صوت و فیلم

صوت:

فهرست مطالب

الجلسة التاسع عشر: حلاوهَ مناجاهَ الله

تاریخ: 
يكشنبه, 30 مرداد, 1390

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 21 آب 2011م نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

حلاوة مناجاة الله

أیّ رأسمال قد فرّطنا به؟!

«وَاسْتَرْجِعْ سَالِفَ الذُّنُوبِ بِشِدَّةِ النَّدَمِ وَكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ، وَتَعَرَّضْ لِلرَّحْمَةِ وَعَفْوِ اللهِ بِحُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ، وَاسْتَعِنْ عَلَى حُسْنِ الْمُرَاجَعَةِ بِخَالِصِ الدُّعَاءِ وَالْمُنَاجَاةِ فِی الظُّلَم»1.
یبدو أنّ الإمام الباقر (صلوات الله علیه)، بعد إشارته إلى الفضائل الإنسانیّة والمقامات التی جعلها الله تعالى للإنسان والسبُل التی توصله إلى تلك الفضائل والكمالات – یبدو أنّه قد التفت إلى أنّ هذه الوصایا تنفع للمستقبل، إذن فماذا نصنع للماضی؟ ومن هنا فإنّه (علیه السلام) یقول هنا: «تصفّح صحیفة ما سلف من ذنوبك وحاول أثناء هذا التصفّح أن تستشعر ندماً شدیداً وتستغفر الله كثیراً. ومن أجل أن تكون فی معرض رحمة الله تعالى وعفوه حاول تغییر منهج حیاتك والتوجّه نحو الله عزّ وجلّ. ولكی تكلَّل جهودك بالنجاح فی هذا الطریق فاعمل على الاستعانة بالدعاء والمناجاة فی غیاهب الظلمات».
ولعلّ فی تقارن ذکر هذه الكلمات مع لیالی القدر المباركة وسیلة لحثّ المرء على تخصیص ساعة من وقته لیختلی إلى نفسه مراجعاً ماضیه ومقلّباً صفحاته ما أمكن، ولیكن ذلك فی ظلام اللیل الدامس كی لا یشغل فكرَه شیءٌ قطّ. فلیستحضر فی مخیّلته كلّ ما اقترفه - من زمان بلوغه إلى الآن - من معاصی ولیسجّلها إن أمكن. فإذا استطاع المرء على الأقلّ أن یتذكّر بعض ذنوبه التی لا یرغب حتّى بتذكّرها من شدّة قبحها ویدوّنها فإنّ فی ذلك فائدة عظیمة؛ لأنّ ذلك أبلغ فی تجسید قباحة أعماله وتصویر كثرة ذنوبه فی عینه. ثمّ یسأل بعد ذلك نفسه السؤال التالی: «ما الذی كان بمقدوری صنعه من الصالحات عوضاً عن ذلك ممّا كان من شأن كلّ عمل منها أن یتسبّب فی غفران خطیئاتی ورفع درجاتی»؟ فیسجّل هذه الأعمال فی عمود آخر فی مقابل الأوّل. فلعلّ من شأن هذا العمل أن یولّد فی نفس المرء حالة من الندم الشدید؛ بالضبط كالرجل الثریّ الذی كان یملك ثروات ضخمة وكان بإمكانه الانتفاع منها لجنی ربح عظیم لكنّ النیران شبّت فیها دفعة واحدة، فما الذی سیكون علیه حالُه یا ترى؟! فإنّ مجرّد تخیّل الإنسان كیف أنّه لم ینتفع من رأس ماله كما ینبغی، بل إنّه قد فعل به ما أدّى إلى اشتعال النیران فیه واحتراقه هو نفسه فیها – نقول إنّ تخیّل هذه الحال یولّد فی نفس الإنسان منتهى حالة الانقطاع والندم ویبعث فی نفسه الاستعداد للتوبة إلى الله توبة نصوحاً. فالتوبة تستدعی ندم المرء على ماضیه بصورة تدفعه إلى اتّخاذ قرار حاسم بعدم تكرار هذه الأفعال القبیحة ثانیةً، وبالاستعاضة عنها بأعمال صالحة.

حلاوة المناجاة تُشعِر بمرارة الذنوب

لكنّ المشكلة تكمن فی أنّ المذنب قد تعوّد على الذنوب وذاق حلاوة المعصیة فلا یستطیع ببساطة أن یتّخذ قراراً بتركها جمیعاً. بالطبع كلّما حاول التفكیر أكثر بما فرّط به من رأس مال وأمعن فی تجسید ما یشكوه من حالة البؤس والشقاء زاد لذلك ندمه وترسّخ عزمه على تغییر مسیرة حیاته. وهنا یقول إمامنا الباقر (علیه السلام): «من أجل أن تتمكّن من تنفیذ هذا القرار على أرض الواقع وتنجح فی تغییر مسیرة حیاتك فعلیك بالدعاء والمناجاة فی الظلام»! فعندما یصمّم المرء على عدم العودة إلى ارتكاب المعاصی ولكی یأمن من خداع الشیطان له مرّة اُخرى فما علیه إلاّ الاستعانة بالله ومدّ ید الحاجة والمسألة والتضرّع إلیه عزّ وجلّ.
فلیس من السهل أن یقرّر المرء تغییر مسیر حیاته وترك كلّ خطیئاته وانتزاع قلبه من جمیع تعلّقاته وأن یوجّه وجهه لله وحده، فهو بحاجة إلى مَن یساعده على ذلك، وإنّه لابدّ أن یتذوّق من اللذّة ما یصرفه عن لذّة الذنب. فنحن نقرأ فی المناجاة الشعبانیّة التی هی أفضل مناجاة وردت عن أهل البیت (علیهم السلام): «إلهی لم یكن لی حولٌ فأنتقل به عن معصیتك إلاّ فی وقت أیقظْتَنی لمحبّتك»2؛ أی: لم تكن لی قدرة على الكفّ عن المعصیة إلاّ عندما أذقتنی محبّتَك وعرّفتنی بها. فالحقیقة هی أنّ المرء ما لم یذق لذّة أسمى وأفضل فإنّه لا یكفّ عن اللذّة الأدنى. والإنسان تارةً یظفر بهذه اللذّة الأسمى بشكل فوریّ ونقداً، وتارةً اُخرى تكون أمراً مستقبلیّاً یتعیّن على المرء التفكیر به. فأمّا الشكل الثانی فلا یكون له فی العادة مفعول یُذكر، فالإنسان عادةً ما یمیل إلى اللذّة الملموسة المعطاة بشكل نقدیّ. ومن هنا فإنّه إذا أذاق الله الإنسانَ قبل یوم القیامة حلاوةً آنیّة تفقد معها كافّة أشكال الحلاوة الاُخرى طعمها فی ذوقه، وأراه جمالاً تتلاشى فی مقابله أنوار كلّ ألوان الجمال، فسیكون من السهل علیه فی هذه الحالة أن یكفّ عن المعصیة. ولهذا یقول الإمام (علیه السلام): «من أجل أن تتوب عن السبیل الخاطئة توبة نصوحاً وتهتدی إلى جادّة الصواب وتستمرّ فیها فاستعن بالدعاء، المناجاة فی الظُّلَم». فإذا منح الله تعالى أحداً توفیق الاُنس به وذاق الأخیر حلاوة مناجاة ربّه فسیُقلع عن اقتراف الذنوب بكلّ سهولة ولن تعود للخطیئة جاذبیّة فی نظره. فالمرحوم آیة الله بهجت یقول: «لو علم ملوك العالم ما فی الصلاة من لذّة لتركوا لذّات سلطانهم وهرعوا نحو الصلاة». كما ونُقل عن المرحوم العلاّمة القاضی (رضوان الله تعالى علیه) قوله أیضاً: «لو لم تكن فی الجنّة صلاة فعلامَ أطلبُ الجنّة إذن»؟ إذن یتعیّن علینا نحن كذلك أن نبعد عن أنفسنا موانع الاُنس بالله جلّ وعلا ومناجاته.

حبّ الدنیا، یعیق حبّ الله

إنّ ما یمنع المرء من تذوّق حبّ الله هو التعلّقات الدنیویّة. فقد جاء فی حدیث المعراج عن قول الله تبارك وتعالى لنبیّه (صلّى الله علیه وآله): «یا أحمد! لو صلّى العبد صلاة أهل السماء والأرض و... ثمّ أرى فی قلبه من حبّ الدنیا ذرّة أو سُمعَتها أو رئاستها أو صیتها أو زینتها لا یجاورنی فی داری ولأَنزِعَنّ من قلبه محبّتی (ولأُظلِمَنّ قلبَه حتّى ینسانی ولا اُذیقه حلاوة محبّتی)»3.
وإنّ لحبّ الدنیا مراتبَ؛ فبعض مراتبه مباح لا إشكال فیه، وهو عندما لا یزاحِم التكالیف الشرعیّة ولا یستلزم فعل الحرام. لكنّ نفس هذه المرتبة قد تحجب المرء عن الاُمور الأفضل منها. أمّا المراتب الأشدّ من حبّ الدنیا فقد تجرّ الإنسان شیئاً فشیئاً إلى حیث عدم الإباء عن ارتكاب المحرّم، والاستعداد لتضییع حقوق الآخرین، واستساغة التطاول على بیت المال، وإشاعة الفتن، وعدم التوانی عن ارتكاب آلاف الكبائر من أجل التشبّث بضعة أیّام اُخرى بكرسیّ الرئاسة. ومن أجل الحیلولة دون وقوعنا فی هذه الورطة یتحتّم علینا قمع میلنا نحو الدنیا كلّما أحسسنا بتزاید فی هذا المیل.

السبیل لعلاج حبّ الدنیا

فإذا أحسّ المرء بازدیاد نزوع نفسه نحو المال فعلیه أن ینفق فی سبیل الله من أمواله التی كسبها بعناء: «لَن تَنَالُواْ الْبْرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ»4 وإنّ أرضیّة الإنفاق فی هذه الأیّام مهیَّئة بوفرة. فإن لم ینتهز المرء هذه الفرصة فی حدود ما یُسّر له فهو خاسر.
فإن كانت المیول الحیوانیّة والشهوانیّة للإنسان جامحة فلابدّ أن یحدّ من انتفاعه المحلّل منها كی یحول دون تجرّؤ نفسه على طلب الحرام. فعلى المرء بغیة التخلّص من النظرة المحرّمة أن یتغاضى حتّى عن بعض النظرات المحلّلة أیضاً. فهل من الضروریّ یا ترى أن یمدّ الإنسان عینه إلى كلّ شیء؟! فینبغی له أن یغضّ طرفه عن كلّ موضع یتوقّع أن ینجرّ إلى الحرام من خلال النظر إلیه.

تحذیر للإخوة من طلبة العلوم الدینیّة

أمّا نحن طلبة العلوم الدینیّة فتقع على عاتقنا مسؤولیّة أعظم؛ إذ یتعیّن علینا إنذار الآخرین من هذه الاُمور وتعریفهم بالمعارف الدینیّة والأخلاق الإسلامیّة وردع الناس عن التعلّق بالدنیا. فإن أصابنا نحن بعض الدنس – لا قدّر الله – فإنّنا سنكون قد ارتكبنا ذنباً مضاعفاً أوّلاً، ولن یعود حدیثنا ذا أثر على الآخرین ثانیاً. وهنا تكمن التفاتة لا بأس أن اُوضّحها من خلال الاستشهاد بحدیث شریف. وأقول من باب المقدّمة: إنّ كِبَر أو صِغَر الذنوب الاجتماعیّة یعتمد إلى حدّ كبیر على المكانة الاجتماعیّة التی یتمتّع بها الشخص. فكلّما زادت حساسیّة مكانة المرء فی المجتمع زاد ثوابه على أعماله الصالحة وتضاعف إثمه وعقابه على ارتكاب المعصیة. یقول القرآن الكریم فی هذا الصدد مخاطباً نساء النبیّ (صلّى الله علیه وآله): «یَا نِسَاءَ النَّبِیِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَیْتُنَّ»5؛ فإن اتّقیتُنّ الله كان ثوابكنّ ضعف ثواب غیركنّ، وإذا عصیتُنّه فإنّ إثمكنّ أعظم أیضاً. ویقول الإمام الصادق (علیه السلام) فی هذا الباب: «یُغفَر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن یُغفَر للعالِم ذنب واحد»6. فالذین لم یوفَّقوا إلى الإحاطة بمعارف الدین ولم تَبلغهم علومُه یُغفَر لهم بسهولة إذا ارتكبوا المعصیة. أمّا الذی أمضى عمره مع الكتاب والسنّة ونبَت لحمه وصَلُب عوده من بیت المال ومن بركات أهل البیت (صلوات الله علیهم أجمعین) فإنّ ذنبه لا یساوی ذنب غیره، وكلّما زاد التفات الناس إلیه واهتمامهم به تضاعفت حساسیّة أفكاره وأعماله بالتبع. یروی إمامنا جعفر الصادق (علیه السلام) حدیثاً قدسیّاً فی هذا الصدد یقول فیه: «أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (علیه السلام): لا تجعل بینی وبینك عالِماً مفتوناً بالدنیا فیصدَّك عن طریق محبّتی فإنّ أولـٰئك قُطّاع طریق عبادی المریدین. إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أنْ أنزع حلاوة مناجاتی من قلوبهم»7؛ فسواءٌ أشِئنا أم أبینا فإنّ هناك وسائطَ یكونون بین العباد وربّهم؛ ذلك أنّ عامّة الناس إنّما یأخذون دینهم من العلماء، والعلماء یأخذون علمهم من الأئمّة والأنبیاء (علیهم السلام)، ولذا یشكّل هؤلاء الوسائط بین الله وعباده. وفی هذا الحدیث یعظنا الباری عزّ وجلّ بضرورة توخّی الدقّة فی اختیارنا للوسائط والنظر فیمن نأخذ منهم دینَنا. فحذار من أن توسِّطوا بینی وبینكم عالِماً مُحبّاً للدنیا، لأنّ أمثال هؤلاء العلماء إنّما هم قُطّاع طرق یصدّون عبادی عن التوجّه إلیّ. فالارتباط بمثل هؤلاء العلماء یوجب الغفلة عن ذكر الله تعالى؛ لأنّ ما سیشاهده الناس فی سیرة هؤلاء هو حبّ الدنیا والتعلّق بها والشهوة إلى المال والمنصب والشهرة. والناس بالطبع سیتعلّمون هذه الاُمور منهم ویسیرون فی إثرهم على نفس الدرب. فإن حدث ذلك فإنّ أقلّ ما أنا صانع بهؤلاء هو أنّنی سأسلبهم محبّتی (فإمّا محبّتی وإمّا حبّ الدنیا) وأنزع منهم - تبعاً لذلك - حلاوة مناجاتی.
وبناءً علیه فإنّ على من یفتّش عن حلاوة المناجاة مع الله تعالى أن یحدّ من تعلّقاته الدنیویّة. بل علیه أن یغضّ طرفه حتّى عن الاُمور غیر المحرّمة كی لا تحلّ محلّ حبّ الله عزّ وجلّ؛ ذلك أنّ القرآن الكریم یقول: «مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ»8؛ أی: لا یمكن الجمع بین حبّین متضادّین فی قلب واحد. فإن كان أحد الحبّین هو بمثابة شعاع للحبّ الآخر؛ كحبّ أهل البیت (علیهم السلام) بالنسبة لحبّ الله تعالى، فلا تنافی بینهما حینئذٍ؛ ذلك أنّ الأوّل هو شعاع نفس ذاك المنبع وهو ناشئ من المصدر نفسه. أمّا إذا أردتَّ أن یشرق حبّ الله فی قلبك فعلیك أن تُخرج حبّ الدنیا منه. فیتعیّن علیك فی بادئ الأمر أن تحاول جهدك أن لا تتذوّق لذّة المعصیة؛ لأنّ المرء إذا تذوّق الذنب فسیحبّه. فالإنسان یحبّ ما یلتذّ به. ومن هنا فإنّ ترك المرء للذنب یساعد على عدم التعلّق به؛ ذلك أنّه لم یذق طعمه. وفی مثل هذه الحالة فإنّه سیوفَّق إلى المناجاة والدعاء والاُنس مع الله جلّ وعلا، وكما قال الإمام الباقر (علیه السلام) فإنّ بإمكانه أن یوفّق إلى التوبة عن طریق الدعاء والمناجاة فی ظلمات اللیل. ففی مثل هذه الظروف یودّ المرء لو یناجی محبوبه وهو مختَلٍ به ولا تعود المناجاة والدعاء ثقیلین بالنسبة له. فعندما یحبّ المرء أحداً حبّاً عظیماً فإنّه یرغب أن یراه بمفرده ویتجاذب معه أطراف الحدیث، وأن یسمع كلامه، ویطیل النظر إلیه.
فعندما یتذوّق العبد حلاوة المناجاة یودِع الله تعالى فی قلبه جاذبیّة ویجذبه نحوه بصورة یودّ لو طالت هذه المناجاة وهذه الحالة سبعین سنة.
فما أحسن أن نعمل فی هذه اللیالی بتوصیات الإمام الباقر (علیه السلام) وأن نبدأ من حیث یقول (سلام الله علیه): «استرجع سالف الذنوب»؛ أی أن نتصفّح سجلّ ذنوبنا ونفكّر فیما فعلنا من قبائح وما ابتُلینا به من مآسی بسبب استمرار تبعات الذنب والتفریط بالعبادات وأعمال الخیر. فللننظر كیف فرّطنا برؤوس أموالنا وكیف نقبع الیوم – حتّى ولو كنّا لا ندرك ذلك – فی وسط نار جهنّم ولیس لأیّ أحد إلاّ الله أن یهبّ لنجدتنا ویغیثنا. فیوم القیامة هو ذلك الیوم الذی سیفرّ فیه كلّ امرئ من الآخر وسیتورّط كلّ امرئ بتبعات أعماله: «وَاتَّقُواْ یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَیْئاً»9، وسینشغل كلّ شخص بنفسه: «لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ»10. فإن حاول الإنسان تجسید هذه الوقائع فی مخیّلته فستحصل عنده حالة من الندم الحقیقیّ وسیعزم جرّاء ذلك على ترك المعصیة وتدارك الماضی. وعندها سیهبّ الله لنصرته ویمنحه حال مناجاته ویذیقه حلاوة محبّته. فإن تذوّق العبد حلاوة مناجاة ربّه فسینجح فی جبران ماضیه ویفید إفادةً قصوى من مستقبله.

رزقنا الله وإیّاكم إن شاء الله


1. تحف العقول، ص285 - 286.

2. الإقبال، ص686.

3. مستدرك‏ الوسائل، ج12، ص 36.

4. سورة آل عمران، الآیة 92.

5. سورة الأحزاب، الآیة 32.

6. بحار الأنوار، ج2، ص27.

7. بحار الأنوار، ج2، ص107.

8. سورة الأحزاب، الآیة 4.

9. سورة البقرة، الآیة 48.

10. سورة عبس، الآیة 37.