آیة الله مصباح الیزدی: إنّ رأس حربة التیّار المنحرف موجّهة صوب الإسلام والقیم الإسلامیّة

قال العلامة مصباح الیزدی: إنّ دعم الولیّ الفقیه بكلّ ما اُوتی المرء من قوّة ومحاربة الأفكار والتیّارات المنحرفة واجب على كلّ مسلم ولا ینبغی ان نبخل بأیّ جهد فی سبیل أداء هذا الواجب ورفعة القیم الإسلامیّة. حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد عدّ رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه فی الیوم السادس والعشرین من أیّار من عام 2011م بحشد من طلبة العلوم الدینیّة من محافظة اصفهان – عدّ الفتن محكّاً لاختبار المجتمع وقال: كلّما ارتقى مستوى المجتمع أصبحت الفتن والامتحانات التی یتعرّض لها أكثر تعقیداً وهذا یُفصح عن تكامل المجتمع وتقدّمه. وألمح سماحته بالقول: إنّ اشتداد الفتن یُعدّ - من ناحیة، بالنسبة للذین یصارعونها ویقفون بوجهها - مدعاة للسكینة والطمأنینة، لأنّها تمثّل دلیلاً على تكاملهم وتعالیهم، ومن ناحیة اخرى فهی تشكّل تحذیراً من المستقبل بأنّنا إذا نجحنا فی هذا الامتحان فیتعیّن علینا توقّع مواجهة امتحان أعظم وأشدّ. ورأى العلامة مصباح الیزدی أنّ التیّار المنحرف الذی ظهر أخیراً یُعدّ من أكبر الأخطار على المجتمع الإسلامیّ وأضاف: إنّ النموّ الفكریّ للمجتمع إلى جانب الآثار والمواضیع التی شملت عموم المجتمع تبیّن لنا مدى عِظم ذلك الخطر. وأضاف سماحته قائلاً: إنّ محور الفتنة وارتباطها بمسؤولی البلاد الرسمیّین أخذ یتّضح شیئاً فشیئاً مع مرور الوقت. بالطبع لقد حاول البعض فی البدایة تضعیف هذه العلاقة، لكن على الرغم من سعیهم الحثیث فی هذا المجال فإنّهم لم یحظوا إلّا بالقلیل من النتائج، وإنّ العلاقات والتعلّقات باتت تتنامى یوماً بعد آخر. وقال عضو مجلس خبراء القیادة: لقد تطوّرت هذه التعلّقات إلى حدّ یشعر المرء معها بأنّ الدعم الذی قدّمه قائد الثورة المعظّم (دام ظلّه) وكلّ ما تمّ بذله من رؤوس أموال وخدمات فی هذا المضمار صار فی مهبّ الریح، وإنّه لیس من سبیل معقول وقابل للتبریر لحلّ تلك التعلّقات والعلاقات المریبة. كلّ هذه القرائن تتكاتف فیما بینها لتقویة احتمال مسألة السحر والتسخیر، وبطبیعة الحال فإنّ طرح مثل هذه القضایا یجرّ إلى أضرار كبیرة للمجتمع، ومع اتّضاح القرائن المتعدّدة ستتخّذ المسألة فیما بعد طابعاً أكثر واقعیّة. وعبر طرح استاذ الفلسفة والتفسیر فی الحوزة العلمیّة تحلیلاً لهذه التحرّكات أضاف: لو كان القصد من كلّ تلك التحرّكات الوصول إلى كرسیّ رئاسة الجمهوریّة لكان بالإمكان تحقیق ذلك عبر الخدمة الصادقة للشعب من دون كلّ تلك الحواشی والقضایا الجانبیّة. وتابع سماحته: إنّ وضع القرائن والنظریّات والخطابات الملقاة من قبل هذا الشخص فی أماكن مختلفة إلى جانب بعضها یقودنا إلى نتیجة مفادها أنّ الهدف من وراء ذلك لا یقتصر على السلطة، بل إنّ رأس الحربة موجّه صوب الإسلام والقیم الإسلامیّة. ومن خلال الإشارة إلى عدد من تلك القرائن والتذكیر ببعض الخطابات الصادرة من شخص بعینه، من قبیل أنّ عهد النزعة الإسلامیّة قد ولّى وانقضى تاریخ صلاحیّته، وتشبیه ذلك بركوب الخیل بالنسبة إلى ركوب السیّارات، والإعلان عن الشعارات القومیّة وطرح المدرسة الإیرانیّة، وإمكانیّة إدراك حقائق الإسلام وما یریده إمام العصر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) عن طریق الارتباط المعنویّ، قال سماحة مصباح الیزدی: هذا الشخص لم یتحدّث ولا مرّة واحدة ضدّ رؤوس فتنة عام 2009م، ثمّ إنّه لا یُلاحَظ فی كلماته وخطاباته دعم ومیل ملموس وواضح لقائد النظام الإسلامیّ وكلّ ذلك یدلّ على النوایا والأهداف الخبیثة لهذا الفكر المنحرف. وقال استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیة بقمّ المقدّسة: لو كانت كلّ تلك الخطابات مجرّد كلام لوَسِعنا القول بأنّه كلام ینمّ عن جنون، غیر أنّ الإمساك بالمفاصل الاقتصادیّة الحیویّة والمشاریع الاقتصادیّة العظیمة للبلاد، وزرع شبكة سیاسیّة ضخمة داخل الوزارات، ومراكز المحافظات، والمؤسّسات الحكومیّة والخاصّة، والرحلات إلى خارج القطر، والعلاقات المریبة بشخصیّات أجنبیّة، والتفسیرات المغرضة لنهضة المسلمین فی شمال أفریقیا، وحَرف الأهداف نحو الدوافع الوطنیّة وتضعیف مكانة الولیّ الفقیه، كلّها تقودنا إلى نتیجة مفادها أنّ هذه التحرّكات لا یمكن أن تفسَّر بمجرّد الرغبة فی الوصول إلى رئاسة الجمهوریّة وتسلّم السلطة، بل إنّ الهدف الكامن وراءها هو محو الإسلام والقیم الإسلامیّة. وفی ختام حدیثه اعتبر العلامة مصباح الیزدی أنّ دعم الولیّ الفقیه بكلّ ما اُوتی المرء من قوّة ومحاربة الأفكار والتیّارات المنحرفة هو واجب على الجمیع وقال: بالطبع لا ینبغی هنا أیضاً أن ننسى دعمنا وشكرنا للخدمات التی قدّمتها الحكومة والمساعی التی بذلتها على هذا الصعید.