قیمة إحیاء النفس
جعل القرآن قیمة ایجابیة لاحیاء النفس قبال القیمة السلبیة لقتل النفس حیث یقول:
(مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْس أَوْ فَساد فِی الأَْرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً)([1])
بدیهی ان احیاء النفس والناس لا یعنی منح بنی الانسان الحیاة لشخص، لان ذلك فعل إلهی ولا قدرة للناس على ذلك، فالمراد من احیاء النفس إذنْ هو ابقاء حیاتها والحیلولة دون قتلها وهلاكها.
قال بعض المفسرین: المراد من احیاء النفس فی الآیة المذكورة هو احیاؤها معنویا. ولكن ینبغی الالتفات الى ان الاحیاء الظاهری والمادی ـ مع غض النظر عن الاحیاء المعنوی ـ نظراً الى امكان وقوعه بصور مختلفة یمكن ان یكون مراداً، كأن یقوم انسان بتحریر شخص معتقل ویواجه الموت لدى العدوّ وانقاذ حیاته من الخطر والهلاك. مثل هذا الانسان یكون فی الواقع قد أحیا نفسا معرّضة للهلاك ووفرّ ارضیة استمرار حیاتها. وهكذا قیام انسان بانقاذ شخص آخر یواجه الموت إثر عوامل طبیعیة كأن یكون تحت الانقاض أو مشرفا على الغرق ثم ینجیه من الموت فكأنه قد أحیاه فی الحقیقة.
[1]. المائدة 32.