حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد قدّم رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بقمّ المقدّسة فی الاجتماع الثانی والعشرین لجمعیّة خرّیجی المؤسّسة – قدّم تبریكاته بمناسبة أیّام الله المتمثّلة بعشرة الفجر وقال: على الرغم من كثرة ما اُلقی من محاضرات وما صُنّف من كتب طیلة الأعوام الثلاثة والثلاثین الماضیة حول الثورة الإسلامیّة وبركاتها وما حبانا الله فی ظلّها من نعماء، فإنّه قلّما جرى الحدیث عن أحد أبعاد هذه الثورة.
ورأى العلامة مصباح الیزدی أنّ من أعظم آثار هذه الثورة هی حاكمیّة الدین فی المجتمع. وفی إشارة له إلى آیة من الذكر الحكیم قال سماحته: لقد وعد الله الذین آمنوا وعملوا الصالحات أن یجعل الدین حاكماً على اُمّتهم.
وتابع سماحته قائلاً: لو تصفّحنا تاریخ الإسلام وأحصینا الموارد التی یمكن أن تكون مصداقاً لهذه الآیة وتمكنّا من العثور على نماذج منها لما فاق عددها أصابع الید الواحدة حتماً، ولما كان أیّ منها بعظمة وسعة هذه الثورة الإسلامیّة. هذا مع أنّه لن یتحقّق مصداقها الكامل إلاّ فی زمان ظهور صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف)، لكنّه بوسعنا العثور على مرتبة أنزل من ذلك فی الثورة الإسلامیّة.
وفی إشارة لعضو خبراء القیادة إلى نماذج من أسالیب إشاعة الدین فی المجتمع والتی أصبحت متیسّرة ببركة الثورة الإسلامیّة قال سماحته: إنّ استقرار النظام الإسلامیّ هو أعظم نعمة منّ الله بها كجائزة للصالحین. وإنّنا إذا نظرنا إلى الثورة الإسلامیّة بهذه الرؤیة فإنّنا سندرك أهمّیتها أكثر، وهذا هو البعد المغفول عنه فی الثورة الإسلامیّة.
وعدّ سماحة مصباح الیزدی ولایةَ الفقیه عمود النظام الإسلامیّ وأضاف قائلاً: إذا آمنّا بأنّ حاكمیّة الدین هی من أهمّ آثار الثورة وأنّ كلّ ما دونها من المسائل فرعیّ بالنسبة لها فإنّنا سنلتفت حینئذ إلى التكلیف الثقیل الـمُلقى على عواتقنا.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدی قائلاً: إنّ حاكمیّة القیم والمثل الدینیّة فی المجتمع لا تأتی كحصیلة عمل فردیّ، بل هی تتطلّب عملاً جماعیّاً یتعیّن علینا نحن أن ننهض بجزء منه.
وتابع سماحته بطرح السؤال التالی: هل قمنا نحن علماء الدین بواجبنا تجاه نعمة الثورة هذه یا ترى؟ وهل أنجزنا ما علینا فی سبیل حاكمیّة الدین والقیم الدینیّة فی المجتمع؟ وما الذی فعلناه على طریق تعریف الإسلام للعالم فی الوقت الذی یبذل الأعداء فی كلّ لحظة كلّ ما بوسعهم للتنكیل بالإسلام تصریحاً وتلویحاً من خلال المئات من المواقع الالكترونیّة والفضائیّات؟ وهل استثمرنا نحن الوسائل الفنّیة لذلك؟
وفی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّه لابدّ على الأقلّ من العمل، عبر البحث والكتابة، على تنظیم وتهیئة المادّة والمحتوى الخاصّ بمعرفة الإسلام وتعریفه وعرضه بلغة مبسطة وقال: السؤال المطروح هنا هو: مع الأخذ بنظر الاعتبار ما یتوفّر حالیّاً من تجهیزات وإمكانیّات متطوّرة لا یمكن أبداً مقارنتها مع ما كان قبل الثورة فإنّه إلى أیّ مدى نجحت الحوزة العلمیّة خلال عمر الثورة الذی استغرق ثلاثة وثلاثین عاماً فی الخطو نحو التكامل والتعمّق فی أهمّ مهامّها ألا وهی مهمّتها على صعید الفقاهة؟ هذا مضافاً إلى أنّ لدینا العشرات من الفروع الإسلامیّة الاُخرى التی ینبغی الاهتمام بها. وعلى الرغم – ولله الحمد - من التقدّم الملحوظ الحاصل فی بعض العلوم، لكنّ هذا التقدّم لم یحصل إلّا فی بعض الفروع أوّلاً، وحتّى فی تلك الفروع فإنّه لا زال هناك فاصل كبیر یفصلنا عن الهدف المنشود ثانیاً.
وتطرّق العلاّمة مصباح الیزدی مستشهداً بحدیث شریف عن النبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) یقول فیه لعلیّ (علیه السلام): «لأَنْ یهدی الله على یدیك رجلاً خیر لك ممّا طلعتْ علیه الشمس» لیؤكّد سماحته قائلاً: أیّ جواب سنقدّمه إلى العلیّ الأعلى إذا نحن قصّرنا الیوم فی قضیّة هدایة الناس مع ما یتوفّر من هذه الإمكانیّات والتجهیزات المتطوّرة؟
یُذكر أنّ الاجتماع الثانی والعشرین لجمعیّة خرّیجی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قد انعقد فی الیوم الثالث من شباط من العام الجاری 2012م وذلك فی قاعة مؤتمرات المؤسّسة.