آیة الله مصباح الیزدی: لقد هیّأ الشیطان أسباب انعقاد نطفة حركة مناهضة للإسلام بشعارات دینیّة فی رحم بلد إسلامی

قال آیة الله مصباح الیزدی: لقد تجلّت عبقریّة الشیاطین فی هذه القضیّة وهی أنّه من خلال إلقاء فكرة أنّ صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) هو الذی یدیر هذه البلاد فهم یسعون إلى تضعیف مكانة الولیّ الفقیه وإحاطة الحاجة إلى وجوده بمجموعة من الشكوك

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء لرئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مع اللواء رحیم صفوی وجمع من قادة الحرس الثوریّ تحدّث سماحته خلاله عن الرؤیة الإسلامیّة للعالم فقال: توحی الرؤیة الإسلامیّة للامور أنّ ثمّة طرقاً وعرة ملیئة بالمنعطفات تنتظر الأفراد والطوائف والمجتمعات البشریّة یتعیّن علیهم اجتیازها بسلام من أجل الوصول إلى المنزل المقصود والقرب من الله. ومن أجل ذلك فإنّه ستقع أحداث غیر متوقّعة ومفاجئة وسیكون الشیطان فیها متربّصاً لجرّ الأشخاص والمجتمع معاً إلى منحدرات خطیرة من الانحراف والضلال.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی قائلاً: كلّما ارتقى الأفراد والمجتمع فی مدارج الكمال والرفعة فستشتدّ الامتحانات التی یتعرّضون لها وتزداد تعقیداً وإنّ شدّة الامتحان هی دلیل على تكامل المجتمع ورقیّه كی یصیب بذلك ثواباً أكبر.
وأضاف سماحته القول: إنّ استقرار النظام الإسلامیّ تحت لواء هذا القائد الفذّ ونائب صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) یُعدّ من النعم والمواهب الإلهیّة الخاصّة، الأمر الذی یجعل واجبنا فی مجتمع كهذا أثقل وإنّ الامتحانات الإلهیّة التی یتعرّض لها تتّخذ طابعاً خاصّاً جدّاً.
ولفت سماحة مصباح الیزدی الأنظار إلى أصلین عامّین مرتبطین بالمجتمع الإسلامیّ وقال: إنّ ما نحمله من معتقدات ورؤى بالنسبة لأنفسنا وللمجتمع وللعالم وكذا ما ینتابنا من میول هی من العوامل التی یتحتّم المحافظة علیها والتعامل معها بكلّ حیطة وحذر، وأن نجتنب المعتقدات الخاطئة والمیول المنحرفة التی تبعد المرء عن أهدافه الأصیلة وتشغله بملذّات عابرة وفانیة.
وذكّر عضو مجلس خبراء القیادة مشیراً إلى مرور أكثر من أربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام: إنّ الإفادة من التجارب المتراكمة على مدى مرحلة زمنیّة طویلة قد أعدّت شعبنا للخروج مرفوع الرأس من الكثیر من الامتحانات الإلهیّة والعمل على إحباط مخطّطات الشیاطین؛ ذلك أنّ المحن والشدائد التی فُرضت على شعبنا من قبل الأجانب وعملائهم فی الداخل قد دفعت شعبنا لتقدیم التضحیات فی سبیل حفظ النظام الإسلامیّ، ولعلّ هذا هو السبب الذی دفع الإمام الخمینیّ الراحل (رحمه الله) إلى عدّ هذا الشعب أفضل من مسلمی صدر الإسلام.
وأضاف سماحته قائلاً: إنّ الكثیر من أصحاب الفطنة والفراسة ینخدعون فی خضمّ فتن من هذا القبیل، ومن هنا یتعیّن من أجل النجاة من هذه الفتن أن یكون أملنا بفضل الله عزّ وجلّ وبالتوسّل بأهل بیت نبیّه (صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین).
وتابع سماحته قائلاً: حتّى الإفادة من التجارب الأخیرة تحتاج إلى تدبّر واعتبار، ذلك أنّه كلّما أهمل الناس الشعور بالمسؤولیّة وأظهروا عدم مبالاة فی تعاملهم مع الأحداث فسیتسلّط علیهم الشیطان. وبناء علیه لابدّ أن نتحلّى بأقصى درجات الوعی والیقظه، ونتعامل مع الامور بمزید من الحساسیّة، وننجز ما علینا من واجبات على أكمل وجه.
وأوضح رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره): ومن ناحیة اخرى فإنّ الشیطان - مع كلّ ما جناه من تجارب طویلة فی مجال خداع الناس والتحایل علیهم - یعلم من أین تؤكل الكتف؛ فهو یبدأ من نقطة باهتة وخفیّة للغایة ویتقدّم ببطء وبشكل تدریجیّ كی لا یثیر حوله أیّة حساسیّة، فلا یبدی اُولئك الذین یمتازون بالصدق والصفاء وبشیء من السذاجة حساسیّة تجاه الموضوع، أو إنّهم یبدأون بتبریر ذلك، أو یظنّون أنّ الوقوف بوجه مثل هذه الانحرافات لا تستحقّ مایكّلفه من نفقات وخسائر.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدی: على الرغم من إلمام البعض بالخطر الموجود لكنّه یتوهّمه بسیطاً ویتسامح فی التعامل معه، كما أنّ البعض الآخر یدرك مدى عمق هذا الخطر غیر أنّه – وبسبب ارتباطاته بالفئة الفلانیّة – لا یرى أنّ إبداء ردّ فعل تجاه هذا الخطر یصبّ فی مصلحة جماعته فلا یبدی أیّ ردّ فعل تجاهه.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: قلیل هم اولئك الذین یمتلكون أعیناً ثاقبة ویشخّصون الخطر ویستشرفون مستقبله ویقیّمونه، وهم بالطبع یُظهرون حساسیّة تجاهه أیضاً، لكن غالباً ما یساء التصرّف مع أمثال هؤلاء ویعامَلون بجفاء لیس فقط من قبل الأعداء بل قد یقابلون بالجفاء حتّى من الأصدقاء أحیاناً الأمر الذی یثیر العجب حقّاً.
وقال آیة الله مصباح الیزدی أیضاً: لابدّ أن ننتبه إلى هذه التحذیرات، لاسیّما إذا كان لدینا تجارب إیجابیّة بخصوصها فی الماضی.
وأضاف سماحته: ینتابنا فی السنوات القلیلة الأخیرة شعور مفاده أنّ خطراً معقّداً بدأ فی النشوء یهدّد الأساس الفكریّ للمجتمع وقد نفّذ الشیطان كلّ ما لدیه من تجارب وحیل من أجل إلقاء طراز فكریّ منحرف بین أوساط المجتمع.
وقال استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة مشیراً إلى نقطة البدایة لنشوء هذا الفكر: بعد انتصار الثورة وتجلّی رؤیة الإمام الراحل (رحمه الله) الثاقبة وإدراكه الخاصّ على صعید المسائل السیاسیّة والاجتماعیّة وإدارته الكفوءة للبلاد وكذا ما حصل بین أفراد الشعب من اتّحاد وتضامن، فلقد سعى الأعداء إلى التقلیل من شأن هذا الدور الذی نهض به الإمام (رحمة الله علیه) فی خلق هذا التحوّل الإسلامیّ العظیم.
وأوضح عضو مجلس خبراء القیادة بالقول: إنّ ظهور قائد دینیّ ونفوذه المنقطع النظیر إلى قلوب جماهیر الشعب كان قد أثار لدى الأعداء حساسیّة تجاه علماء الدین، الأمر الذی دفعهم إلى بذل الجهود فی سبیل الوقوف أمام انتشار هذه المحبوبیّة والنفوذ إلى القلوب وذلك عبر بثّ أفكار مناهضة لعلماء الدین بین أوساط المجتمع.
وتابع سماحته بالقول: الاستراتیجیّة القطعیّة للشیطان هی محاولته النیل من مكانة وقداسة سلك علماء الدین الشیعة، ذلك أنّ السبیل الوحید لتضعیف اقتدار الإسلام وإبعاد الامّة عن الله تعالى هی السعی لتضعیف علماء الدین.
وأضاف رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مشیراً إلى بضعة نماذج من هذه النشاطات بعد انتصار الثورة الإسلامیّة قائلاً: الخطوة الاولى التی اتُّخذت فی بثّ هذا الفكر هی محاولة التقلیل من محبوبیّة علماء الدین من خلال تضخیم نقاط ضعف بعضهم وعثراتهم على صعید الكلام واللباس، أمّا الخطوة الثانیة فكانت طرح الإسلام مع حذف علماء الدین.
وقال العلامة مصباح الیزدی: هذه الاستراتیجیّة لم تنته بعد فمن خلال تقدیم اوربّا كاُسوة ونموذج فی إقصائها للكنیسة یسعى الأعداء الیوم لإظهار علماء الدین بأنّهم یقفون حجر عثرة أمام تقدّم إیران وتطوّرها، وهم بهذه الأفكار یحاولون إقصاء سلك علماء الدین وبثّ أفكار مناهضة لهم بین أوساط المجتمع.
وبیّن عضو مجلس خبراء القیادة بالقول: كان الإمام الخمینیّ (قدّس سرّه) یرید أن تكون إیران للإسلام، أمّا هؤلاء فیریدون التضحیة بالإسلام فی سبیل إیران.
وأكّد استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة: لقد تجلّت عبقریّة الشیاطین فی هذه القضیّة وهی أنّه من خلال إلقاء فكرة أنّ صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) هو الذی یدیر هذه البلاد فهم یسعون إلى تضعیف مكانة الولیّ الفقیه وإحاطة الحاجة إلى وجوده بمجموعة من الشكوك.
وقال سماحة مصباح الیزدی أیضاً: هذا الطراز الفكریّ یسیر باتّجاه خطیر وهو القول: إنّ باستطاعتنا، من خلال الارتباط المعنویّ، فهمَ ما یریده صاحبُ الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) وإدارةَ البلاد من دون واسطة وبلا حاجة إلى العلماء المتخصّصین فی الشؤون الإسلامیّة.
وأكّد استاذ الفلسفة والتفسیر قائلاً: إنّ هدف هذا الفكر المنحرف هو أن یُصار فی المستقبل إلى إلقاء تصوّر مفاده أنّ كلّ ما اُنجز خلال السنوات الأخیرة من نشاطات ومشاریع وخدمات كانت من ابتكار شخص معیّن (ونحن نعتقد بأنّه منحرف) وأنّه من أعظم المخطّطین للاستراتیجیّة فی العالم، وإنّ كلّ ما قمنا به كان مستلهَماً من وحی أفكاره وتوجیهاته، وعلیه فلابدّ أن یكون هو رئیس الجمهوریّة القادم لیدیر البلاد بنفسه.
وصرّح آیة الله مصباح الیزدی بالقول: إنّه لخطر كبیر أن یُستخدم اسم الإسلام، ویستفاد من دماء الشهداء بعد تحمّل كلّ هذه المشاقّ والمحن لیقال: إنّ انتخاب شخص كهذا – ممّن لیست له معرفة صحیحة بالإسلام ولا سابقة واضحة فی الثورة – یُعَدّ مرتبة من مراتب الظهور! وبهذا فقد هیّأ الشیطان الأسباب لانعقاد نطفةِ حركةٍ مناهضةٍ للإسلام بشعارات دینیّة فی رحم بلد إسلامیّ.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی قائلاً: إذا احتملنا الآن - ولو كان احتمالاً ضعیفاً - أنّ الشیطان قد خطّط لمثل هذه المؤامرة فعلینا أن نكون فی كامل الیقظة وأن نتّخذ كافّة الاحتیاطات، ونبدی فی مقابل الأحداث والفتن ما یتناسب معها من حساسیّةٍ وردود أفعال.
 

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...