آیة الله مصباح الیزدی: الشباب المسلم هم ثروة عظیمة للمجتمع

أكّد العلامة مصباح الیزدی على أنّ توجیه الدوافع وتقویة الإرادات هما من عوامل سعادة الإنسان ورقیّه.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء جمع سماحة مصباح الیزدی مع حشد من الناشطین فی الحقل الثقافی فی جامعة «بیام نور»، فرع خوزستان وذلك بتاریخ 13 أیلول 2011م فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث وفی إشارة إلى المكانة الخاصة التی تحظى بها شریحة الشباب فی تعالیم الأنبیاء (علیهم السلام) والأهمّیة التی تتمتّع بها مرحلة المراهقة والشباب من حیاة الإنسان قال سماحته: یمرّ الإنسان منذ ولادته وحتّى وفاته فی مراحل عمریّة مختلفة من قبیل الرضاعة والطفولة والمراهقة والشباب ومن ثمّ مرحلة الشیخوخة والهَرَم لكنّ مرحلتی المراهقة والشباب تمتاز من بین المراحل الاخرى بأنّها فترة تفتّح وابتكار فی حیاة الإنسان.
وأوضح العلامة مصباح الیزدی قائلاً: إذا تحرّر المرء فی هذه المرحلة من لهو الطفولة ولعبها وعمد - قبل أن تَسلب منه الكهولةُ وضعفُ الشیخوخة نشاطَ الشباب وطراوته - إلى تحدید وجهة حیاته بشكل صحیح ومعرفة نفسه واختیار طریقه الصحیح بدقّة فإنّه سوف یهیّئ لنفسه الطمأنینة والسعادة فی الدنیا والآخرة.
وتابع سماحته قائلاً: لكن على الرغم ممّا لمرحلة الشباب من أهمّیة وقیمة فإنّ الإنسان فیها یكون عرضة لأشكال المخاطر والمضارّ بنفس النسبة، ومن هنا فقد تكون نتیجتها المعاناة والحزن إذا اتّخذ المرء فیها قراراً غیر صائب، ولهذا نرى أنّ الأنبیاء ومربّی الأخلاق كانوا یولون أهمّیة خاصّة لتربیة الإنسان فی هذه المرحلة.
واستعرض سماحة مصباح الیزدی الآفات التی تهدّد مرحلة الشباب وقال: یعیش معظم الشباب للأسف فی غفلة من أمرهم فهم ینفقون هذه المرحلة الحسّاسة من حیاتهم فی العبث واللهو واللامبالاة مفرّطین بهذه الفرصة الذهبّیة جرّاء الغفلة واتّباع شهوات الدنیا وملذّاتها.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی بالقول: الشباب المسلم هم ثروة عظیمة للمجتمع، فهم الذین سیحملون العبء الأكبر من على كاهل المجتمع فی المستقبل؛ إذن فمن أجل الإفادة المثلى ممّا وهبهم الله تعالى من طاقات ومواهب فإنّه تقع على عواتقهم مسؤولیّة تشخیص طریقهم وتحصین أنفسهم أمام جمیع الآفات والمفاسد.
وأشار سماحته إلى أنّ عوامل ترقّی الإنسان وتعالیه تتلخّص فی بُعدین أساسیّین هما المعرفة والدافع وأضاف: كلّما زادت معرفتنا بظروف الحیاة والمجتمع وكلّما عملنا على تقویة دوافعنا، فإنّنا سنقترب أكثر من الكمال المنشود.
وقال آیة الله مصباح الیزدی فی بیانه لعوامل شقاء الإنسان: إنّ تركیب ما یسمّى بالعلم والمعرفة مع الجهل المركّب هو من أكبر عوامل الانحطاط والانحراف، من جهة اخرى فإنّ توجیه الدوافع والتحرّكات وجهة خاطئة یُعدّ هو الآخر من بواعث شقاء الإنسان.
وفی معرض إشارة مصباح الیزدی إلى مراحل الوصول إلى السعادة أضاف سماحته قائلاً: إنّ معرفة المصداق بشكل صحیح هی أهمّ مراحل السعادة، ولهذا فقد وضع الأنبیاء هذا السبیل، من خلال اُنموذج التعلیم والتزكیة، بین یدی الإنسان.
وأوضح عضو مجلس خبراء القیادة: إنّ واجب أنبیاء الله (علیهم السلام) والأدیان السماویّة هو تعریف الناس بسبیل السعادة وتوجیه دوافعهم وحركاتهم الوجهة الصحیحة.
وتابع سماحته بالقول: بما أنّ ظروف المجتمع فی زمان الرسول الأكرم (صلّى الله علیه وآله) لم تكن مهیّئة لاستیعاب بیان جمیع تعالیم الإسلام، فقد حمل الأئمّة الأطهار (صلوات الله علیهم أجمعین) من بعده لواء نشرها حتّى استشهد أحد عشر من تلك النجوم الساطعة فی هذا السبیل وظلّت آخر ودیعة إلهیّة مختبئة خلف ستار الغیبة تنتظر وصول الناس إلى درجة النضج والاستعداد الكامل لاستقباله.
وأضاف: علینا بذل كافّة الجهود لكسب تعالیم الأنبیاء (علیهم السلام) على النحو الصحیح والإفادة من إرشادات وسیرة وسلوك الأئمّة الأطهار (سلام الله علیهم أجمعین) فی سبیل كسب المعرفة الصائبة وتوجیه أهدافنا وسلوكیّاتنا الوجهة الصحیحة، وإنّ الانتفاع من تراث علماء الدین وعظمائه یحظى بأهمّیة بالغة فی طریق معرفة هذه السیرة وتشخیصها.
ومواصلة لحدیثه قال العلامة مصباح الیزدی: یتحمّل الشباب لاسیّما النخب العلمیّة والثقافیّة منهم مسؤولیّة أكبر فی السعی لنشر وإشاعة تلك المعارف عن طریق ترویج هذه التعالیم وتعلیمها للآخرین.
واستعرض العلامة مصباح الیزدی فی جانب آخر من كلمته آراء مختلفة حول المعرفة وقال: تذهب بعض الآراء إلى أنّ الإدراك والفهم ینحصر فی الظواهر المحسوسة ولا تؤمن بوجود ما وراء المحسوسات، أمّا الرأی المعاكس فهو یرى أنّ وجود العقل هو أمر أصیل وهو لذلك یعتقد بمعرفة ما وراء المحسوسات.
وأضاف: إنّ دور العقل فی معرفة الحقائق واضح وضوح الشمس، ولذا لابدّ من استخدام العقل والدخول فی اُفق الإیمان من أجل الاستعانة بكلّ من العقل والإیمان للسیطرة على الهوى والهدایة إلى الصراط المستقیم.
وأكّد العلامة مصباح الیزدی قائلاً: تلعب حاجات الإنسان دوراً حیویّاً فی صیاغة مصیره وعاقبته. وإنّ أعظم حاجة للإنسان والتی یمكن أن تشكّل أرضیّة لانحرافه هی الحاجة إلى أن یصبح محطّ اهتمام الآخرین، غیر أنّه إذا بذل المرء جهده فی سبیل الإتیان بكلّ ما یوجب لفت انتباه الباری عزّ وجلّ له وجلب عنایاته إلیه فستفقد بقیّة الحاجات فی مقابل ذلك بریقها ویقوى عنده الدافع للوصول إلى الكمال والسعادة.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...