.
وأشار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ إلى الحدود الجغرافیّة التی تفصل المسلمین عن بعضهم البعض وقال: مع بالغ الأسف فإنّ الثقافة السائدة الیوم على العالم وحتّى على الدول الإسلامیّة هی ثقافة حمایة الحدود الجغرافیّة وهذا العامل بحدّ ذاته هو السبب فی بثّ الفرقة بین المسلمین.
وتابع سماحة الیزدیّ مشیراً إلى بعض الأخطار التی تتهدّد شباب المجتمع وقال: یتعرّض الشباب فی زماننا هذا لتهدیدات تیّارات من قبیل القومیّة، والمسیحیّة، والعرفان المزیّف، وعبادة الشیطان، وما إلى ذلك؛ ویلزم - من هذا المنطلق - السعی لترسیخ الاُسس الدینیّة بین شریحة الشباب.
وأكّد سماحته بالقول: على المجتمع الإسلامی أن یَعدّ الشعار الإسلامیّ جزءاً لا یتجزّأ منه ومن هذه الشعارات عفّة النساء وحجابهنّ وإنّ المجتمع الذی لا تُحترم فیه القیم والشعارات الإسلامیّة سوف یُساق إلى حیث انعدام الدین.
كما وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: لابدّ لبرامج التخطیط والمنهجة أن تتّخذ منحىً یعین الشباب على التعرّف على دینهم ویقوّی فیهم روح الدفاع عن عقائدهم.
وأضاف: إنّ العنصر الوحید الذی من شأنه أن یصون المجتمع فی مقابل الحوادث والفتن الواقعة هو تعزیز المبانی الفكریّة والعقائدیّة لأفراده.
من الجدیر بالذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى فی الیوم الثانی من أیّار 2011م فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.