العلاّمة مصباح الیزدی: السیّدة الزهراء والعقیلة زینب (سلام الله علیهما) هما أفضل اُنموذجین للمرأة المسلمة بالنسبة للبشریّة

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من الأعضاء المؤسّسین للمؤتمر المنعقد حول شخصیّة العقیلة زینب (سلام الله علیها) وبعد تقدیمه لآیات التبریك والتهانی بمیلاد الإمام محمّد الباقر (علیه السلام) – أشار إلى العوامل المؤثّرة فی بلورة سلوكیّات الإنسان وقال: إنّ التأسّی بالآخرین هو واحد من أهمّ العوامل المؤثّرة على سلوك ابن آدم.
وفی معرض إشارة آیة الله محمّد تقی مصباح الیزدی إلى ثبوت تأثیر الاُسوة والاُنموذج على سلوك الإنسان وفقاً لعلم النفس الاجتماعیّ قال: وحتّى إذا لم نلتفت إلى هذه المسألة من الناحیة العلمیّة أیضاً فإنّ تأثیر القدوة على تصرّفات الإنسان واضحة لنا بفضل القرآن الكریم وتعالیم أولیاء الله.
وعبر إشارة سماحته إلى آیات قرآنیّة مختلفة تطرح موضوع التأسّی بالآخرین أضاف: یقدّم الله عزّ وجلّ فی كتابه العزیز نبیّه إبراهیم (علیه السلام) كقدوة للصالحین، ویقدّم نبیّ الإسلام (صلّى الله علیه وآله) بعنوان كونه اُسوة للاُمة الإسلامیّة قاطبة، والأنبیاء السابقین (علیهم السلام) كقدوة للرسول الأكرم (صلّى الله علیه وآله) وهذا یظهر ما للاُسوة والاُنموذج من أهمیّة فی حیاة الإنسان وتكامله.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: لقد كانت قصّة سیّد الشهداء (سلام الله علیه) على مدى التاریخ ولا زالت ذات أثر على الشیعة وكانت سبباً فی إحیاء القیم والـمُثُل العلیا.
وذكر سماحة مصباح الیزدی أنّ الله سبحانه تعالى یولی اهتماماً خاصّاً لتعریف القدوات للناس وأضاف: لقد قدّم القرآن الكریم اُسوات حسنة واُسوات سیّئة معاً، ومن الملفت أنّه قدّم النساء كاُسوة لجمیع البشر فی كلتا الحالتین.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی على أنّ معظم تصرّفات شباب الیوم (سواء منها الحسنة أو القبیحة) إنّما تُستقَى ممّا یقتدون به من اُسوات، وقال: إذا استطعنا أن نعرّف للمجتمع الاُسوات الحسنة مقرونة بحقائق عن حیاتهم وسِیَرِهم فسیكون لذلك آثارٌ عظیمة لا محالة.
وفی معرض إشارة العلاّمة مصباح الیزدی إلى بعض النماذج من تأثیرات سماحة الإمام الخمینیّ (رحمه الله) على شعوب العالم قال: لقد تأثّر العدید من الناس والعلماء بسلوك الإمام الخمینیّ (قدّس سرّه) وسیرته.
ورأى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ السیّدة الزهراء والعقیلة زینب (سلام الله علیهما) هما أفضل اُنموذجین للمرأة المسلمة بالنسبة للبشریّة وأضاف: إنّ تعریف القرآن الكریم بقدوات من النساء ینطوی على حِكم عظیمة. ومع الأسف فإنّه بعد مضیّ أكثر من ثلاثین عاماً على انتصار الثورة الإسلامیّة لم یتمّ تعریف الاُمّة بالسیّدة الزهراء والسیّدة زینب (سلام الله علیهما) بعنوان كونهما اُسوة لجمیع البشر كما ینبغی.
وذكر سماحته أنّ ثمّة حركةً قد بدأت بفضل ملحمة الدفاع المقدّس لتعریف المجتمع بالسیّدة الزهراء (سلام الله علیها) وأضاف: أمّا بخصوص السیّدة زینب (سلام الله علیها) فلم تُنظَّم لحدّ الآن نشاطات تتناسب مع هذا الغرض.
وقال سماحة مصباح الیزدی مخاطباً القائمین على تنظیم مؤتمر السیّدة زینب (سلام الله علیها): إنّ ما تقومون به هو عمل مناسب جدّاً وفی محلّه ونأمل من خلال إحیاء اسم وسیرة العقیلة زینب (سلام الله علیها) أن تُقدَّم اُسوة حسنة مناسبة للنساء والرجال سواء فی مجتمعنا أو فی العالم.
وأردف عضو مجلس خبراء القیادة قائلا: لو أنّ كافّة حقائق حیاة العقیلة زینب (سلام الله علیها) انكشفت للناس لكان لها آثار كبیرة على سلوكیّاتهم، ذلك أنّ الإنسان بفطرته یعشق كلّ جمیل.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى فی یوم 23 أیّار 2012م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.