آیة الله مصباح الیزدی: تكلیفنا هو إبلاغ الهدایة كأمانة إلهیّة إلى أهلها

عدّ عضو مجلس خبراء القیادة علماءَ الدین واسطة فیض الله تعالى إلى الخلق وقال: إنّها لنعمة إلهیّة عظیمة، ولذا ینبغی علینا شكرها. لكن علینا أن نعلم أنّه ثمّة تكلیف خطیر جدّاً اُلقی على عواتقنا فی مقابل منح هذه النعمة العظیمة وهو إیصال هذه الأمانة الإلهیّة، ألا وهی الهدایة، إلى أهلها. وهو لعمری تكلیف غایة فی الثقل والخطورة ولا یمكن أن نخلی كاهلنا منه.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من أساتذة مدرسة رشد العلمیّة – أشار إلى أنّ كافّة النعم التی نتنعّم بها هی من عند الله، بل إنّ جمیع ظواهر الكون هی من فعل الله عزّ وجلّ، وقال: فالآیات القرآنیّة تبیّن هذا المعنى أیضاً بواسطة أو بدون واسطة؛ وهو أنّ النعم من عند الله جلّ وعلا وذلك كی لا ننسى ارتباطنا بالله أبداً.
ولدى بیان العلاّمة مصباح الیزدی أنّ أولیاء الله أیضاً یرون أنّ جمیع النعم هی من عند الله، أشار إلى جواب نبیّ الله إبراهیم (علیه السلام) للنمرود وقال: لقد عرّف إبراهیم (على نبیّنا وآله وعلیه السلام) ربّه بأنّه هو الذی یطعمه ویسقیه ویشفیه من مرضه. بمعنى أنّ رؤیة أولیاء الله تعالى إلى الظواهر الطبیعیّة تكون مقترنة بالالتفات إلى الله سبحانه وتعالى.
وتابع قائلاً: لقد شاء الله أن تنتقل بعض فیوضاته بواسطة بعض الناس؛ فهو –مثلاً – یتحدّث إلى الناس بلسانهم بكلّ بساطة فیقول: «مَن ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللهَ»؟ فهو إذن یبیّن أنّ الإنفاق فی سبیل الله وإعانة المحرومین هو بمثابة إقراض الله وذلك من أجل أن ینتفع المحرومون من الفیوضات الإلهیّة بواسطة اُناس آخرین.
وبیّن عضو مجلس خبراء القیادة أنّ الحالة نفسها تنطبق على الاُمور المعنویّة أیضاً وأضاف: فقد یعیّن الله تعالى أشخاصاً كوسیلة لهدایة الناس وإرشادهم، هذا على الرغم من أنّ أصل الهدایة وتأثیر أعمال الهادین هی بیده عزّ وجلّ.
وفی إشارة للعلاّمة مصباح الیزدی إلى أنّ الله قد أناط هذه المهمّة بالأنبیاء (علیهم السلام) قال: بعض الناس یهتدون من دون واسطة وهم الانبیاء (علیه السلام) أمّا البعض الآخر فیهتدی بواسطة الأنبیاء أنفسهم. لكنّ الأنبیاء لـمّا كانوا غیر موجودین فی كلّ زمان ومكان، فقد كانوا أحیاناً یرسلون الرسل إلى الملوك والسلاطین. بید أنّه من غیر الممكن إبلاغ كلّ أحكام الدین وتعالیمه بید الرسول؛ ومن هنا فقد برزت الحاجة لوجود المعصوم أو المعیّن من قِبل النبیّ فی حال عدم وجود النبیّ.
وتابع اُستاذ الفلسفة قائلاً: ینبغی على المعیّن من قِبل النبیّ (صلّى الله علیه وآله) أن ینهض بأعباء نفس المهمّة التی ینهض بها النبیّ فی الاُمّة لكن بمرتبة أنزل. إذن فالرسل - فی الحقیقة - هم اُناس قد حظوا بأعظم نعمة، وهم فی الواقع حَمَلة الوحی وخلفاء الله فی الأرض.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى عدم إمكانیّة تصوّر مقام أسمى من هذا بالنسبة للأشخاص العادیّین أضاف: على علماء الدین أن یعرفوا قدر أنفسهم؛ فلماذا لم یحظ إلاّ القلیل من بین ستّة ملیارات من البشر بهذا التوفیق؟ وإنّها لإرادة الله ومشیئته أن یكون بعض الخلق واسطة لهدایة الآخرین.
وعدّ عضو مجلس خبراء القیادة علماءَ الدین واسطة فیض الله تعالى إلى الخلق وقال: إنّها لنعمة إلهیّة عظیمة، ولذا ینبغی علینا شكرها. لكن علینا أن نعلم أنّه ثمّة تكلیف خطیر جدّاً اُلقی على عواتقنا فی مقابل منح هذه النعمة العظیمة وهو إیصال هذه الأمانة الإلهیّة، ألا وهی الهدایة، إلى أهلها. وهو لعمری تكلیف غایة فی الثقل والخطورة ولا یمكن أن نخلی كاهلنا منه.
وأردف سماحته قائلاً: مضافاً إلى ثقل التكلیف فإنّ عداوة الشیطان مع هؤلاء أشدّ، لاسیّما وأنّه قد اكتسب تجربة عظیمة على مدى آلاف السنین.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أنّ الشیطان یعتمد اُسلوبین للحیلولة دون إنجاز هؤلاء الأشخاص لمهامّهم قال: فالشیطان - من ناحیة - یسعى للحیلولة دون فهم هؤلاء للمعارف الصحیحة الحقّة، ألا وهی معارف أهل البیت (علیهم السلام)، ویحاول - من ناحیة اُخرى – ردعهم عن العمل بهذه المعارف.
ولدى بیان سماحته بأنّه علاوة على مهمّة التعلیم، فإنّ على العالم أن یحاول تزكیة الناس أیضاً أضاف: علینا أوّلاً أن نعرف عظمة نعمة الانخراط فی سلك طلبة العلوم الدینیّة وأنّها أعظم قیمة من كلّ ما یملكه العالم. وثانیاً أن نستوعب العلوم والمعارف الحقّة على أحسن وجه. وثالثاً أن نعمل بما نعلم. وأخیراً أن نتعلّم الطریقة المثلى لنقل هذه العلوم للآخرین وتزكیتهم.
وقال العلاّمة مصباح الیزدی مستشهداً بروایة: إنّ قیمة هدایة البشر هی أعظم من كلّ ما طلعت علیه الشمس. وإذا نظر الإنسان إلى نفسه فی حقل العلم والعمل ونشر العلوم وهدایة الناس فإنّه سیقف على عجزه بشكل كامل. بالطبع أمامنا فی هذا المجال سبیل بسیط یضمن لنا الموفقیّة فی هذا الأمر وهو التوسّل بأهل البیت (علیهم السلام) لأنّهم واسطة الفیض الإلهیّ.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى فی الثلاثین من نیسان من عام 2012م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...