العلاّمة مصباح الیزدی: إنّ أكبر آفة أخلاقیّة على صعید المسائل الفردیّة هی الغرور

قال عضو مجلس خبراء القیادة: على الرغم من مساعیَّ على صعید المسائل الأخلاقیّة على مدى خمسین عاماً وتنفیذنا أنا وبعض الأصدقاء للكثیر من المناهج المتنوّعة فی هذا المجال لكنّنی أعترف أن حصیلة هذا الجهد ضئیلة للغایة.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد بارك رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی لقاء له مع جمع من أعضاء مجلس التهذیب والأخلاق – بارك بحلول عید المبعث المبارك وقال: المفاسد الموجودة فی العالم تعود جذورها إلى الانحطاط العقائدیّ والأخلاقیّ، كما أنّ العلة من وراء الكثیر من أشكال الانحطاط على مستوى الأخلاق هی النقص والعجز على الصعید الفكریّ والعقائدیّ.
وفی إشارة لسماحة آیة الله مصباح الیزدی إلى استقرار النظام الإسلامیّ فی إیران نقل سماحته بعض الذكریات وقال: الآن وقد اقترن اسم دولة إیران باسم الإسلام فقد بات الكثیر من الأقوام والدول الاُخرى یرغبون فی التعرف على الطریقة التی یتعامل بها هذا النظام مع المفاسد الأخلاقیّة وهم یعقدون الآمال على الثورة الإسلامیّة فی إیران.
وعبر إشارة سماحة مصباح الیزدیّ إلى تفشّی المفاسد الأخلاقیّة فی جمیع أنحاء العالم المعاصر أضاف: لكن علینا أن نلاحظ أنّه فی بلد یتمتّع بأغنى مصادر الأخلاق وخطط العمل فی هذا المجال، ویمتلك ثقافة أخلاقیّة بشكل عامّ إلى أیّ مدى تمّ العمل على هذا الصعید، فی حین أنّنا نرى أنّ المفاسد الأخلاقیّة فی بلدنا قد شقّت طریقها حتّى إلى أكثر شرائح المجتمع تدیّناً.
وأوضح اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة أنّ محاربة الدین لم تبلغ ما نشاهده الیوم من الشدّة كمّاً وكیفاً منذ خُلق آدم (علیه السلام) وقال: إنّ أخبث وأسوأ الشبهات العقائدیّة والأخلاقیّة تُطرح الیوم من قبل أصحاب الفلسفة الوضعیّة والمادّیة وغیرهم من أصحاب المدارس الفكریّة المنحرفة. ومن ناحیة اُخرى فإنّ عوامل الفساد الاجتماعیّ فی تزاید مطّرد وإنّ الشیاطین یستخدمون التطوّر والتقنیّة الحدیثة لهذا الغرض. ولهذا فإنّ المفكّرین والعلماء فی أیّ عصر أو مصر لم یتحمّلوا ما یتحمّله أمثالهم الیوم من المسؤولیّة الثقیلة والخطیرة لمحاربة المفاسد الأخلاقیّة ذلك أنّهم فی السابق لم یواجِهوا عدوّاً بهذه القدرة والقوّة على الإطلاق.
وأضاف سماحته قائلاً: فإلى أیّ مدىً یا ترى ونحن نواجه مثل هذه الظروف شعرنا بالمسؤولیّة وفكّرنا بالحلول؟ ومع أنّ أیّ أحد لا ینتظر تحقّق المحال فی محاربة جمیع شیاطین العالم، بید أنّه لابدّ أن ننظر إلى أیّ مدىً بلغ العمل الـمُنجز ضمن الحدود المقدور علیها.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أنّنا أحیاناً نكون قد أنفقنا الكثیر من إمكاناتنا ووقتنا وجهدنا من أجل اُمور هی على الأقلّ أضعف ثمراً وأقلّ نفعاً، قال سماحته: قد ینفق البعض أحیاناً عشرات السنین من أعمارهم فی دارسة فروع كالفقه مثلاً، وهو وإن كان حسناً غیر أنّه لابدّ من الالتفات أیضاً إلى النقص الأخلاقیّ الموجود ومدى أهمّیته. بالطبع تجدر الإشارة فی الوقت ذاته إلى أننا إلى الآن لیس لدینا العدد الكافی حتّى من الفقهاء ولابدّ من العمل على صعید الفقه أیضاً، لكن بالنظر لأهمّیة المسائل الأخلاقیّة فإنّه یتعیّن تقسیم العمل والخوض فی هذا الوادی أیضاً.
وتابع سماحته قائلاً: على الرغم من مساعیَّ على صعید المسائل الأخلاقیّة على مدى خمسین عاماً وتنفیذنا أنا وبعض الأصدقاء للكثیر من المناهج المتنوّعة فی هذا المجال لكنّنی أعترف أن حصیلة هذا الجهد ضئیلة للغایة.
وأضاف العلاّمة مصباح الیزدی قائلاً: فلو أدرك بعض الأشخاص هذه الحاجة الماسّة وشعروا بالمسؤولیّة تجاهها لَلزِم أن یبذلوا قصارى جهدهم فی هذا السبیل، وأن یتمسّكوا بأهل بیت العصمة والطهارة (علیهم السلام) لیظفروا بالموفّقیة ویكون فی حركتهم الأثر المرجوّ.
وفی معرض إجابة سماحة مصباح الیزدی على سؤال أحد الحضور أكّد على أنّ الغرور هو من أعظم الآفات الأخلاقیّة على صعید المسائل الفردیّة وقال: مهما فعلنا وبذلنا من جهود فی هذا السبیل من إفهام الإنسان أنّه لا یملك شیئاً من نفسه فهو قلیل، وإنّ لهذه الآفة تأثیرات كبیرة أیضاً حتّى على صعید المسائل الاجتماعیّة والسیاسیّة؛ كأن یظنّ المرء - على سبیل المثال - أنّه یفهم كلّ شیء أفضل من غیره ویتصوّر أنّه خدم الناس أكثر من غیره حتّى یتسبّب ذلك شیئاً فشیئاً فی عدم نظره إلى نقائصه بل وعدم تقبّل النصح والموعظة من غیره.
ثمّ انهمك سماحة العلاّمة مصباح الیزدی بالإجابة على الأسئلة الأخلاقیّة لأعضاء مجلس التهذیب والأخلاق.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى یوم 19 حزیران 2012م فی صالة تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...