آیة الله مصباح الیزدی: إنّنی أتقرّب إلى الله بمحبّتی للسیّد حسن نصر الله وأرجو أن یكون هذا الحبّ سبباً لنجاتی یوم القیامة

رأى عضو مجلس خبراء القیادة أنّ سبب هذا الحبّ هو انقیاده (السیّد حسن نصر الله) الكامل للولیّ الفقیه وقال: إنّ مَن تتوفّر فیه هذه الصفة یكون فانیاً فی ولایة المعصومین (علیهم السلام). فسلسلة الولایة هذه؛ أی ولایة الله بالدرجة الاولى، وولایة النبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) بالدرجة الثانیة، وولایة الأئمّة (علیهم السلام) بالدرجة الثالثة، وولایة نائب الإمام فی هذا العصر (سماحة آیة الله الإمام الخامنئیّ أدام الله ظلّه)، وولایة ولیّه السیّد حسن نصر الله، هی واجبة علینا جمیعاً.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من طلاب العلوم الدینیة الاجانب– أشار إلى أنّ واقعة عاشوراء هی من أعجب حوادث التاریخ البشریّ وقال: علینا أن نفتّش عن الأسباب التی دفعت اولئك الذین تربّوا لسنوات طوال فی كنف الرسول الأكرم (صلّى الله علیه وآله) وعند منبره وحضروا مجالس أمیر المؤمنین (علیه السلام) – دفعتهم إلى ارتكاب هذه الجریمة البشعة.
وأضاف العلاّمة مصباح الیزدی لدى بیانه لبعض خصوصیّات أعداء الإمام الحسین (علیه السلام) قائلاً: لولا أنّ التاریخ قطعیّ وأنّ روایات كثیرة قد وصلتنا تدلّ على وقوع هذه الحادثة الألیمة لكان تصدیقها بكلّ هذه الخصوصیّات أمراً شاقّاً بل ویقترب من المحال.
وأوضح اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة أنّ واقعة عاشوراء تنطوی على عبرة عظیمة وقال: لا ینبغی أن یصیبنا الغرور بمجرّد إسلامنا وإیماننا واختیارنا لجادّة الحقّ وأن نعتقد بأنّنا بمأمن عن الزیغ والانحراف.
ورأى سماحته أنّ أهمّ الدروس المستلهَمة من كربلاء تندرج ضمن بُعدین؛ أحدهما إیجابیّ والآخر سلبیّ وأضاف: أمّا البُعد الإیجابیّ فهو اكتساب العزیمة والتحلّی بالصبر كی نكون أكثر عزماً وثباتاً على المضیّ فی طریقنا وأنّ لا نقصّر طرفة عین فی بذل أموالنا وأنفسنا وكلّ طاقاتنا فی هذا السبیل.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة حدیثه بالقول: إنّ جمیع ثورات هذا العصر؛ سواء الثورة الإسلامیّة فی إیران، أو جهاد إخواننا فی لبنان، أو الثورات التی تقع الآن فی سائر البلدان، جمیعها مستلهَمة من حادثة كربلاء، وإنّ شعارنا، كما قال قائدنا العزیز السیّد حسن نصر الله مراراً وتكراراً هو: «لبّیك یا حسین».
واعتبر اُستاذ الفلسفة والتفسیر فی الحوزة العلمیّة أنّ الدرس الآخر المستلهَم من حادثة كربلاء هو العمل على تحلیل العلل التی جرّت أعداء الإمام الحسین (علیه السلام) إلى تلك العاقبة السیّئة وقال: أیّ عاقبة سوء كانت تنتظر اُولئك الذین أمضوا سنین من أعمارهم یجاهدون بین یدی رسول الله (صلّى الله علیه وآله) بل وإنّ آثار جراح بعضهم فی حربهم مع الكفّار كانت لا تزال فی أبدانهم حتّى ینتهی بهم الأمر إلى قتل سبط الرسول الإمام الحسین (علیه السلام)؟! إذن ینبغی أن نجتهد فی تحلیل هذه العلل لئلاّ نكون مبتلین ببعضها.
ولدى مقارنة آیة الله مصباح الیزدی بین الأمراض النفسیّة والروحیّة والأسقام البدنیّة قال سماحته: لقد كان هؤلاء مبتلین بأمراض نفسانیّة وأسقام قلبیّة لكنّ جرثومة المرض كانت مختبئة فی أعماق وجودهم وعندما وجدت الفرصة للظهور والاستفحال ظهرت آثار المرض علیهم.
وأضاف اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة مشیراً إلى الحدیث القائل: «حبّ الدنیا رأس كلّ خطیئة»: جمیع هذه المعضلات إنّما تنبع من التعلّق بزخارف الدنیا الذی یكون خفیّاً عند الإنسان وهو یظهر فی مواطن معیّنة فیجرّ صاحبه إلى الهلاك وسوء العاقبة.
وأشار سماحته متابعة لحدیثه إلى قصّة الزبیر بن العوّام وقال: الزبیر هو ابن عمّة النبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین (علیه السلام) وكان قد بذل فی سبیل الإسلام الغالی والنفیس وشارك فی حروب عدیدة حتّى أنّ النبیّ (صلّى الله علیه وآله) قد دعا لسیفه. وقد كان من جملة المحامین عن أمیر المؤمنین (سلام الله علیه) بعد رحیل النبیّ (صلّى الله علیه وآله) وهو الذی مال إلیه فی الشورى المكوّنة من ستّة أشخاص، بل وقد كان من السبّاقین إلى مبایعة علیّ (علیه السلام) بعد مقتل عثمان.
وقال الاستاذ فی الحوزة والجامعة: لم یمض على هذا الشخص بكلّ سوابقه المشرقة فی الدین أمد طویل حتّى أشعل حرب الجمل وشهر سیفه بوجه علیّ بن أبی طالب (علیه السلام). فهل كان الزبیر عدیم الإیمان منذ البدایة؟ وإذا كان مؤمناً فما الذی أودى به إلى هذا الضلال فی أواخر عمره؟
وقال سماحة آیة الله مصباح الیزدی محلّلاً لأسباب انحراف الزبیر وضلاله: لقد كان الزبیر مؤمناً فی الظاهر لكنّ جرثومة حبّ المنصب والجاه كانت تدبّ فی قلبه، وهی لم تظهر فی البدایة لكنّها برزت فی آخر المطاف وقادت الزبیر إلى حیث الزیغ والضلال.
وأضاف استاذ الأخلاق فی الحوزة والجامعة: الدرس الذی یمكننا استلهامه من تلك الحادثة هو أنّه لا ینبغی أن ندع جرثومة حبّ الجاه والمنصب تتغلغل إلى قلوبنا لتظهر یوماً من الأیّام فتصیبنا بتأكّل الإیمان الذی لا علاج له.
وعبر توضیح روایة وردت بنقول مختلفة تتحدّث عن حبّ المال والرئاسة قال سماحة مصباح الیزدی: تقول الروایة: «ما ذئبان ضاریان فی غنمٍ قد غاب عنها رعاؤُها أحدهما فی أوّلها والآخر فی آخرها بأضرّ فیها من حبّ المال والشرف فی دین المسلم» ؛ هذا الحبّ – بالطبع - موجود فی قلب كلّ واحد منّا وهو وإن كان خفیّاً لكنّنا إذا لم نعمد إلى محاربته فإنّه سیظهر یوماً ویفعل فعلته.
وأشار العلاّمة مصباح الیزدی مستشهداً بمقطع من زیارة الجامعة الكبیرة إلى أنّ التمسّك بأهل بیت العصمة والطهارة (علیهم السلام) هو الاكسیر الأعظم للنجاة من أشكال الدنس وقال: إنّنا نقول فی هذا المقطع من الزیارة: «وجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَیْكُم وما خَصَّنَا بِهِ مِن وَلایَتِكُم طِیباً لِخَلقِنَا وَطَهَارَةً لأَنْفُسِنَا وَتَزكِیَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا» .
ثمّ قال مستشهداً بآیات من الذكر الحكیم: الولایة فی المرحلة الاولى تتعلّق بذات الله سبحانه وتعالى؛ فالله هو ولیّ المؤمنین، والمؤمنون هم أولیاء الله.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة بالقول: أمّا فی المرحلة الثانیة فتكون الولایة للنبیّ (صلّى الله علیه وآله) ثمّ للأئمّة الأطهار (صلوات الله علیهم أجمعین) من بعده. لكنّ الولایة لا تُختتَم عند هذا الحدّ؛ فلقد منّ الله علینا بنعمة معرفة هذه الحقیقة وهی أنّ الولایة لا تنتهی بولایة المعصومین (علیهم السلام) بل هی تتعلّق فی زمان غیبتهم (سلام الله علیهم) بالنائب العامّ للإمام.
واستطرد عضو مجلس خبراء القیادة فی حدیثه فقال: إنّنی أتقرّب إلى الله بمحبّتی للسیّد حسن نصر الله وأرجو أن یكون هذا الحبّ سبباً لنجاتی یوم القیامة.
ورأى سماحته أنّ سبب هذا الحبّ هو انقیاده (السیّد حسن نصر الله) الكامل للولیّ الفقیه وقال: إنّ مَن تتوفّر فیه هذه الصفة یكون فانیاً فی ولایة المعصومین (علیهم السلام). فسلسلة الولایة هذه؛ أی ولایة الله بالدرجة الاولى، وولایة النبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) بالدرجة الثانیة، وولایة الأئمّة (علیهم السلام) بالدرجة الثالثة، وولایة نائب الإمام فی هذا العصر (سماحة آیة الله الإمام الخامنئیّ أدام الله ظلّه)، وولایة ولیّه السیّد حسن نصر الله، هی واجبة علینا جمیعاً.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «راهیان کوی دوست» منتشر شد
کتاب صوتی «راهیان کوی دوست» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی ـ‌رضوان‌الله علیه‌ـ...
درس‌هایی سرنوشت‌ساز از ابعاد شخصیتی شهید مطهری‌‌رضوان‌‌الله‌‌علیه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ السَّلَامُ عَلَیكَ یا أَبَا صَالِحٍ الْمَهْدِی، أَحْسَنَ...
جدا کردن انسان‌ها از دین؛ بزرگترین خیانت به بشریت!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
نوجوانی؛ فرصتی بی‌نظیر جهت تقویت ارتباط با امام زمان‌عجل‌‌الله‌‌فرجه‌‌الشریف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِین وَصَلَّی اللهُ عَلَی...
آموزه‌هایی از سیره رفتاری و مبارزاتی شهید نواب صفوی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
امامت؛ ستون جاویدان هدایت بشریت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
روش‌ صحیح در طلب حاجت از اهل‌بیت‌صلوات‌‌الله‌‌علیهم‌‌اجمعین
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
جلسه چهارم؛ آیات متشابه؛ ابزار فتنه‌‌انگیزان برای گمراهی امت اسلامی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...