آیة الله مصباح الیزدیّ: البعد الفكریّ هو الأساس فی مكافحة الفساد، لذا یتعیّن اجتثاث جذور الفكر الباطل

عدّ سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ الفساد فی المجتمع أصله الفكر الباطل وقال: لا تقتصر مقارعة المفسدین على التظاهرات والنزول إلى الشارع؛ فالباعث على الفساد هو الفكر الباطل وهو الذی یتحتّم علینا مكافحته. وقال اُستاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة: بلادنا لیست حدیثة العهد بالحوادث التی جرت فی الأشهر القلیلة الماضیة، فقد جرت مثیلاتها فی الماضی وستجری فی المستقبل أیضاً. وأشار العلامة مصباح الیزدیّ إلى حجم ونوع التحرّكات والدوافع والشعارات التی تخلّلت هذه الأحداث وقال

آیة الله مصباح الیزدیّ: البعد الفكریّ هو الأساس فی مكافحة الفساد، لذا یتعیّن اجتثاث جذور الفكر الباطل
عدّ سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ الفساد فی المجتمع أصله الفكر الباطل وقال: لا تقتصر مقارعة المفسدین على التظاهرات والنزول إلى الشارع؛ فالباعث على الفساد هو الفكر الباطل وهو الذی یتحتّم علینا مكافحته.
وقال اُستاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة: بلادنا لیست حدیثة العهد بالحوادث التی جرت فی الأشهر القلیلة الماضیة، فقد جرت مثیلاتها فی الماضی وستجری فی المستقبل أیضاً.
وأشار العلامة مصباح الیزدیّ إلى حجم ونوع التحرّكات والدوافع والشعارات التی تخلّلت هذه الأحداث وقال: إنّ الفساد موجود على وجه البسیطة منذ بدء الخلیقة وإلى یومنا هذا، وإنّه على الرغم من وجود روحیّة الإفساد عند نفس الإنسان فإنّه ثمّة حِكَم من وراء خلق البشر من جملتها سحق المیول والنزوات النفسانیّة، والسیر على طریق السموّ والرفعة وتحصیل مقام خلیفة الله من قبل بعض الناس.
وفی معرض إشارته إلى اُصول الفساد قال سماحته: تقتصر أصول الفساد فی ابن آدم أحیاناً على اللذائذ الجسمانیّة كالطعام والمنام وإشباع الغرائز الشهوانیّة وهذا النمط من الفساد هو فساد شخصیّ وآثاره تصیب نفس الشخص المفسد؛ لكنّ ألوان الفساد الاجتماعیّ هی أكثر أهمّیة وأشدّ خطورة من النوع الأوّل.
وفی كلام لرئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث حول أنّ للإنسان ـ علاوة على الغرائز الحیوانیّة ـ متطلّبات اخرى، عدّ سماحته الحسد واحداً من الجذور المهمّة للفساد وقال: إنّ روح الحسد موجودة عند جمیع الأشخاص تقریباً إلاّ أنّ المؤمنین منهم، وبفضل ما یتمتّعون به من تربیة دینیّة وإمدادات إلهیّة، فإنّهم یعمدون إلى إخماد نار الحسد فی أعماق نفوسهم.
وبالرجوع إلى آیات من الذكر الحكیم اعتبر سماحة الیزدیّ أنّ حسد مجتمع لمجتمع آخر هو من أرضیّات الفساد أیضاً وأضاف: الغرب الیوم یحسد الدول الاُخرى جرّاء ما فرّط به فیما مضى وهو یسعى إلى الاستیلاء على تلك الامتیازات من الدول الاُخرى ونشر ثقافته الإلحادیّة فی العالم بأسره.
وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: ولمّا كان الإیمان یشكّل عائقاً أمام تفلّت الغرب وفسادهم وعاملاً للوقوف بوجه ظلمهم، تراهم لا یكتفون بعدم الإیمان بل إنّهم ـ ومن باب الحسد لغیرهم ـ یسعون جاهدین لجرّ الآخرین إلى الكفر عبر بثّ الثقافة الغربیّة.
ورأى سماحته أنّ استعمار البلدان والسیطرة على ثرواتها هو سبیل آخر لنشر الثقافة الغربیّة فی سائر الدول وأضاف: لقد وصل الغرب إلى نتیجة مفادها أنّه من أجل الهیمنة على أیّ بلد فإنّه یتعیّن تغییر معتقدات شعبه وثقافته؛ إذ ما لم یفقد المجتمع ثقافته وهویّته فسوف یرى لنفسه استقلالیّة ولن یرضى أبداً بهیمنة الآخرین. كما أنّ دولاً من قبیل الهند على الرغم من بقائها مستعمرَة لأعوام طویلة لكنّها تخلّصت فی نهایة المطاف من سیطرة الأجنبیّ عندما ظلّت متمسّكة بثقافتها ولم تفرّط بها.
ورأى سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ العولمة وفقاً للرؤیة الغربیة هی بمعنى قبول ثقافتهم الإلحادیّة، وباختصار فهی التحوّل إلى الكفر وقال: إنّ الغرب یحاول بثّ ثقافته من خلال أمثال تلك التعابیر.
واعتبر سماحته استناداً إلى الآیات القرآنیّة أنّ بنی إسرائیل، لاسیّما الصهاینة منهم، هم من أشدّ الطوائف عنصریّة وإفساداً فی الأرض وقال: إنّ الصهاینة یرون أنفسهم أسیاد الشعوب كافّة وینظرون إلى الآخرین على أنّهم بشر من الدرجة الثانیة بحیث لم یُخلقوا إلاّ لخدمتهم. وأضاف: أفراد هذه الطائفة، الذین یحكمون العدید من الدول، إمّا بشكل رسمیّ أو یسیّرون الحكم فیها من وراء ستار، هم ـ بتصریح القرآن وبشهادة التاریخ ـ من أشدّ الناس إثارة للفتن فی العالم على مدى تاریخ البشریّة وهم لن یقتنعوا إلاّ بإبادة الإسلام؛ لكنّ هذه المسألة لا زالت لا تخطی بالقبول لدى بعض المخدوعین فی بلدنا.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: نحن نعتقد أنّ هؤلاء هم أعداء الإسلام الحقیقیّون، وكما قال إمامنا الراحل (رحمه الله): هؤلاء قد تلقّوا صفعة من الإسلام؛ وممّا لا شكّ فیه أنّنا إذا حافظنا على دیننا ومبادئنا الدینیّة فإنّ جمیع القضایا المستقبلیّة قابلة للحلّ. وأضاف سماحته: یعتقد البعض أنّ معاداة أمریكا تعود علینا بالأضرار المادّیة والبشریّة وأنّه بقبولنا لثقافتهم یمكننا الحدّ من تلك الأضرار.
واسترسل سماحة الیزدیّ فی حدیثه طارحاً مسألة البحث عن جذور تلك الأفكار وقال: إنّ من جملة أسباب الانجذاب إلى الغرب هو ضعف الإیمان. واعتبر سماحته أنّ التولّع ببعض الشكلیّات الغربیّة هو سبب آخر لهذا النمط من الفكر وأضاف: لقد تولّع البعض بالغرب جرّاء تردّده على الدول الغربیّة وما شاهده من حفاوة ضیافتهم واستقبالهم له. أمثال هؤلاء یودّون ـ وإن لم یبوحوا بذلك صراحة ـ أن یتوفّر فی بلدنا المناخ المناسب للتمتّع بتلك اللذّات ولهذا فهم یسعون جاهدین لقبول الثقافة الغربیّة.
وتابع آیة الله مصباح الیزدیّ القول: بل لقد طرح البعض هذه المسألة علناً بأنّه مادام بعض الأثریاء ینفقون فی سفراتهم إلى الخارج أموالاً طائلة على ملذّاتهم الشخصیّة فلماذا لا نقیم نحن مناطق داخل البلاد تحاكی ما فی البلدان الغربیّة لنجعل تلك الملذات فی متناول الناس بشكل حرّ فنحول بذلك دون خروج رؤوس الأموال إلى خارج البلاد ونحصل فی الوقت ذاته على عائدات مادّیة!
وعدّ سماحته احتقار الذات وفقدان الهویّة من العوامل الاُخرى لقبول ثقافة الغرب وقال: یخال البعض أنّ أمریكا ومؤیّدیها یمثّلون سلطة وقوّة لا تُنازَع ویعتقدون أنّ إیران ـ شاءت أم أبت ـ ستخسر المواجهة معهم.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: إنّ مكافحة الفساد لا تقتصر على التظاهرات فی الشوارع؛ بل إنّ الأساس فیها هو الحرب الفكریّة حیث یتحتّم علینا، بالتحلّی بالبصیرة والمعرفة الكافیة، التعرّف على دوافع المفسدین والنهوض لمكافحة الفكر الفاسد؛ فإنّه لا أثر للسلاح فی المجابهة مع الفكر الباطل بل إنّ مواجهته تكمن فی التفكیر السلیم والفكر الثاقب.
وأضاف سماحته قائلاً: علینا أن نصدق وأن نثق بأنّ «أمریكا لا تستطیع ارتكاب أیّ حماقة» وأمّا مقولة أنّ أمریكا قوّة لا تُقهر فهی كذبة لیس إلاّ. هذا على الرغم من محاولة الغرب بعد اندلاع الثورة وبروز هذه العقیدة النابعة من الثقافة الدینیّة فی أذهان الجماهیر سلب هذه الثقافة وهذا الفكر من الشعب الإیرانیّ الثوریّ المسلم.
وقال سماحته: یعتبر بعض المثقّفین المنجذبین نحو الغرب أنّ مركز الحصول على العلم والتقنیة هو الغرب فحسب، وهم لا یرون بدّاً من مداهنة الغرب من أجل الحصول على هذا العلم.
ولدى إشارته فی ختام حدیثه إلى المثل الفارسیّ المعروف «إذا كنت طبیباً فعالج نفسك» قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: لقد وقعت أمریكا الیوم مع كلّ ما تمتلك من خبراء فی الاقتصاد فی ذلّة ومهانة لم یسبقهما نظیر فی تاریخ الغرب.
وقد جرى هذا اللقاء یوم الإثنین الموافق 2010/01/04 م فی صالة المؤتمرات التابعة لمؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

آخرین محتوای سایت

راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...