آیة الله مصباح الیزدی: الثبات والاستقامة مع التقوى ستجلب التمتّع بالألطاف الإلهیّة الخاصّة

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی لقائه مع جمع من مدیری وزارة الدفاع بتاریخ الثانی والعشرین من شباط من عام 2012م – أشار إلى نعمة التمتّع ببركة الثورة الإسلامیّة وقال: إنّ مهمّة الحفاظ على منجزات وقیم هذه الثورة ونشرها فی جمیع أنحاء العالم تقع على عواتقنا.
وفی معرض إشارة العلاّمة مصباح الیزدی إلى أنّ التعامل مع الدین یختلف من شخص إلى آخر أضاف سماحته: لقد وُوجهت بعثة الأنبیاء ودعوتهم الناس إلى الدین بردود أفعال مختلفة؛ فقد شمّرت طائفة من الناس عن سواعدهم لمعارضة هذا التیّار وراحوا یعملون على القضاء علیه، أمّا الطائفة الثانیة فقد قابلوا الدین باللامبالاة وانشغلوا بحیاتهم ولذّاتهم، أمّا الطائفة الثالثة فقد آمنوا به وقبلوا فی الجملة بوجود الله وبرنامجه للحیاة، لكنّ اعتقادهم كان سطحیّاً ولم یؤمنوا إیمانا راسخاً بأنّ لله دوراً فی كلّ لحظة من لحظات الحیاة وبضرورة الارتباط به.
وأضاف سماحته قائلاً: لكنّ طائفة من الناس قد أخذت تعالیم الأنبیاء بقوّة وجدّیة وبذلوا غایة الجهد فی تطبیق هذه التعالیم فی حیاتهم الفردیّة والاجتماعیّة على حدّ سواء. وفی زماننا أیضاً فإنّ التعامل مع الدین فی المجتمع ینحو المنحى نفسه.
وعبر إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى أوضاع البلاد قبل انتصار الثورة قال: الثقافة السائدة فی البلاد كانت متأثّرة بالغزو الثقافیّ الأجنبیّ بحیث على الرغم من علاقة الجماهیر بالدین وكونهم أهل معرفة وصلاة وحبٍّ لأهل البیت (علیهم السلام) لكنّ البلاد لم تكن من الناحیة العملیّة تختلف عن البلدان غیر الإسلامیّة فقد كانت المظاهر والقیم الدینیّة فی المجتمع مهمَلة وكانت الحیاة الاجتماعیّة تسیر بمعزل عن التعالیم الدینیّة.
وتابع سماحته القول: بعد نهضة الإمام الخمینیّ الراحل (رحمة الله علیه) وتثبیت الجمهوریّة الإسلامیّة أصبحت التعالیم الدینیّة تلقى اهتماماً أكبر على صعید المجتمع وأضحى الأخیر یتحوّل باتّجاه المجتمع الإسلامیّ.
وقال سماحته: بعد استقرار الحكومة الإسلامیّة هبّت ثلّة للدفاع عنها بأوراحهم ودمائهم فی حین استغلّ البعض الآخر دماء هؤلاء الشهداء فی سبیل مصالحهم الشخصیّة، وهذا الاختلاف ینبع من التفاوت فی مراتب المعرفة ومستوى التعلّق بزخارف الدنیا.
وأوضح آیة الله مصباح الیزدی أنّ الإمدادات الإلهیّة كانت إلى جانبنا فی كلّ ظرف وزمان، وأضاف قائلاً: إذا سعیتم نحو التضامن وأدّیتم ما علیكم من واجبات فی سبیل الله تعالى فإنّ الله وعد برفع كلّ عقبة من طریقكم بحیث یوصلكم إلى الهدف الذی تنشدون، سواء على الصعید العسكریّ، أو فی حقل المختبرات، أو فی مجال إدارة المجتمع.
وأشار سماحة مصباح الیزدی إلى شروط تحقّق الوعد الإلهیّ قائلاً: إنّ الثبات والاستقامة فی أداء الواجبات إلى جانب التقوى هما عاملان أساسیّان فی عملیّة التمتّع بالألطاف الإلهیّة الخاصّة.
وأضاف سماحته: إنّ من النعم العظیمة التی منّ الله بها علینا هی أنّنا رأینا هذه الإمدادات الغیبیّة رأی العین. لذا یتعیّن علینا الانتفاع منها تمهیداً للأرضیّة اللازمة لرفع مستوى الإیمان والتقوى.
وفی ختام حدیثه أوصى سماحة العلاّمة مصباح الیزدی بضرورة مضاعفة السعی لمعرفة الإسلام وتعمیق الإفادة من التعالیم الإسلامیّة فی حیاتنا الفردیّة والاجتماعیّة، وتقویّة الارتباط بالله سبحانه وتعالى فی حیاتنا الیومیّة.