العلاّمة مصباح الیزدیّ: الثورة الإسلامیّة بحاجة ماسّة الى أمثال الشهید المطهّری

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فلدى لقاء رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بجمع من معلّمی وأساتذة مدارس عوائل الشهداء فی محافظة قمّ أشاد بشخصیّة العلاّمة المطهّری وقال: الإمام الخمینیّ والعلاّمة الطباطبائیّ (رحمهما الله) – اللذان عرفا الشهید المطهّری حقّ المعرفة – كانا قد أطلقا أسمى التعابیر فی حقّه.
وفی إشارة للعلاّمة محمّد تقی مصباح الیزدی إلى شخصیّة الاُستاذ المطهّری العلمیّة أضاف: الدور الذی ینهض به المعلّم فی إبلاغ العلم إلى الأجیال القادمة لیس بحاجة إلى توضیح؛ ذلك أنّ مطلوبیّة العلم والمعرفة أمر فطریّ، وكلّ علم یكون أكثر فائدة للبشر، فإنّه یكون أكثر قیمة أیضاً.
وأوضح عضو مجلس خبراء القیادة أنّ غالبیّة العلوم إنّما تنحصر فائدتها فی الحیاة الدنیا وقال: إذا لم تكن لفائدة علم من العلوم نهایة وعمّت فائدته حیاةَ الإنسان الأبدیّة فإنّه لا یمكن مقارنة قیمته مع باقی العلوم؛ ذلك أنّ العلوم الاخرى وإن كانت قیّمة بحدّ ذاتها، بید أنّ فائدتها محدودة فی هذه الدنیا حتّى وإن عمّر الناس فیها ملایین السنین، ولا یمكن قیاسها أساساً بما لا نهایة له من الفائدة.
وفی معرض إشارة العلاّمة مصباح الیزدی إلى أنّ الشهید المطهّری قد أوصل هذه العلوم إلى الناس أضاف: إنّ عبقریّة الشهید المطهّری تكمن فی أنّه جاء بعلم السماء إلى مستوى الأرض وجعله فی متناول الملایین من البشر؛ بمعنى أنّه طرح المسائل الفلسفیّة والعرفانیّة والعقلیّة الغامضة ببیان بسیط وجعلها مفهومة للجمیع.
وقال آیة الله مصباح الیزدی مشیداً بإخلاص الشهید المطهّری: لقد تعرّف الملایین من البشر فی عصرنا الراهن على الإسلام بفضل جهد واسم الشهید المطهّری ومن خلال قراءة ترجمات كتبه، ولعمری فإنّ هذه البركة نابعة من إخلاص هذا الرجل الفذّ.
وأشار سماحته: لم یكن للشهید المطهّری دور فی نشر العلوم فحسب، بل كان ضالعاً فی إنتاج العلم أیضاً. فإنتاج العلم - الذی یحظى الیوم باهتمام بالغ من قبل قائد الثورة المعظّم (دام ظلّه) - یتمّ فی حقل العلوم التجریبیّة داخل المختبر ومن خلال التجربة، أمّا فی مجال الفلسفة والعرفان فإنّ إنتاج العلم هو ذلك الإنجاز الذی حقّقه الشهید المطهّری منذ أربعین عاماً خلت.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: لقد أمر الإمام الراحل (قدّس سرّه) بتشكیل مجلس قیادة الثورة بإشراف الشهید المطهّری؛ ذلك أنّ الإمام الخمینیّ كان یعرف الشهید المطهّری حقّ المعرفة وكان یعلم أنّ بإمكان هذا الرجل أن یعرف جوهر الإسلام جیّداً، ویعرّفه للآخرین، ویطبّقه على أرض الواقع.
ولدى إشارة سماحة مصباح الیزدی إلى الدور المهمّ الذی ینهض به المعلّمون فی الثورة الثقافیّة قال: بمكننا، عبر إجراء بحث بسیط، أن نكتشف أنّ أكثر الأشخاص الذین كان لهم تأثیر فی الثورة بعد الإمام الراحل (رحمه الله) هم المعلمّون والمدرّسون الذین كان من جملتهم الشهید المطهّری والشهید البهشتیّ والشهید المفتّح والشهید باهنر وتلامیذهم.
ولدى سرد العلاّمة مصباح الیزدی لنماذج من جهود وبصمات الشهداء المطهّری والبهشتیّ وباهنر والمفتّح على طریق إنجاح الثورة الإسلامیّة وإیصالها إلى أهدافها أضاف قائلاً: لو ادّعى أحدهم بأنّ انتصار الثورة بعد جهود الإمام الراحل (رحمه الله) كان رهناً بجهود المعلّمین و المدرّسین لم یكن ادّعاؤه جزافاً. ومن هنا فإنّ استمرار الثورة وتقدّمها هو أیضاً فی ید المعلّمین والمدرّسین.
وتابع سماحته قائلاً: إذا أحببنا أن نستضیء بشعاع من شمس العلاّمة المطهّری الساطعة فعلینا أوّلاً أن نحفظ تراث هذا الرجل من أن یصیبه الانحراف بغبار الإبهام والتفسیر الخاطئ، وثانیاً أن نحثّ الخطى فی هذا الطریق ونستمرّ فیه.
وأردف اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة قائلاً: لقد عرف الماضون – من أمثال الشهید المطهّری – واجبهم جیّداً وأخلصوا عملهم لله سبحانه وتعالى، وما علینا نحن الآن إلاّ أن نعمل أیضاً بتكلیفنا.
وعبر إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أهمّیة دور الشهید المطهّری بالنسبة للثورة رأى أنّ أكبر خسارة تكبّدتها الثورة هی فقدانها لهذا الرجل وقال: إنّ من جملة مواطن الضعف التی یستغلّها أعداء الثورة الیوم غایة الاستغلال هی الفراغ الذی تركه الشهید المطهّری؛ ذلك أنّه بعد مضیّ أكثر من ثلاثین عاماً على انتصار الثورة فإنّ هناك حاجةً ماسّةً الیوم لبحوث وأفكار الشهید المطهّری؛ ومن هنا فبمقدورنا أن نتصوّر حجم البركات التی كان یمكن أن تكون من نصیب الثورة فیما لو بقی على قید الحیاة إلى الآن.
وفیما یخصّ شهادة الاُستاذ المطهّری قال سماحة العلاّمة مصباح الیزدی: لقد جاءت شهادة هذا الرجل - فی الحقیقة - ثواباً منحه الله عزّ وجلّ له فی هذه الدنیا مقابل جهوده المخلصة وإنّها لمدعاة للفرح والسرور. هذا من ناحیة. أمّا من الناحیة الاخرى فلابدّ أن نقیم مراسم العزاء على فقدان مثل هذه الجوهرة الثمینة وحرماننا من وجوده المبارك. ومن ناحیة ثالثة فإنّ شهادته تحتّم علینا أن نستشعر خطر الأعداء ونعلم أنّهم یقظون وعارفون بكلّ ما للثورة الإسلامیّة من نقاط قوّة وضعف، وأنّهم یعرفون الأشخاص المؤثّرین فیها قبل أن نعرفهم نحن فیعملون على استهدافهم بكلّ الوسائل المتاحة؛ فإن لم تُؤتِ عملیّات اغتیال شخصیّاتهم للحدّ من تأثیرهم فی المجتمع اُكُلها، فإنّهم یعمدون إلى اغتیال أشخاصهم وتصفیتهم جسدیّاً.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى فی یوم 1 أیّار 2012م فی قاعة مؤتمرات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.