آیة الله مصباح الیزدی: عودة الفكر المناهض لعلماء الدین إلى الساحة قد یشعل فتیل الفتنة التالیة فی المجتمع

قال عضو مجلس خبراء القیادة: قد یعانی مجتمعنا من مخاض فتنة اخرى سنواجه فیها تغلغل الفكر المناهض لعلماء الدین إلى المجتمع. حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد التقى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بتاریخ الرابع من أیّار 2011م مع قادة وآمری ومراتب فیلق علیّ بن أبی طالب (علیه السلام) السابع عشر لحرس الثورة فی قمّ المقدّسة وأوصاهم باستلهام العِبَر من أحداث الماضی ووقائعه

قال عضو مجلس خبراء القیادة: قد یعانی مجتمعنا من مخاض فتنة اخرى سنواجه فیها تغلغل الفكر المناهض لعلماء الدین إلى المجتمع.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد التقى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بتاریخ الرابع من أیّار 2011م مع قادة وآمری ومراتب فیلق علیّ بن أبی طالب (علیه السلام) السابع عشر لحرس الثورة فی قمّ المقدّسة وأوصاهم باستلهام العِبَر من أحداث الماضی ووقائعه.
وفی إشارة للعلامة مصباح الیزدی إلى ما یحدث فی حیاة البشر من حوادث وفتن قال سماحته: السؤال الذی یتبادر إلى أذهان الكثیرین: هو ما هی الحكمة من وراء الحوادث والفتن التی تحدث فی المجتمع الإسلامیّ بین الفینة والاخرى، وتؤدّی إلى انحراف أفراده وغفلتهم وبالنتیجة إلى حصول فتن اخرى فی ذلك المجتمع؟ ولماذا لم یجعل الله سبحانه وتعالى تقدیراته على نحو آخر كی یعیش المؤمنون حیاتهم من دون وقائع وفتن وتجری على نحو أكثر یسراً وراحة؟ وقال سماحته مجیباً على هذا السؤال: مضافاً إلى أنّنا نعلم إجمالاً أنّه ثمّة مصلحة فی كلّ ما یحدث قد لا نكون محیطین بها، فإنّ تلك الأحداث تمثّل امتحاناً كی تمتاز الكوادر الأصیلة عن سائر الناس.
وعاد آیة الله مصباح الیزدی بالأذهان إلى تاریخ نبیّ الإسلام (صلّى الله علیه وآله) قائلاً: بمراجعتنا لتاریخ صدر الإسلام سنكتشف أنّ الله عزّ وجلّ قد ابتلى أفضل وأشرف مخلوقاته، وهم النبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) وأهل بیته الكرام (علیهم السلام) بأمثال تلك الحوادث، فإنّ أفدح أنواع الظلم وأشدّ الفتن فی تاریخ البشریّة كانت قد وقعت لأفضل مخلوقات الله تعالى.
وأضاف سماحته: إنّ الجرائم التی ارتكبها مَن یُطلَق علیم أهل الصلاة والصیام والجهاد بحقّ النبیّ الكریم (صلّى الله علیه وآله) وأصناف ما اقترف صحابة الرسول والمسلمون من الخیانات بحق أعزّ أبناء النبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) وفلذّات أكباده لیس لها فی هذا العالم من نظیر، وإنّ هذه الجنایات التی تُقترف على أیدی اُناس ظاهرهم من المصلّین الصائمین مستمّرة إلى یومنا هذا ونحن نشهد الیوم نماذج من هذا النمط من الجنایات.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أنّه یوجد على مرّ التاریخ اُناس استفادوا من الدروس والعبر وتخطّوا منعطفات التاریخ بكلّ شموخ وعزّة، أضاف سماحته: لقد شهدنا فی تاریخنا المعاصر وبعد انتصار الثورة كیف أنّ اُناساً من صلب هذا النظام كانوا قد شغلوا بأمر من الإمام الراحل (رحمة الله علیه) وبتوصیة منه مناصب مرموقة فی النظام الإسلامیّ، لكن ما لبثوا أن طعنوا الولیّ الفقیه والشعب فی ظهورهم بخنجر الخیانة والغدر.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: وهذه المرّة أیضاً نرى أنّ الله لم یوقف هؤلاء عند حدّهم وترك الخیار للشعب كی یتّخذ قراره بنفسه، وبلطف من الله عزّ وجلّ فقد نزل أبناء الشعب إلى المیدان ولم یدعوا هؤلاء الشرذمة لیحقّقوا مأربهم ألا وهو محو النظام الإسلامیّ من الوجود.
وعدّ سماحته أنّ كلّ فتنة وحادثة تمثّل خطّة لاختبار المؤمنین وقال مؤكّداً: علینا أن ندرك أنّ وصول الإنسان إلى هدف الخلقة یتطلّب مراحل لابدّ من اجتیازها، فالجنّة لا تُعطى بسهولة لأیّ شخص كان، وإنّه لابدّ لنیلها من دفع الثمن.
وقال سماحته مبیّناً الحكمة من وراء حوادث الدهر وفتن الزمان: هذه الفتن إنّما هی خطط لامتحان الناس، وإنّ صبر الله عزّ وجلّ على أشكال الظلم التی وقعت على بعض الأشخاص على مرّ التاریخ إنّما یعود إلى كون هذا العالم مختبراً عظیماً یُختبر فیه الناس لیُعلم من الذی یحصل على درجات أعلى.
وذكّر آیة الله مصباح الیزدی بالتاریخ قائلاً: فی زمن نبیّ الإسلام (صلّى الله علیه وآله) فإنّ أمثال عمّار ویاسر هم الذین لم یولّوا ظهورهم إلى النبیّ حتّى فی أحلك الظروف واتّبعوه بمجامع قلوبهم، وإنّ الذی یتأسّى الیوم بسیرة هؤلاء سیخرج من الامتحانات الإلهیّة مرفوع الرأس.
وعدّ العلامة مصباح الیزدی أحداث السنوات الأخیرة لاسیّما فتنة عام 2009 نموذجاً بارزاً للامتحانات الإلهیّة وقال: لقد فضح هذا الامتحان بواطن الكثیر من الأشخاص وما كانوا یضمرونه أمام الملأ فلقد میّز الشعب بین عدوّه وصدیقه أفضل ما یكون التمییز، و لیكن فی علمنا أنّنا جمیعاً معرَّضون للامتحان كلٌّ بحسب استعداداه ووعائه وما من أحد مستثنى من الامتحان على الإطلاق.
واعتبر أنّ من واجب كلّ مسلم استلهام العبر من تلك الأحداث وأضاف: بناء على توصیات القرآن الكریم وروایات أهل البیت (علیهم السلام) فإنّ شرط العقل والنقل وشكر نعم الله تعالى هو تعلّم العبر من التاریخ كی لا نقع عند اتّخاذنا للقرارات والمواقف فی الأشراك التی وقع فیها الماضون.
كما وقال عضو مجلس خبراء القیادة: لابدّ من الالتفات إلى أنّ الامتحانات الإلهیّة تنقسم إلى أقسام، فبعضها امتحانات جماعیّة یخضع لها المجتمع برمّته، كما حصل فی التاسع من «دی» [حسب التقویم الإیرانیّ وهو ما یوافق الثلاثین من كانون الأوّل 2009م]، أمّا البعض الآخر فهی امتحانات فردیّة، وإنّه كلّما كان مقام الشخص ومكانته أرفع زادت صعوبة امتحانه.
واستطرد العلامة مصباح الیزدی فی حدیثه مشیراً إلى منزلة قائد الثورة المعظّم فقال: إنّه لممّا یدعو إلى العجب حقّاً أن یتعرّض سماحته طوال الخمسین سنة الماضیة، أی منذ بدء نشاطاته وجهاده من أجل الثورة والنظام، أن یتعرّض كلّ یوم لامتحان واختبار إلهیّ ولا یفشل فی أیّ منها. فهذا الرجل لا یمكن قیاسه بأمثالنا الذین نتلوّن كلّ یوم بلون ونكبوا یوماً وننهض فی یوم آخر أثناء الامتحانات الإلهیّة ولا نتخطّاها إلاّ فی الدور الثانی.
وحذّر سماحة مصباح الیزدی من الأفكار الماركسیّة والمرقّعة التی یمكن أن یتأثّر بها أیّ شخص وأضاف: الشخص الذی قتل الشهید المطهّری كان للأسف طالباً حوزویّاً وقد كانت ذریعته لقتله والشعار الذی رفعه لتبریره هو صیانة الإسلام والعدالة الاجتماعیّة وكون الشهید المطهّری یقف حجر عثرة أمام تحقّق العدالة الاجتماعیّة فی البلاد؛ فقد وصل هذا الشخص تحت وطأة الأفكار الماركسیّة وغیرها من الأفكار المرقّعة إلى نتیجة مفادها أنّه لا ینبغی أن یكون لعلماء الدین دور فی الحكومة الإسلامیّة.
وتابع سماحته القول: كانت تدور فی ذهن هذا الشخص فكرة مریضة تقول: إن وجود علماء الدین یشكّل مانعا من وصول عقیدة التوحید إلى البشر ولابد من إزالة هذا المانع. وإننی لأدعوكم إلى الحذر والیقظة فإنّ هذا الطراز الفكریّ لا زال موجوداً ولم یمت، وإذا طرقت أسماعنا مثل هذه الأفكار فانّ علینا أن نتیقّن أنّ فتنة جدیدة آخذة فی التبلور.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی على أنّ تغلغل الفكر المناهض لعلماء الدین فی مجتمعنا من شأنه أن یشكّل طلائع الفتنة التالیة.
وأضاف سماحته: الأفكار المناهضة لعلماء الدین كانت موجودة منذ عهد ثورة المشروطة وهی التی لعبت دوراً جوهریّاً فی وصول الشیخ فضل الله النوریّ إلى حبل المشنقة، ذلك أنّ سماحته كان قد أحاط علماً بالدسائس التی كان یحوكها دعاة الماسونیّة آنذاك، ومنذ ذلك الحین والماسونیّون یشدّدون على ضرورة محاربة المعمّمین ویرون أنّ علماء الدین یقفون حجر عثرة أمام تحقیق مآربهم، وكما هو حالهم الیوم فلم یكن موقف دعاة الماسونیّة ضدّ إیران، بل كانوا شدیدی التعلّق بالوطن والحرص على حبّه.
وأعرب العلامة مصباح الیزدی عن قلقه لعودة شعارات الماسونیّة وقال: لقد حافظ الماسونیّون فی عهد المشروطة على اسم الدین وظواهره لكنّهم سعوا جاهدین لتغییر محتواه، ولقد تلخّص شعارهم فی الإفادة من المتدیّنین، ومَن لهم باع طویل فی التدیّن والوجاهة، بل وكانوا یقدّمون أنفسهم إلى المجتمع على أنّهم متدیّنون، أمّا فی اجتماعاتهم السرّیة فلم یكن ثمّة أثر للدین ولم یكونوا یفرّقون بین المسلم والیهودیّ والزردشتیّ.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدی: لابدّ أن تتیقّظوا جیّداً وتتساءلوا: هل انقرض هذا الفكر فی أیّامنا؟ ألا تشاهدون نماذج منه وأمارات علیه بین الفینة والاخرى؟ ألا تطرق مثل هذه الأفكار أسماعكم من هنا وهناك؟ ألا ینبغی أن نخاف من احتمال أن تكون هذه الأحداث عیّنات من نفس تلك المؤامرات التی سقطنا فی شراكها مرّات عدیدة؟
وتابع سماحته القول: على الرغم من أنّ شعارات هؤلاء مموّهة ومغطّاة لكنّ الطریق الذی یسلكونه مخالف للإسلام. فهم وإن كانوا یطلقون شعار الولایة أحیاناً لكنّهم فی الواقع یسعون لمحاربة الإسلام وولایة الفقیه. إنّ ما یدعوللأسف أنّ هذه الدوافع وهذا الطراز الفكریّ بات یتغلغل الیوم فی المجتمع، وهو وإن غیّر شكله وظاهره لكنّه یحمل نفس تلك الروح.
ولدى بیان العلامة مصباح الیزدی أنّ السبیل الوحید للنجاة هو التمسّك بالقرآن الكریم، وبالعترة الطاهرین (علیهم السلام)، وبالولیّ الفقیه قال مؤكّداً: إنّ الدرب الذی سار فیه الأنبیاء والمعصومون وخلفاؤهم من بعدهم هو درب الحقّ، وفی زمان غیبة المعصوم (علیه السلام) أیضاً فإنّ طریق الولیّ الفقیه هو استمرار لطریق الإمام المعصوم.
وقال استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة مشیراً إلى ضرورة اتّباع الولیّ الفقیه: إنّ اتّباعنا للولیّ الفقیه هو الحافظ لنا من مضلات الفتن، فحیثما وُجد العالم العارف بالدین، والمخلص، والمضحّی على رأس الاُمّة فستخوض هذه الاُمّة میادین التطوّر وتصان من ظلمات البلایا والرزایا، وحیثما زاغ هذا الخطّ واعوجّ، فلن تكون من نتیجة سوى الوقوع فی فخّ الأعداء، والانحراف، والتحوّل إلى طابور خامس للعدوّ، والانخراط فی التجسّس لصالحه، وتبنّی الماسونیّة.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...