اسس واصول التعلیم والتربیة

بسم الله الرحمن الرحیم

اسس واصول التعلیم والتربیة

 

 

المقدّمة

یُبنى كل نظام تعلیمی وتربوی على أساس رؤیة ونظرة مؤسّسیه إلى حقیقة الانسان وأبعاده الوجودیة، وأیضاً وفقاً للهدف أو للأهداف التی یبتغون تحقیقها من وراء التعلیم والتربیة، وكذلك انطلاقاً مما لدیهم من اعتقاد فی كیفیّة تطوّر الانسان وحركته صوب الهدف المنشود. والحقیقة ان هذه الرؤى والنظرات هی التی تؤلّف أسس وأصول التعلیم والتربیة فی كل نظام وإن كانت لا تحظى بالاهتمام عن وعی أو لا یُصَرَّح بها.

ومن الطبیعی أن نظام التعلیم والتربیة الاسلامیة مبنی أیضا على مجموعة من الأسس الخاصّة التی تنبثق من الرؤیة الاسلامیة للقضایا الآنف ذكرها. وانطلاقاً مما سبق ذكره، ینبغی ـ‌ قبل تسلیط الضوء على نظام التعلیم والتربیة الاسلامیة ‌ـ تركیز الاهتمام على هذه الأسس، ثم یتم فی ضوئها بیان الأصول العملیة للتعلیم والتربیة.

فی ضوء الرؤیة الاسلامیة إلى حقیقة الانسان وأَبعاده الوجودیة، والهدف من خلقه، وكماله النهائی، وكیفیة سیره نحو ذلك الكمال، یمكن ان نضع الأمور الاثنی عشر التالیة نصب أَعیُننا باعتبارها أسساً للتعلیم والتربیة الاسلامیة. ومن الطبیعی ان الغایة من التعلیم والتربیة الاسلامیة لیست إلاّ توفیر الاجواء الكفیلة بمزید من تكامل الانسان; وتوضع جمیع الغایات التطبیقیة فی هذا السیاق أیضاً.

الأسس النظریة للتعلیم والتربیة فی الاسلام

1ـ حقیقة الانسان: الانسان فی الرؤیة الاسلامیة لیس مجرد كیان عضوی محسوس، بل ینطوی على مكوّنات مما وراء الطبیعة تبقى بعد فناء البدن1. وله بعد الموت حیاة خالدة یعیش فیها السعادة الابدیة أو الشقاء الأبدی. والحقیقة هی ان إنسانیة الانسان إنَّما تكون بروحه، وما بدنه الاّ بمثابة آلة تُتخذ للعمل، أو كمركب یُتخذ للسیر والحركة. ولابد طبعاً من الاهتمام بسلامة وقوّة الآلة والمركب من أجل العمل والسیر.

2ـ مكانة الإنسان فی الكون: یتمتّع الإنسان من بین موجودات هذا الكون بمواهب إلهیة وقابلیات معیّنة تمیّزه عن سائر المخلوقات، كالدقّة التی تتصف بها اعضاؤه الظاهریة والداخلیة خاصة الدماغ والجهاز العصبی، وما لدیه من قدرات روحیة خاصّة لا مثیل لها فی سائر الكائنات الحیّة. وهذه هی الخصائص التی تتیح له التصرّف فی جمیع ظواهر الطبیعة وتسخیرها فی سبیل رقیّه. ان منح هذه المزایا للانسان یُعد بمثابة نوع من التكریم التكوینی الالهی له. وهو ما أشیر إلیه فی القرآن الكریم2.

3ـ الانسان على مفترق طریقین (بین طریقین غیر متناهیین): الطاقات والاستعدادات التی منحها الله للانسان تُعدّ بمثابة مؤهلات تكوینیة وفطریة لحركته نحو الغایة النهائیة. غیر ان تسخیر هذه المؤهلات رهین بارادته واختیاره وانتخابه. فهو یستطیع ان یحسن الاستفادة من هذه النعم ویسخّرها فی طریق تكامله الحقیقی، لیطوی هذا الطریق وینال السعادة الأبدیة. ویمكنه أیضاً ان یُسیء استغلالها بما ینتهی به إلى التدنی والانحطاط إلى درجة یغدو فیها أضلّ من الحیوان;3فیشتری بذلك الشقاء الأبدی لنفسه.

وفی ضوء ذلك یمكن تصوّر مسیر الإنسان وكأنّه بین طریقین لا نهایة لهما، یعرج به أحدهما نحو الكمال والسعادة الأبدیة، وینتهی به الآخر نحو الشقاء والعذاب الأبدی4. إذاً قیمة الانسان وكرامته النهائیة رهینة باختیاره لطریق التقوى.5 ومن الطبیعی انّه لن تكون لكلّ الناس قیمة مطلقة ومتساویة، بل سیكون لأهل الایمان والعمل الصالح قیمة ایجابیة، وسیكون لأهل الكفر والعصیان قیمة سلبیة، وسیكون لكل واحدة من هاتین القیمتین مراتب مختلفة.6

4ـ الهدف من خلق الانسان (الكمال النهائی): لقد خُلِق الانسان بهذه المؤهّلات الخاصّة من أجل ان یطوی طریق تكامله بإرادة حرّة واختیار واع،7 ویكسب الأهلیة لادراك الفیوضات الخاصة التی تُفاض فی ظل الحركة الاختیاریة، والوصول إلى مقام القرب الالهی المقرون بالسعادة الأبدیة. ولكن بما ان هذه الحركة وهذا السیر یجب ان یأتی بشكل اختیاری، فلابد من وجود مسیر آخر فی الجهة المخالفة لهذا السیر ینتهی به إلى الشقاء والعذاب الأبدی.8

5ـ الدنیا مقدّمة الآخرة: یتّضح من خلال النظر إلى الغایة من خلق الانسان بأن حیاته فی الدنیا لیست إلاّ مرحلة محدودة وتمهیدیة لبناء ذاته وتنمیة استعداداته وتحویلها إلى الفعلیة، والنتیجة الثابتة والأبدیة التی تتمخّض عن ذلك تظهر فی عالم الآخرة. فاذا ما اختار الانسان فی هذه الدنیا طریق الكمال، فسینتهی به المطاف إلى دار النعیم والرحمة الابدیة. وأمّا اذا اختار الاتجاه المضاد له فسینتهی إلى دار العذاب والهلاك الأبدی. وحسب تعبیر القرآن الكریم فانّ الدنیا «دار ابتلاء»9 لتمییز الصالحین من المفسدین ولینال كل إنسان فی عالم الآخرة ما یستحقّه.

6ـ الوسیلة العامه للحركة: تتحقق حركة الانسان نحو الكمال والسعادة، أو انحداره فی هاویة السقوط والهلاك، بأعماله وسلوكه الداخلی (كذكر الله) والخارجی. وكلّما جاءت هذه الأعمال باختیار أتم وحریّة أكثر یكون لها تأثیر أشد وتساهم فی تعجیل الحركة. وبغضّ النظر عن القیام بمثل هذه الاعمال لا یتحقق أی خیر وشر أخلاقی، ولا یحصل أی استحقاق للثواب أو العقاب.10

7ـ شروط الحركة الاختیاریة: ینبثق السلوك الاختیاری للانسان ـ وهو الذی یمثّل تبلور حركته التكاملیة أو التنازلیة ـ من میوله وتوجّهاته الغریزیة والفطریة. وتوجیهها یتوقّف على ما لدى المرء من علوم ورؤى واعتقاد بقیم معیّنة11. واضافة إلى ذلك، فان النشاطات الظاهریة للانسان تتطلب مستلزمات طبیعیة واجتماعیة، وتوفّر ظروف وأسباب خارجیة أیضا.

8ـ حدّ النصاب فی الاختیار المؤثّر: ینبثق السلوك الابتدائی للانسان (مثلما هو الحال فی مرحلة الرضاعة) من المیول الغریزیة والمعارف المكتسبة من تجارب بسیطة، ومن خلال الظروف المادیة التی تتهیأ له بغیر اختیار منه. ولیس لمثل هذا السلوك ـ وان كان لا یخلو من نوع من الاختیار ـ تأثیر مصیری فی سعادته الأبدیة أو شقائه الأبدی; لأنه لا یملك الحریة والوعی الكافی. إلاّ ان السلوك یأخذ بالتعقید شیئاً فشیئاً، وتدخل الدوافع والمیول وتوفّر العلوم والرؤى وكذلك الاسباب والظروف الخارجیة فی دائرة اختیار الشخص، وتوفّر له الاجواء من أجل ان یسیر خطوات أوسع ومصیریة، وذلك عندما یبلغ الرشد العقلانی اللازم (عهد البلوغ والتكلیف). وهنا یتحقق حدّ نصاب الاختیار الواعی والمؤثر فی السعادة الابدیة أو الشقاء الأبدی، ویكون الشخص عندها فی موضع المسؤولیة الجادّة12.

9ـ العلاقة بین انواع التفاوت ودرجات المسؤولیة: بنو الانسان غیر متساوین فی ما حباهم الله من عطایا ومواهب (سواء كانت من حیث القوى البدنیة أو القدرات الروحیة)، مثلما هم متفاوتون فی ما لدیهم من نعم طبیعیة واجتماعیة وأسباب ومستلزمات النشاطات الخارجیة. وهذا التفاوت ناجم عن نظام العلیّة والمعلولیة السائد فی الكون ویجری بتدبیر الهی حكیم13.

وتبعاً لهذا التفاوت یختلف حجم وكیفیة المسؤولیات وسعة وضیق میدان التكامل أو التنزّل.

والقاعدة العامّة فی هذا المضمار هی ان كل شخص مسؤول امام الله الذی منحه هذه النعم على قدر استعداده وقدرته14، وفی حدود مجال اختیاره15، ویكون مدى ترقّیه وتكامله معادلاً وموازناً لمدى انحطاطه وهبوطه.

10ـ تأثیر التعلیم والتربیة (دور المعَلِّم والمربّی): بمیسور الانسان الاستعانة بالآخرین لكسب العلوم والرؤى ومعرفة القیم، ولنقل استعداداته ـ بشكل عام ـ من القوة إلى الفعلیة; وتصحیح وتقویم أخطائه وانحرافاته. ومن هنا یتضح مدى أهمیة المعَلِّم والمربّی; لأنه هو الذی یستطیع من خلال تعلیم الاشیاء المفیدة والمعارف القیّمة، توسیع مدیات المعرفة والتعقّل لدى المتعلّم16. ویمكنه أیضاً مساعدة المتعلّم على الاختیار الصحیح والتغلّب على اهوائه النفسیة وكسب الملكات الفاضلة كالایثار والتضحیة، وبكلمة واحدة، یساعده على السیر فی السبیل الذی اراده له الله، وذلك عن طریق تعلیمه القیم السامیة واثبات افضلیّتها على المیول والاهواء الدنیئة، وتعریفه بسبل التحكم بالغرائز وتهذیبها. وهكذا فهو یغدو وسیلة قیّمة لتحقیق الغایة الالهیة من خلق الإنسان، مع ما یتضمّنه ذلك من السیر خطوات كبرى على طریق تكامله17.

11ـ ضرورة الحیاة الاجتماعیة ومتطلّباتها: لابد للانسان من التعاون والتعایش مع أبناء جنسه من أجل مواصلة حیاته وتوفیر مستلزماتها ومجابهة شتّى المخاطر التی تهدده. ومن الطبیعی ان انتظام الحیاة الاجتماعیة یتوقّف على تقسیم العمل والتوزیع العادل للمنافع والمنتجات، ووجود القوانین والقرارات والاجهزة الكفیلة بتنفیذها. ومن غیر ذلك تضطرب الحیاة الاجتماعیة وتسودها الفوضى، ویُحرم افراد المجتمع من الامكانات اللازمة لحركتهم التكاملیة. كما ان انعزال الأفراد وتقوقعهم على أنفسهم یجعل الحیاة عسیرة علیهم أو متعذّرة أحیاناً، ویُحرم المجتمع من نشاطهم وعطائهم. وكلا هذین الأمرین خلاف للمصلحة والحكمة من خلق الانسان. وأساساً تتیسّر النشاطات ومختلف أنواع التعاطی فی ظل الحیاة الاجتماعیة، وبها تتوفر الأجواء المناسبة للاختبار والاختیار فی مختلف الجوانب18.

12ـ المسؤولیات الاجتماعیة: نظراً إلى أن طریق حیاة الانسان یتفرع إلى فرعین، وتعیین اتجاه السیر رهین باختیار الأفراد والجماعات، فمن الطبیعی ان یوجد هناك على الدوام من یسیرون ـ خلافاً لمصلحتهم الشخصیة ـ نحو الشقاء والهلاك، ولیس هذا فحسب، بل یخلقون أیضاً مشاكل وعراقیل لغیرهم ویمارسون الظلم والجور والعدوان على الآخرین. وإذا لم یُتّخذ إجراء مؤثر لنصح وإرشاد الضالّین19 وإزالة شر الظالمین وحمایة المحرومین والمظلومین، فلن یمضی وقت طویل حتّى یمتلىء العالم كلّه ظلماً وفساداً، ولا یبقى ثَمّة مجال لرقی وتكامل الخیّرین وذوی الاستعداد20. وهكذا تثبت أنواع من المسؤولیات الاجتماعیة على الأفراد والجماعات والمؤسسات الرسمیة.

 الاصول العملیة للتعلیم والتربیة من وجهة نظر الاسلام

بناءً على الأسس التی سبق ذكرها، یمكن استخلاص عدد من النتائج العامة فی مجال كیفیة التعلیم والتربیة، سمیّناها بـ«الاصول العملیة للتعلیم والتربیة»، وهی كالآتی:

1ـ التقییم الصحیح للمتطلّبات المادیة والمعنویة: ینبغی ان یكون مضمون التعلیم والتربیة وسلوك المربی شاملاً بحیث یصبح ناظراً ومدركاً لأصالة البُعد الروحی والمعنوی للانسان، وینظر دوماً إلى المتطلبات المادیة كأداة ووسیلة (ولیس كهدف)21. وفی الوقت نفسه ینبغی اجتناب الإفراط فی النصائح والارشادات التی تدعو إلى الزهد وتؤدّی إلى اضطرابات بدنیة أو تؤدّی حتّى إلى اضطرابات نفسیة، وینبغی عدم تجاهل الالتزام بالتعالیم الصحیّة والتربیة البدنیة والترفیه المعقول.

2ـ تحفیز مشاعر الكرامة والإعتزاز بالنفس: نظراً إلى المكانة التی خُصَّ بها الانسان بین المخلوقات، والنعم الالهیة التی منَّ الله بها علیه ـ سواء البدنیة منها والنفسیة، أم النعم الخارجیة والاجتماعیة ـ وما حباه من سیطرة على الطبیعة وهیمنة علیها، لابد ـ عند تعلیمه ـ من تحفیز مشاعر الكرامة والعزّة لدیه، ولابدّ من افهامه بأنَّ اقتراف الاعمال الرذیلة بمثابة تدنیس لجوهر إنسانیّته، وانّ الانقیاد لأهواء النفس یعنی استعباد وإذلال عقله وروحه الملكوتیة22. وعلى صعید آخر، نظراً إلى ان اعضاء بدنه وقواه النفسیة كلّها أمانة إلهیة عنده ـ كما هو حال النعم الخارجیة ـ فلابد ان یكون التعامل معها واستخدامها بشكل یرضی صاحبها الحقیقی وهو الله تعالى، لكی لا تكون هناك خیانة فی هذه الأمانة. وكذلك یتعیّن على المعَلِّم والمربّی ان ینظر إلى المتعلّمین كأمانة إلهیة اودعت لدیه، ویجب علیه ان یعلّمهم أسمى العلوم وبأفضل الأسالیب ویربّیهم أحسن ما تكون التربیة23.

3ـ محاربة الغفلة: بما أن الانسان یقف على الدوام عند مفترق طریقین یقودها أحدهما نحو غایة الرقی بلا نهایة، وینتهی به الآخر نحو غایة الانحطاط بلا نهایة، فلابد أن یتركّز التعلیم على تبیین خطورة موقفه لكی لا یغتر بالتكریم الإلهی الابتدائی وبالنعم الدنیویة24. ولا یظن ـ كما یظن بعض القائلین باصالة الانسان ـ بأن هذا مدعاة لفخره الأبدی، وعلیه أن لا یقضی حیاته بالغفلة والبطالة25. وینبغی تسخیر غریزة حب المنفعة وحب الكمال واجتناب الضرر المودعة فی فطرة كل إنسان، فی سبیل التعجیل بحركته التكاملیة، مثلما هو مشهود فی تعالیم القرآن الكریم26، وسُنّة المعصومین‰.

4ـ إحیاء ذكر الله: بما ان الهدف من خلق الانسان هو الوصول إلى القرب الإلهی، فمن الواجب إحیاء ذكر الله فی قلب المتعلّم لكی تتوفر له السكینة النفسیة27، ولكی یجعله كالبوصلة لتعیین وتصحیح مسیره، وان یضفی على اعماله قیمة أیضاً من خلال إعطائها دافعاً إلهیاً28.

5ـ استبدال اللامتناهی بالمتناهی: نظراً إلى ان الدنیا مقدّمة للآخرة، فلابد من استخلاص نتیجتین مهمَّتین من ذلك: الأولى عدم إعطاء أولویة أو أصالة لملذّات الدنیا وآلامها; لكی لا تبهره طیّباتها ولا تُرهبه آلامُها29.

والثانیة: ان یدرك القیمة الحقیقیة لساعات ولحظات عمره، إذ یمكنه نیل السعادة الابدیة عن طریق قضائها فی أعمال ترضی الله، ویمكنه انفاقها فی الرذائل; فینتهی به الحال إلى الشقاء الأبدی. وهذا یعنی ان قیمة لحظة واحدة من العمر لا تقاس بأرطال من الذهب والجواهر.

6ـ محاربة التطفّل: بما أن الكمال والسعادة الأبدیة للانسان لا تتحقق الاّ بعمله الاختیاری30، وحتى الشفاعة أیضاً لابد أن ینالها بالعمل الصالح31، إذاً فلابد من استنهاض نزعة الاندفاع الذاتی والمبادرة الذاتیة واستقلال الشخصیة لدیه، وتقویة روح الشعور بالمسؤولیة والالتزام فیه، ومحاربة مافیه من روح الاتكالیة والتطفّل والاعتماد على الآخرین32، مع التنبیه إلى هذه الملاحظة فی كل سلوك وتصرّف یمارسه المعلّم مع المتعلّمین (كما فی حالة اداء التكالیف والواجبات المدرسیة...).

7ـ الاهتمام بالحریة فی الاعمال والممارسات: انطلاقاً من أهمیة «حریة الاختیار» فی حركة الانسان التكاملیة، فلابد من اعطاء المتعلم حریة العمل والممارسة، وعدم صیاغته بشكل حلقة فاقدة للإرادة، مع السعی إلى ان لا تتصف التعالیم والایحاءات بطابع الضغط والاكراه. وفی الحالات التی تقتضی فیها مصلحة المتعلّم تدخّل المعَلِّم والمربّی، ینبغی الحرص على ان لا یكون هذا التدخل مباشراً بحیث لا یشعر المتعلم بضغط أو تقیید، وان یكون مقروناً بالاستدلال المنطقی جهد الامكان، ولا یتعدى حدود الارشاد والتوجیه.

8ـ رعایة مبدأ التدرّج: نظراً إلى تدرّج سیر الانسان فی تطوّره وتكامله الطبیعی والاكتسابی، فعلى المعَلِّم والمربّی ان یأخذ بنظر الاعتبار على الدوام مقتضیات السن والعوامل الطبیعیة والاجتماعیة، ویسعى لكی یتدرج المتعلّم خطوة بعد خطوة بهدوء وتأن، وأن لا یتوقّع منه طفرات سریعة ومفاجئة، وان یمنع بتدبیر عقلانی حتّى إفراط المتعلّم فی عمله الدراسی أو تهذیب ذاته مما یُحتمل منه اضعاف بدنه أو اصابته بأضرار نفسیة33.

9ـ المرونة والاعتدال: نظراً إلى وجود جوانب كثیرة من التفاوت على الصعید الفردی والجماعی، فلابد من جعل المرونة اللازمة والمعقولة نصب العین سواءً عند وضع المناهج أو عند تطبیقها، مع اجتناب الاصرار على تطبیق مناهج وبرامج جافّة وذات وتیرة واحدة وبشكل متساو على جمیع المتعلّمین بحیث یؤدّی ذلك إلى طمس حقوق وخیبة الكثیر منهم. وعلى كل الاحوال یجب ان یتّخذ الاعتدال أصلاً ومبدءاً فی العملیة التربویة.

10ـ ترجیح الأهم: نظراً إلى أهمیة دور المعَلِّم والمربّی فی تنشئة واعداد الناشئة من المتعلّمین وانضاج استعداداتهم، یجب أن یضع المعَلِّمون والمربّون وخاصّة المسؤولون عن وضع الخطط والمناهج، نصب أعینهم مسؤولیتهم الخطیرة هذه، مع الاهتمام الدقیق بمصلحة كل واحد من المتعلّمین، وكذلك مصالح المجتمع الاسلامی بل وحتى مصالح المجتمع البشری، واجتناب وضع أو تطبیق الخطط والمناهج أو المواد التی تؤدّی إلى اهدار الوقت وتضییع العمر، أو اذا لم تكن ذات قیمة مهمّة بالمقارنة مع مصالح أسمى. وان یركّزوا من بین الدروس على ما له تأثیر أكبر فی السعادة الأبدیة (كالعقائد والاخلاق الاسلامیة) وتدریسها بشكل یجعلها محبوبة ومرغوبة أكثر فی النفس، وان یحرصوا على ان یكونوا هم أنفسهم نماذج صالحة یقتدی بها المتعلّمون.

11ـ العلوم الطبیعیة والاجتماعیة: نظراً إلى ضرورة الحیاة الاجتماعیة ومستلزماتها ومتطلّباتها، وكذلك ضرورة التمتّع المادّی لتوفیر الاحتیاجات الفردیة والاجتماعیة34 والحفاظ على عزّة وسیادة المجتمع الاسلامی،35 یتّضح لزوم ادخال العلوم الطبیعیة والریاضیة والاجتماعیة ضمن المناهج الدراسیة، إذن یتعیّن على من یضطلعون بمهمة التخطیط والبرمجة ان یدرجوا المناهج العامّة والتخصصیة بدقّة كافیة فی المناهج الدراسیة مع الأخذ بنظر الاعتبار الشروط السنّیة والذهنیة للمتعلمین وحاجات وامكانیّات المجتمع. تجدر الاشارة إلى انه یجب فی كل الحالات ان ینصبَّ التركیز والاهتمام على الغایة الأساسیة وهی التقرّب إلى الله تعالى. ولا ینبغی تفویت أیة فرصة فی سبیل احیاء الدوافع الالهیة والقیم السامیة وكذلك محاربة الغفلة وهوى النفس. وبعبارة اخرى یجب جعل كل الاهداف مقدّمة للهدف النهائی.

12ـ تقویة الشعور بالمسؤولیة ازاء المصالح الاجتماعیة: ان وجود انواع المسؤولیات الاجتماعیة یتطلب توجیه جهاز التعلیم والتربیة نحو الاهتمام بالمجتمع وحب الآخرین. وان یتم التركیز سواء عند اعداد مضامین الدروس، أو فی تعامل المعَلِّمین والمربّین مع المتعلّمین، على تقویة خصال التعاون والتضامن والایثار والتضحیة ونكران الذات وحب الخیر للآخرین وحب العدالة، إلى جانب مكافحة صفات الأنانیة واللاأبالیة ازاء المصالح الاجتماعیة مكافحة شدیدة36، وان یجری التأكید على وجه الخصوص على غرس روح البسالة ومحاربة الظلم ومجاهدة ومقارعة الجبابرة والمفسدین وحمایة المظلومین والمحرومین لدى المتعلمین لأجل تنشئة عناصر صالحة وفاعلة لبناء المجتمع المنشود، وقادرة على الاضطلاع بدورها فی تحقیق الهدف الالهی.


1 ـ سورة الحجر / الآیة 29، سورة ص / الآیة 72: (وَنَفَخْتُ فِیهِ مِن رُّوحِی)سورة المؤمنون / الآیة 14: (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ) سورة السجدة / الآیة 9: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِیهِ مِن رُّوحِهِ)سورة السجدة / الآیة 11، (قُلْ یَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ).

2 ـ سورة الاسراء / الآیة 70: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِی آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِیرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلاً).

3 ـ سورة الاعراف / الآیة 179: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ یَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْیُنٌ لاَّ یُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ یَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) سورة الانفال / الآیة 22: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِینَ لاَ یَعْقِلُونَ) سورة الانفال / الآیة 56: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِینَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ).

4 ـ سورة التین / الآیة 4 ـ 6: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیم ٍ ~ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِینَ ~ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ).

5 ـ سورة الحجرات / الآیة 13: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

6 ـ سورة آل عمران / الآیة 163: (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ)، سورة الانعام / الآیة 132، سورة الاحقاف / الآیة 19: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْْ)، سورة هود / الآیات 105 ـ 108: (فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَسَعِیدٌ ~ فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُواْ فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیهَا زَفِیرٌ وَشَهِیقٌ  ~خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا یُرِیدُ ~ وَأَمَّا الَّذِینَ سُعِدُواْ فَفِی الْجَنَّةِ خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَیْرَ مَجْذُوذٍ).

7 ـ سورة الكهف / الآیة 29: (فَمَن شَاء فَلْیُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْیَكْفُرْ)، سورة الانفال / الآیة 42: (لِّیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَیِّنَةٍ وَیَحْیَى مَنْ حَیَّ عَن بَیِّنَةٍ)، سورة الانسان / الآیة 2: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِیهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِیعًا بَصِیرًا).

8 ـ سورة البلد / الآیة 10: (وَهَدَیْنَاهُ النَّجْدَیْنِ)، سورة یس / الآیتان 60 ـ 61: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ یَا بَنِی آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّیْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِینٌ ~ وَأَنْ اعْبُدُونِی هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِیمٌ).

9 ـ سورة هود / الآیة 7: (لِیَبْلُوَكُمْ أَیُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، سورة الانبیاء / الآیة 35: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَیْرِ فِتْنَةً وَإِلَیْنَا تُرْجَعُونَ).

10 ـ سورة البقرة / الآیة 286: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَیْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)، سورة آل عمران / الآیة 25: (وَوُفِّیَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ یُظْلَمُونَ)، سورة ابراهیم / الآیة 51: (لِیَجْزِی اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ)، و....

11 ـ سورة الانسان / الآیة 3: (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، سورة الشمس / الآیة 8: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا).

12 ـ سورة النساء / الآیة 6: (وَابْتَلُواْ الْیَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَیْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).

13 ـ سورة الانعام / الآیة 165: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّیَبْلُوَكُمْ فِی مَا آتَاكُمْ)، سورة النحل / الآیة 71: (وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِی الْرِّزْقِ)، سورة النساء / الآیة 32: (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)، و....

14 ـ سورة البقرة / الآیة 233: (لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا)، سورة البقرة / الآیة 286: (لاَ یُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)، سورة الطلاق / الآیة 7: (لَا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا).

15 ـ سورة النحل / الآیة 93: (وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، سورة التكاثر / الآیة 8: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ)، سورة الاسراء / الآیة 36: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، سورة الصافات / الآیة 24: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).

16 ـ سورة الكهف / الآیة 66: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).

17 ـ قال رسول اللهˆ لامیر المؤمنین(علیه السلام): یا علی، لأن یهدی الله بك رجلاً خیر لك ممّا طلعت علیه الشمس. وقالˆ: انّ معَلِّم الخیر یستغفر له دواب الارض وحیتان البحر وكل ذی روح فی الهواء وجمیع اهل السماء والارض. وانّ العالم والمتعلّم فی الاجر سواء. وقالˆ: العالم والمتعلّم شریكان فی الاجر: للعالم اجران، وللمتعلّم اجر، ولا خیر فی سوى ذلك. راجع: بحار الانوار، العوالم، اصول الكافی، بصائر الدرجات و....

18 ـ سورة محمد / الآیة 4: (وَلَكِن لِّیَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)، سورة محمد / الآیة 31: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِینَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِینَ)، سورة آل عمران / الآیة 186: (لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ)، سورة البقرة / الآیة 155: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِینَ)، آل عمران / الآیة 154: (وَلِیَبْتَلِیَ اللّهُ مَا فِی صُدُورِكُمْ وَلِیُمَحَّصَ مَا فِی قُلُوبِكُمْ)، و....

19 ـ سورة آل عمران / الآیة 104: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، و....

20 ـ سورة البقرة / الآیة 251: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ)، سورة الحج / الآیة 40: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِیَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ یُذْكَرُ فِیهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِیرًا).

21 ـ سورة آل عمران / الآیة 14: (زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَآءِ وَالْبَنِینَ وَالْقَنَاطِیرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)، آل عمران / الآیة 185: (وَما الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)، سورة القصص / الآیة 60: (وَمَا أُوتِیتُم مِّن شَیْءٍ فَمَتَاعُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَزِینَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ).

22 ـ الشمس / الآیتان 9 ـ 10: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ~ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) «من كرمت علیه نفسه هانت علیه الشهوات».

23 ـ «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعیّته».

وفی رسالة الحقوق لزین العابدین(علیه السلام): «وامّا حقّ رعیّتك بالعلم فان تعلم انّ الله عز وجل إنَّما جعلك قیّما لهم فیما آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه، فان احسنت فی تعلیم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر علیهم زادك الله من فضله، وان انت منعت الناس علمك وخرّقت بهم عند طلبهم العلم منك، كان حقّاً على الله عز وجل ان یسلبك العلم وبهاءه، ویسقط من القلوب محلّك».

24 ـ لقمان / الآیة 33، فاطر / الآیة 5: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ).

25 ـ الروم / 7: (یَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)، الاعراف / الآیة 205: (وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِینَ)، الانبیاء / الآیة 1: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِی غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ)، المنافقون / الآیة 9: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، سورة الحجر / الآیة 3: (ذَرْهُمْ یَأْكُلُواْ وَیَتَمَتَّعُواْ وَیُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ).

26 ـ البقرة / الآیة 213: (فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ)، النساء/ الآیة 165: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ)، و....

27 ـ الرعد / الآیة 28: (الَّذِینَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

28 ـ المائدة / الآیة 2، الفتح / الآیة 29، الحشر / الآیة 8: (یَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)، النور / الآیة 37: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَیْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ)، البقرة / الآیة 207: (وَمِنَ النَّاسِ مَن یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ)، الرعد / الآیة 22: (وَالَّذِینَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ)، الروم / الآیة 38: (ذَلِكَ خَیْرٌ لِّلَّذِینَ یُرِیدُونَ وَجْهَ اللَّهِ)، اللیل / الآیة 20: (إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى).

29 ـ التوبة / الآیة 111: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)، الحدید / الآیة 23: (لِكَیْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).

30 ـ النجم / الآیة 39: (وَأَن لَّیْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى).

31 ـ الانبیاء / الآیة 28: (وَلَا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى).

32 ـ راجع: اصول الكافی، ج 2، ص 148 ـ 149: «قال الصادق(علیه السلام): طلب الحوائج إلى الناس استلاب العزّ، ومذهبة للحیاء، والیأس ممّا فی ایدی الناس عزّ المؤمن فی دینه، والطمع هو الفقر الحاضر». وكان امیر المؤمنین(علیه السلام) یقول: «لیجتمع فی قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، فیكون افتقارك الیهم لین كلامك وحسن بشرك، ویكون استغناؤك عنهم فی نزاهة عرضك وبقاء عزّك».

33 ـ راجع: اصول الكافی، ج 2، ص 86 ـ 87: «قال رسول اللهˆ: انّ هذا الدین متین فاوغلوا فیه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المنبت الذی لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى».

34 ـ سورة البقرة / الآیة 29: (هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی الأَرْضِ جَمِیعاً)، سورة الحدید / الآیة 25: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللَّهُ مَن یَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ).

35 ـ سورة المنافقون / الآیة 8: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ)، سورة النساء / الآیة 141: (وَلَن یَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِینَ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ سَبِیلاً)، سورة الانفال / الآیة 60: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ).

36 ـ «من اصبح لا یهتم بامور المسلمین فلیس بمسلم».

آخرین محتوای سایت

تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...