آیة مصباح الیزدی: العمل المُنجَز لوجه الله تعالى لابدّ أن یُثمر

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء ضمّ سماحة الاُستاذ بجمع من الإداریّین بتاریخ 16 نیسان 2012م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أوضح سماحته أنّ للبشر أجمع حاجات جمّة فی حیاتهم وهم یبذلون كل ما بوسعهم من أجل تلبیتها، وقال: فالمتدیّنون یحاولون جهدهم أن لا تتعارض مساعیهم من أجل تلبیة حاجاتهم مع القیم الإلهیّة والأحكام الدینیّة، وأن تتماشى وجهتها - ما أمكن – مع مقتضیات الدین.
وعدّ سماحته من اولئك الذین یتمتّعون بدرجات عالیة من الإیمان والعقیدة معیاراً وأردف قائلاً: هناك من البشر أیضاً من یشكّل الظفرُ برضا الله سبحانه أهمّ حاجة فی حیاته وهم یبذلون قصارى جهدهم لممارسة جمیع نشاطاتهم الحیاتیّة ضمن إطار هذا المبدأ.
وقال سماحته: إنّ من النعم العظیمة التی أسبغها الله عزّ وجلّ علینا هی أنّه خلق فی زماننا نماذج من هذا الصنف من البشر؛ نماذج قد تجسّدت كافّة أبعاد الإسلام فی وجودهم. فقد عرف الإمام الخمینیّ الراحل (رحمه الله) الإسلامَ جیّداً وأنزل حقائقه منزلة العمل حتّى حازت توجیهاته ووصایاه من البركة ما أبقاها لنا كذكرى طیّبة له.
وفی معرض إشارة العلاّمة مصباح الیزدی إلى توصیات الإمام الراحل (رحمة الله علیه) قال: إنّنا لو تصفّحنا توجیهات الإمام الراحل (رحمة الله علیه) وتوصیاته وتمعنّا فیها بدقّة لشاهدنا أنّه كان یولی محوریّةَ الله تعالى اهتماماً خاصّاً فی جمیع توصیاته، وكان دائم التوصیة بالعمل فی سبیل الله جلّ وعلا.
وعبر تأكید سماحته على قوله تعالى: «قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ» أضاف قائلاً: إنّها كلمة واحدة لكنّ معناها عمیق للغایة ولعمری فإنّ العمل بها بالغ الصعوبة. فلو عُمل بهذا المبدأ منذ مطلع التاریخ لشُیّدت فی الأرض الجنان.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: لقد كان لتوجیهات الإمام الراحل (قدّس سرّه) ودماء الشهداء الفضل فی ازدیاد التوجّه إلى الله تعالى فی مجتمعنا. فلنبذل قصارى جهدنا كی نرسّخ فی قلوبنا عقیدة أنّ العمل فی سبیل الله تعالى یصبّ فی مصلحتنا. ولنجعل من مرضاة الله معیاراً لنا ونعمل على إضعاف دوافعنا الشخصیّة.
وأردف سماحة آیة الله مصباح الیزدی قائلاً: على الرغم من وجود كلّ هذه الأمارات على عنایات الله تعالى وألطافه فإنّ الشیطان یوقع الإنسان فی غفلة عمیقة فیجعل السعی لإرضاء النفس مقدّماً على العمل على إرضاء الربّ. لكن على مَن یَعُدّ نفسه ثوریّاً ومن المرتبطین بالجهات والمؤسّسات الثوریّة أن یكون على نحو آخر.