العلاّمة مصباح الیزدی: إنّ تقدّم الثورة الإسلامیّة وعزّتها هو رهنٌ بوجود قائد الاُمّة

قال عضو مجلس خبراء القیادة لدى بیانه أنّ نعم الله سبحانه وتعالى لا تُعدّ ولا تُحصى: إنّ من جملة النعم الاجتماعیّة المهمّة، التی یكون التنعّم بالنعم الاخرى وازدهار الطاقات والتكامل والتطوّر فی ظلّها، هی نعمة تولّی مسؤولین صالحین زمام الامور فی المجتمع وعلى أعلى المستویات، وبعبارة اخرى وجود القائد الصالح.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بقمّ المقدّسة - فی ملتقى «غدیر خمّ» فی أثناء استشهاده بآیة من الذكر الحكیم - إلى أنّ من جملة الطرق التی یستخدمها القرآن الكریم فی تربیة البشر وتعلیمهم هو إحصاء النعم الإلهیّة والتذكیر بها. ثمّ طرح سماحته تساؤلاً حول سبب حثّ الله عزّ وجلّ إیّانا على الشكر فی حین أنّه سبحانه غنیّ عن شكرنا؟ وعن الهدف من وراء الشكر؟
وقال العلامة مصباح الیزدی فی جوابه على السؤال أعلاه: بعض فوائد الشكر تُذكر أحیاناً كهدف له، فإنّ من سنن الله تعالى هو أنّ شكر النعمة یُعدّ من موجبات ازدیادها وأنّ كفران النعمة هو من أسباب زوالها، لكن یبدو أنّ زیادة النعمة هی هدف متوسّط، والحقیقة انّ الهدف من زیادتها هو خلق الدافع إلى الشكر.
وأوضح سماحة مصباح الیزدی أنّ هدف الشكر یرتبط بالهدف الأساسیّ من الخلقة وأضاف: لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مختاراً له كامل الحرّیة فی اختیار طریق سعادته، وهذا الأمر بالتحدید هو من دواعی تشریف الإنسان وتفضیله على سائر الموجودات.
وتابع سماحته بالقول: المراد من كون الإنسان مختاراً هو قدرته على اختیار طریقه؛ فإمّا أن یسیر نحو السموّ والرقیّ، وإمّا باتّجاه الانحدار والانحطاط.
وفی معرض إشارة العلامة مصباح الیزدی إلى وجود غریزة الشكر عند الإنسان قال سماحته: إذا أسدى أحدهم لنا خدمة خالصة فسنشعر بالامتنان الشدید له وسنحاول – على الأقلّ - الإعراب عن شكرنا له وإنّ عدم تمكّننا من شكره سیثقل كاهلنا بعبء ثقیل. فهذا الشعور بعرفان الجمیل مقابل خدمات الآخرین لنا هو أمر فطریّ قد غرسه الله عزّ وجلّ فی كیاننا حتّى نبادر، بتحریض من هذا الدافع، إلى شكر الله تعالى والمحافظة على علاقتنا القلبیّة به.
وبیّن آیة الله مصباح الیزدی أنّ الشكر هو وسیلة لتوثیق العلاقة مع الله والتقرّب منه عزّ وجلّ وأضاف: إنّ القرب من الله تعالى هو أسمى مقام یتسنّى لموجود ضمن عالم الإمكان أن یبلغه لینعم بما عند الله من نعم سامیة، وإنّ فیّاضیّة الله تعالى تقضی بأن یعطی سبحانه وتعالى الموجودَ الممكن أعظم ما یمكن من النعم ضمن حدوده، لكن لابدّ من إعطاء مثل هذه النعمة لمن یسعه إدراكها ویكون مستحقّاً لنیلها.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة القول: لقد طلبت امرأة فرعون – التی یذكرها الله تعالى كاُسوة لجمیع المؤمنین – من الله مقام القرب منه، وهذا یدلّ على أنّ كلّ امرئ، حتّى وإن كان فی أسوأ الظروف وأشدّ الأحوال، یستطیع أن یبلغ بنفسه إلى حیث القرب من الله جلّ وعلا.
ورأى العلامة مصباح الیزدی أنّ من ألطف الدوافع التی تساعد على حفظ علاقة العبد بربّه وأكثرها تأثیراً هی الشكر، وأضاف: مالم یرَ المرء نفسه مدیناً لأحد فإنّه لا ینبری إلى شكره قطّ.
وقال آیة الله مصباح الیزدی لدى بیانه أنّ نعم الله سبحانه وتعالى لا تُعدّ ولا تُحصى: إنّ من جملة النعم الاجتماعیّة المهمّة، التی یكون التنعّم بالنعم الاخرى وازدهار الطاقات والتكامل والتطوّر فی ظلّها، هی نعمة تولّی مسؤولین صالحین زمام الامور فی المجتمع وعلى أعلى المستویات، وبعبارة اخرى وجود القائد الصالح.
وقال سماحته طارحاً لمقارنة إجمالیّة بین الثورة الإسلامیّة وثورات البلدان الاخرى: البلدان التی شهدت ثورات تزامنت تقریباً مع ثورتنا قد وصل بها المطاف إلى استقرار الأعداء فی أراضیها وتسلّطهم على الأموال والأنفس والأعراض وحتّى الثقافة، بل وصل بهم الأمر إلى حدّ إثارة التناحر والقتل بین الثوّار أنفسهم أیضاً، أمّا ثورتنا الإسلامیّة فقد ظفرت بالنصر وسارت على طریق التقدّم والتطوّر بأقلّ التضحیات على رغم ما واجهته من تحركّات الأعداء ونشاطاتهم المكثّفة ضدّها بحیث إنّه ما من أحد الیوم یسعه إنكار الدور الذی تضطلع به إیران فی المعادلات الدولیّة، وإنّ السبب من وراء هذه القفزة العظیمة والحركة المباركة هو وجود القیادة الصالحة المتمثّلة بالإمام الخمینیّ (رضوان الله تعالى علیه).
وأكّد العلامة مصباح الیزدی على أنّ سفینة الثورة قد واجهت مراراً خلال الأعوام الثلاثة والثلاثین الماضیة أعاصیر عاتیة لكنّها وصلت إلى برّ الأمان بید ربّانها قائد الاُمّة، وأضاف: إنّ جمیع أشكال التقدّم والتطوّر على الصعید المادّی، ولاسیّما على الصعید المعنویّ هی رهن بوجود القائد الصالح للاُمّة، وإنّنا لو أمضینا لیلنا ونهارنا فی شكر هذه النعمة فقط لما استطعنا تأدیة شكرها.
وتابع سماحته القول: تُشاع فی الثقافات الإلحادیّة الیوم ثقافة عدم الشكر التی تحرّض الإنسان على عدم الإحساس بكونه مدیناً لأحد، بل ویصل الحدّ بالمنادین بهذه الثقافة إلى القول: «یكتسب الانسان بعد عصر الحداثة ماهیّة اُخرى، فهو ینحو دائماً نحو المطالبة بحقّه ولا یرى أیّ تكلیف فی رقبته، وحتّى لو كان معتقداً بالله فإنّه سیطالب الله بحقّه» وهذا هو عین الكفران وعدم الشكر، وإنّه ینبغی لنا بغیة عدم الوقوع فی مثل هذا الفخّ أن نسعى لإیجاد روح الشكر فی أنفسنا وأن نكون على یقین بأنّه إذا وُجدت مثل هذه الروح فی أنفسنا فإنّ الله سیزیدنا من نعمه لا محالة.
یُذكر أنّ هذا الملتقى قد اُقیم فی قاعة المؤتمرات بمؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بحضور حشد من الشباب التعبویّ (البسیج) وذلك فی تاریخ 19 تشرین الأوّل 2011م.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «راهیان کوی دوست» منتشر شد
کتاب صوتی «راهیان کوی دوست» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی ـ‌رضوان‌الله علیه‌ـ...
درس‌هایی سرنوشت‌ساز از ابعاد شخصیتی شهید مطهری‌‌رضوان‌‌الله‌‌علیه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ السَّلَامُ عَلَیكَ یا أَبَا صَالِحٍ الْمَهْدِی، أَحْسَنَ...
جدا کردن انسان‌ها از دین؛ بزرگترین خیانت به بشریت!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
نوجوانی؛ فرصتی بی‌نظیر جهت تقویت ارتباط با امام زمان‌عجل‌‌الله‌‌فرجه‌‌الشریف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِین وَصَلَّی اللهُ عَلَی...
آموزه‌هایی از سیره رفتاری و مبارزاتی شهید نواب صفوی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
امامت؛ ستون جاویدان هدایت بشریت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
روش‌ صحیح در طلب حاجت از اهل‌بیت‌صلوات‌‌الله‌‌علیهم‌‌اجمعین
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
جلسه چهارم؛ آیات متشابه؛ ابزار فتنه‌‌انگیزان برای گمراهی امت اسلامی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...