آیة الله مصباح الیزدی: لیس هناك من نعمة للمجتمع الإسلامیّ أعظم من وجود سماحة قائد الثورة

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لمركز آثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء ضمّ سماحته مع طاقم حمایة الحرس الثوریّ بتاریخ 19 نیسان 2012م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث شبّه سماحة مصباح الیزدی المجتمع البشریّ بجسد الإنسان وقال: كما یتألّف جسد الإنسان من أجهزة وأعضاء متعدّدة فإنّ المجتمع البشریّ أیضاً یتكوّن من مؤسّسات وتشكیلات متعدّدة، وأضاف: كما أنّ كلّ عضو من أعضاء هذا الجسد یتألّف بدوره من أجزاء فرعیّة تؤدّی بمجموعها الوظائف الخاصّة به وتبذل جهدها لتأدیة نشاطاته على نحو أفضل.
وأضاف سماحته قائلاً: وفی المجتمع البشریّ أیضاً فإنّ المؤسّسات والتشكیلات المختلفة تتكوّن من أقسام شتّى لكلّ واحد منها أثر فی مسیرة المجتمع بحیث إنّ كلّ عضو من هذه المجموعة ینهض بدور فی تحقّق الهدف الذی تنشده.
وأكّد العلاّمة مصباح الیزدی قائلاً: المجتمع الأكمل والأكثر تطوّراً وتقدّماً هو ذلك الذی یتّصف بدقّة أكبر فی تنظیم أجهزته وأعضائه وأنسجته وخلایاه، بحیث إنّ أیّ درجة من الفوضى وعدم الانضباط فیه من شأنها أن تعیق – بنفس تلك الدرجة - بلوغ هذه المجموعة هدفها.
ثمّ ألمح سماحته إلى نقاط الاختلاف بین المجتمع البشریّ وجسد الإنسان فقال: النشاطات التی تنجزها أعضاء جسمنا تُحدَّد بشكل غریزیّ وطبیعیّ لأنّ أعضاء الجسم لیست مُختارة، أمّا مكوّنات المجتمع البشریّ فعلیها هی أن تعلم ما ترید وتطلبه بنفسها كی ینجم عن ذلك نشاط معیّن، كما أنّ دوافع مكوّنات المجتمع لها دور فی تحقّق أهدافه.
وأضاف سماحته قائلاً: جمیع المسائل التی تحدّد أهمّیة الإنسان تتلخّص فی هاتین الكلمتین: «العلم»، و«الإرادة»؛ فالعلم لوحده غیر كاف، ولابدّ من رفده بالإرادة؛ فإنّ الحركة لا تتحقّق إلاّ بالدافع والإرادة.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: هذه المیزة للإنسان تحدیداً هی التی أوجدت له التكلیف. فالحركات كلّها تتحقّق فی ضوء الإرادة الإلهیّة وإنّ الله عزّ وجلّ هو الذی شاء أن یتحرّك الإنسان باختیاره وأن یكون مسؤولاً عن كلّ حركة یقوم بها.
وأضاف: وقد وضع الله سبحانه وتعالى لهذه المسیرة ضوابط، وجعل من بین هذه الضوابط والسنن ما هو أساسیّ لا یمكن حذفه.
وتابع سماحته قائلاً: إحدى هذه السنن هی سنّة الامتحان التی یصرّح بها سبحانه وتعالى فی كتابه العزیز؛ وهو أنّ الناس جمیعاً معرّضون للاختبار والامتحان، وأنّ من لوازم هذا الامتحان أن تتهیّأ للإنسان ظروف معیّنة تُظهر ما یُبطِنه وتكشف ما خفی من الحقائق.
وأكّد العلاّمة مصباح الیزدی قائلاً: فلیسوا قلیلین اُولئك الذین لم یكونوا لیصدّقوا على الإطلاق أنّ عاقبتهم ستؤول إلى ما هم علیه الیوم، لكنّ تحوّلات الدهر وتقلّباته أظهرت الحقائق وكشفت عن المستور.
ثمّ أشار سماحته إلى السنّة الإلهیّة الثانیة التی لا تقبل التبدیل وقال: السنّة الإلهیّة الثانیة هی أنّه كلّما عُرفت قیمة النعمة الإلهیّة وقوبِلت بما تستحقّه من مراتب الشكر فإنّها ستزداد، وفی المقابل، كلّما كُفِر بها، زال اللطف الإلهیّ المتمثّل بها.
وقال آیة الله مصباح الیزدی: كلّ مسؤولیّة تناط بالإنسان فهی بمثابة تقدیر من جانب الله عزّ وجلّ، وإنّ المسؤولیّات التی لها أثر أكبر على مصیر الناس والمجتمع فإنّها تكالیف من طراز أثقل وتحمل مخاطر أكبر.
وأردف سماحة مصباح الیزدی قائلاً: إذا هیّأ المرؤ بعمله أرضیّة لهدایة إنسان آخر فإنّ ثواب هذا العمل سیظلّ یُكتب فی صحیفة عمله ما دام لهذا العمل أثر فی المجتمع، وفی المقابل، إذا تسبّب امرؤ فی ضلال شخص أو مجتمع فستظلّ تبعات هذا العمل تُكتب فی صحیفة عمله ما دام لعمله هذا أثر فی المجتمع.
وأكّد رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: إنّنی لم أرَ فی حیاتی أحداً ظفر بتوفیق عظیم كالذی ظفر به الإمام الخمینیّ (رحمه الله)؛ فلقد أطلق الإمام الراحل العنان لحركة كان من نتائجها أنّ أیّما شخص یقوم - بسبب هذا النظام الإسلامیّ - بعمل خیر فإنّ سهماً منه سیُكتب فی صحیفة عمل الإمام أیضاً.
ونبّه سماحته بالقول: فقد یُوفَّق امرؤ للقیام خلال فترة قصیرة بعمل بحیث إنّ كلّ ما یأتی به ملایین البشر من حسنات خلال آلاف السنین ستظلّ تُكتَب فی صحیفة عمله أیضاً؛ وفی المقابل فقد یُحدِث امرؤ أحیاناً – جرّاء حبّه للجاه والمنصب وتعلّقه باُسرته أو تأثّره بنزواته النفسانیّة – یُحدِث زیغاً فی مسیرة الحقّ سوف یُكتب تأثیره وتُسجَّل معصیة كلّ مَن عصا متأثّراً بهذا العمل فی صحیفة أعماله إلى یوم القیامة.
وفی معرض إشارة العلاّمة مصباح الیزدی إلى ضرورة أن نقدر النعم الإلهیّة حقّ قدرها أضاف قائلاً: إنّ النعم التی أسبغها الله تعالى علینا فی زماننا لم یكن قد أسبغها إلاّ فی زمان الأنبیاء (علیهم السلام) ولیس ثمّة من بین هذه النعم نعمة هی أعظم للمجتمع الإسلامیّ من وجود قائد الثورة المعظّم.
وقال سماحته فی ختام حدیثه: لیس من سبیل أمامنا للنجاح فی الامتحانات الإلهیّة وشكر أنعم الباری عزّ وجلّ سوى الإستعانة به جلّ وعلا والتوسّل بأهل البیت (علیهم السلام).