آیة الله مصباح الیزدی: یتمّ الترویج الیوم لـ «بابیّة» حدیثة

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی وبمناسبة ذكرى میلاد السیّدة فاطمة المعصومة (سلام الله علیها) فقد التقى حشد من الأخوات التعبویّات (البسیج) من محافظتی قمّ المقدّسة وطهران بسماحة آیة الله مصباح الیزدی.
ولدى تقدیم رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث التهانی والتبریكات بمناسبة میلاد كریمة أهل البیت (علیها السلام) وبدء «عشرة الكرامة» فقد أشار سماحته إلى بركات وجود الضریح الطاهر لهذه السیّدة العظیمة فی قمّ المقدّسة وأضاف: إذا أحبّ المرء أن یعرف أهمّیة نعمة من النعم فعلیه أن یقیسها بحالة انعدامها؛ فلولا وجود المقام المنوَّر للسیّدة المعصومة (سلام الله علیها) فی قمّ المقدّسة لكان من المستَبعَد أن تؤسَّس فیها حوزة علمیّة، ولم یكن الإمام الخمینیّ (قدّس سرّه) لیُعرَف فی قمّ كمرجع وقائد، ولعلّه ما كان لینشأ كإمام أساساً، ولولا وجود الإمام الراحل (رحمة الله علیه) لما انطلقت ثورة من قمّ وما كنّا ندری إلى أین سیؤول حال الإسلام فی إیران وباقی نقاط العالم.
وتابع سماحته القول: هذه الثورة التی تشاهَد الیوم بصماتها فی دول المنطقة أیضاً هی من البركات التی أصبحت من نصیب الناس نتیجة وجود ضریح السیّدة المعصومة (سلام الله علیها) فی هذه البقعة.
ولدى استشهاد سماحة العلامة محمّد تقی مصباح الیزدی بآیة من الذكر الحكیم قال: بالالتفات إلى الآیات القرآنیّة فإنّه على الرغم من أنّ أحداث العالم ووقائعه لها منافع معیّنة إلا أنّها لا تخلو من وجود شوائب أیضاً؛ بمعنى أنّه لیس من امور هذا العالم على الإطلاق ما هو خالص محض، فأینما وُجد تیّار للحقّ فسنجد فیه لوث من الباطل بفعل الشیاطین، وحیثما وُجد تیّار باطل فإنّه یمكن العثور فیه على مظهر للحقّ أیضاً.
وقدّم العلامة مصباح الیزدی بمقدّمة اُخرى لبحثه تطرّق فیها لموضوع المهدویّة والتیّارات المنحرفة. ولدى إشارة سماحته إلى أنّه كلّما زادت قیمة الشیء وأصبح أكثر نفاسة كان الدافع لجعل شبیه له أكبر قال: عندما یكون الشیء غیر ذی قیمة وفی متناول الجمیع فإنّه لا یجد أحد فی نفسه الدافع لصنع شبیه له.
واستشهد سماحته بحدیث شریف ثمّ قال: إنّ هدایة الناس إلى الله هی من أنفس الامور وأكثرها قیمة فی هذا العالم؛ ذلك أنّ الكثیر من الامور القیّمة تنحصر قیمتها فی هذه الدنیا، لكنّ هدایة الناس إلى سبیل الله تتمتّع بقیمة أبدیّة لا نفاد لها؛ وبناء علیه فقد بذل الشیطان على مرّ التاریخ غایة وسعه لصیاغة بدیل للمعرفة الإلهیّة. فعبادة الأصنام بدلاً عن عبادة الله تعالى، وإطلاق عنوان ابن الربّ على نبیّ الله، و...الخ كلّها تصبّ فی بلورة الشیاطین لطریق لمعرفة ربّ هو غیر الله عزّ وجلّ.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی: حتّى التاریخ الإسلامیّ فإنّه طافح بهذه الأمثلة؛ فمنذ مطلع العهد الإسلامیّ عدّ البعض علیّاً (علیه السلام) ربّاً وكانت أمثال هذه المعتقدات والتیّارات المنحرفة موجودة منذ ذلك الحین وإلى یومنا هذا حیث تشهد الآن هذه النشاطات الشیطانیّة شیوعاً منقطع النظیر.
وعبر إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى مجریات تشكیل الفرقتین الضالّتین المتمثّلتین بالبابیّة والبهائیّة بهدف طرح المهدویّة الزائفة فی البلاد قال سماحته: یتعیّن علینا التعرّف على مضارّ هذه التیّارات كی لا ننجرف فیها.
وفی معرض إشارة العلامة مصباح الیزدی إلى إنّ أقلّ زیغ عن الدین سوف یؤدّی إلى انحرافات شدیدة أضاف سماحته: علینا أن نتعلّم أحكام الدین جیّداً ونطبّقها بحذافیرها.
وعبر بیان سماحة مصباح الیزدی لبعض الطرق المتّبَعة لإضلال الناس عن المهدویّة الأصیلة قال: إنّ من جملة السبل التی تجعل الناس تحید عن الاعتقاد بصاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) هو الفكر الشائع لدى بعض المتصوّفة والقائل: بأنّ صاحب الزمان لیس شخصاً معیّناً بل هو منصب یمكن لأیّ أحد نیله عبر انتهاج سبیل السیر والسلوك الأخلاقیّ. ویقول هؤلاء أیضاً: بالطبع لقد كان للإمام الحسن العسكریّ (علیه السلام) ولدٌ هو إمام الزمان لكنّه فارق الدنیا ولم یبق إلا منصب الإمامة الذی لا یُعدّ بلوغه أمراً مستحیلاً.
وعدّ سماحته أنّ النمط الآخر من الانحرافات المتعلّقة بموضوع المهدویّة هو ادّعاء الشخص الارتباط بصاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) وقال: یروّج البعض لفكرة أنّ سبیل الاتّصال بصاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) لیست موصدة، ولا حاجة فی هذا المضمار إلى وجود مرجع الدین أو الولیّ الفقیه، ذلك أنّه من الممكن فی هذه الحالة أخذ الأوامر والتعالیم من صاحب الزمان بشكل مباشر.
وواصل سماحة آیة الله مصباح الیزدی حدیثه فقال: یتمّ الترویج الیوم لـ «بابیّة» حدیثة بأجواء وثقافات وأدبیّات تتناسب مع هذا العصر.
ثمّ أضاف: نحن لا نحاول بهذا الكلام أن نثبت أنّه یوجد الیوم مَن هو من أمثال السیّد علی محمّد البابی، بل المراد هو أن نأخذ جانب الحیطة والحذر لئلا ننحرف؛ ذلك أنّ الذی لا یخشى الخطر سوف یصاب بالانحراف.
وأکّد العلاّمة مصباح الیزدی مجدّداً على ضرورة الحذر من الوقوع فی هاویة الزیغ والانحراف وقال: إنّ بعض ما یقال من كلام یبدو أنّه مریب؛ فالقول - على سبیل المثال: إنّ صاحب الزمان یدیر هذا البلد ویحكمه، قول تشوبه الریبة، وإنّ زیغاً بسیطاً كهذا من الممكن أن یؤدّی إلى انحراف أعمق وأشدّ فی المستقبل.
وتابع العلامة مصباح الیزدیّ قائلاً: إنّ مرجعنا وقائدنا الذی نفتخر بكوننا من خدّامه هو جندیّ وخادم لإمام العصر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف)، وبسبب هذه المودّة الخالصة التی تربطه بصاحب الأمر فإنّنا مستعدّون لأن نفدیه بأرواحنا.
واستطرد استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة فی حدیثه قائلاً: الإنسان المنحرف یكون مسلوب العقل وهو یحدّد لنفسه خطوطاً حمراء ولا یُبدی أیّ استعداد أو مرونة للخوض فیها على الإطلاق. إذن یتحتّم علینا السیر فی السبیل التی یحدّدها لنا مراجع دیننا وفقهاؤنا وقائدنا قائد الثورة الإسلامیّة حتّى وإن استوجب ذلك منّا دفع ثمن باهض.
ولدى الإشارة إلى عملیّتی اغتیال برهان الدین ربّانی (الرئیس الأسبق لأفغانستان) وماموستا شیخ الإسلام (النائب السابق عن أهالی محافظة كردستان فی مجلس خبراء القیادة) قال: إنّ الجریمة التی اقترفها هذان الأخوان العزیزان هی الوقوف موقف الداعم لقائد الثورة الإسلامیّة.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی فی ختام حدیثه قائلاً: إنّ السبیل القویمة للحیاة هی سبیل طاعة الله عزّ وجلّ. إذن لابدّ من معرفة أحكام الله تعالى وتنفیذها فی حینها وبحذافیرها.