العلامة مصباح الیزدی: ولایة الفقیه هی عنصر قوّة الثورة الإسلامیّة

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فإنه خلال لقاء رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بجمع من مدیری التعاون فی الحرس الثوریّ وعبر إشارته إلى ضرورة شكر النعم الإلهیّة قال سماحته: إنّ أنعم الله علینا لا تُعدّ ولا تحصى ولا سبیل لنا إلى أداء شكرها.
ولدى بیان العلامة مصباح الیزدی أنّ بعض نعم الله أعظم من الاخرى قال: بعد نعمة معرفة أهل بیت العصمة (علیهم السلام) والإیمان بولیّ العصر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) فإنّ نعمتی انتصار الثورة الإسلامیّة على ید الإمام الراحل (رضوان الله تعالى علیه) وحمل نائبه بالحقّ للرایة بعده هما من أعظم النعم التی أسبغها الله تعالى علینا.
وتابع العلامة مصباح الیزدی: لقد قیل الكثیر حول عظمة الثورة الإسلامیّة لكن كلّما مرّت الأیّام فإنّه یتّضّح لنا أكثر مدى قصر نظرنا فی إدراك عظمة هذه النعم، حتّى أنّ بعض آثار هذه الثورة وبعد مضیّ ثلاثة عقود من الزمن بدأت تظهر فی الدول الإسلامیّة للمنطقة.
وأضاف سماحة مصباح الیزدی مشیراً إلى نعمة وجود قائد الثورة الإسلامیّة: على الرغم من أنّنا ننعم بوجود علماء كبار وأكفاء – هم جمیعاً محطّ احترام المسلمین ومدعاة لفخرهم – لكنّنا عندما نطیل التأمّل فی بركات وجود قائد الثورة المعظّم (دام ظلّه) نلتفت إلى عظمة هذه النعمة، وكلّما تقدّم الزمن شعرنا بمدى أهمّیته وبركاته على نحو أفضل.
وفی معرض إشارة العلامة مصباح الیزدی إلى تأسیس قوّات حرس الثورة الإسلامیّة قال سماحته: إنّ من الفروع المباركة لشجرة الثورة الإسلامیّة هی تأسیس تشكیلات الحرس الثوریّ التی ما كانت أساساً لتتأسّس لولا انتصار الثورة الإسلامیّة والقیادة الحكیمة للإمام الراحل (قدّس سرّه).
ورأى عضو مجلس خبراء القیادة أنّ أقدس مؤسّسة تشكّلت فی ظلّ الثورة الإسلامیّة هی قوّات الحرس الثوریّ وأضاف: إنّ من جملة ما یسعنا القیام به شكراً على نعمة وجود قوّات الحرس الثوریّ هو التقدّم بآیات الشكر والتقدیر لجمیع العاملین فی هذه المؤسّسة بدءاً من أعلى مستوى ووصولاً إلى المدیرین والمجاهدین والخبراء فیها، وإنّ أقلّ ما یمكن صنعه لشكر نعمةٍ مّا هو السعی للحفاظ على هذه النعمة وتشجیع الآخرین على العمل لاستمرار بقائها.
وقال سماحته متابعاً: لا ینبغی أن نتصرّف بشكل یُفهم منه عدم عرفاننا بالجمیل مقابل هذه النعمة، وإنّ أسوأ أنماط كفران النعمة هو مواجهة مَن كان لهم دور فی إیجادها بالجفاء.
وأكّد استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة عبر استشهاده بآی من الذكر الحكیم على ضرورة شكر آلاء الله تعالى وأضاف: إذا شكرتم نعم الله عزّ وجلّ وآلاءه علیكم فإنّه تعالى سیزیدكم من نعمه لا محالة، وهذه قاعدة لا استثناء فیها على الإطلاق. وعلى العكس من ذلك فإنّكم إذا كفرتم بالنعمة، فلن تسلب تلك النعمة منكم فحسب، بل إنّكم ستتورّطون بعذاب إلهیّ ألیم.
ولدى طرحه لمقارنة إجمالیّة بین إیران وسائر دول الجوار والمنطقة اعتبر سماحة مصباح الیزدی أنّ عنصر قوّة الثورة الإسلامیّة فی إیران هو وجود مبدأ ولایة الفقیه وسماحة الإمام الراحل (رحمة الله علیه) وقال: لقد انهمك البعض فی بعض دول الجوار بمقارعة الاستعمار لقرون من الزمن وتحمّلوا فی هذا السبیل شتّى المصاعب والمحن لكنّه لم تكن النتیجة غیر الاقتتال بین الإخوان واستیلاء العدوّ على الأرض والوطن؛ والسبب فی ذلك یرجع إلى أنّه لم یكن لدیهم إمام أو ولیّ فقیه، فی حین أنّ بلدنا - وفی فترة كان جیشه یعانی من التفكّك وعدم الانسجام - قد صمد وثبت لمدّة ثمانیة أعوام وهو خالی الوفاض أمام جمیع القوى السلطویّة والاستكباریّة العالمیّة وقهرها.
وأضاف سماحته: إلى جانب النعمة العظیمة المتمثّلة بالثورة الإسلامیّة فقد منَّ الله على هذا البلد بشعب واعٍ فطن؛ فهو ینزل إلى المیادین عند اللزوم عارفاً بتكلیفه مدركاً لما علیه من واجبات.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مشیراً إلى لقاء قائد الثورة الإسلامیّة بمجروحی الحرب المصابین بقطع النخاع الشوكیّ: إنّ من جملة النعم التی یتعیّن علینا قدرها حقّ قدرها هی التضحیات الجسام التی قدّمها هؤلاء المجروحون والشهداء طیلة 32 سنة لاسیّما إبّان سنین الدفاع المقدّس، ومن هنا لابدّ من الاهتمام بهم ومواساتهم وتوفیر سبل راحتهم النفسیّة.
وعبر تأكید آیة الله مصباح الیزدی على أنّ الشهداء ومجروحی الحرب لا ینتظرون منّا الجوائز قال سماحته: هؤلاء راضون بالسیر نحو الله وفی سبیله، لكنّ السنّة الإلهیّة تقضی بأنّنا إن قدرنا هذه النعم حقّ قدرها وتحلّینا بعرفان الجمیل فإنّ الله سینزل علینا المزید من نعمه وآلائه.
واستطرد العلامة مصباح الیزدی بالقول: قد یُقدِم المرء على عمل بنیّة فعل الخیر لكنّه یقصّر فی مراعاة ضوابط هذا العمل ممّا یؤدّی إلى الحدّ من بركاته، بل وقد یتحمّل مسؤولیّة التقصیر والغفلة فیه، لاسیّما إذا تعلّق الأمر ببیت المال.
وأكّد سماحة مصباح الیزدی فی ختام حدیثه على أنّه: علاوة على نیّة الخیر والصلاح فإنّه لابدّ من العمل بشكل لا یتعارض مع الأحكام الشرعیّة وقوانین البلاد التی اكتسبت المشروعیّة تحت ظلّ ولایة الولیّ الفقیه.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى یوم الخمیس الموافق للتاسع والعشرین من أیلول 2011م فی مكتب سماحة آیة الله مصباح الیزدی.