آیة الله مصباح الیزدیّ: العزّة الحقیقیّة هی لله، وكلّما اقترب المرء من الله أكثر صار أكثر عزّة

قال العلامة مصباح الیزدیّ فی جمع من طلبة الجامعات: منذ سنوات والاستكبار العالمیّ وأمریكا ینفقون الملایین من الدولارات كی یتمكّنوا من خلق حادثة كالتی وقعت یوم عاشوراء من العام الجاری؛ بید أنّ جمیع مخطّطات أمریكا انقلبت علیهم وقد أظهر الملایین من الشعب الإیرانیّ المؤمن فی تظاهرات ضخمة عظمتهم أمام العالم، وهذا الحدث هو عمل إلهیّ قطعاً ولم یحدث صدفة. وفی إشارة إلى أنّ الثورة الإسلامیّة كانت ثورة معنویّة ولابدّ من الاهتمام أكثر بنتاجاتها المعنویّة قال اُستاذ الحوزة العلمیّة:
قال العلامة مصباح الیزدیّ فی جمع من طلبة الجامعات: منذ سنوات والاستكبار العالمیّ وأمریكا ینفقون الملایین من الدولارات كی یتمكّنوا من خلق حادثة كالتی وقعت یوم عاشوراء من العام الجاری؛ بید أنّ جمیع مخطّطات أمریكا انقلبت علیهم وقد أظهر الملایین من الشعب الإیرانیّ المؤمن فی تظاهرات ضخمة عظمتهم أمام العالم، وهذا الحدث هو عمل إلهیّ قطعاً ولم یحدث صدفة.
وفی إشارة إلى أنّ الثورة الإسلامیّة كانت ثورة معنویّة ولابدّ من الاهتمام أكثر بنتاجاتها المعنویّة قال اُستاذ الحوزة العلمیّة: إنّ نعمة النظام الإسلامیّ هی من أعظم النعم الإلهیّة التی منّ الله بها على هذا الشعب، وإنّ إلقاء نظرة على أوضاع البلاد قبل وبعد الثورة من شأنها أن تُظهر لنا بوضوح مدى أهمّیة هذه النعمة.
وفی استعراض لنمطین من الرؤى الشائعة إلى الحیاة البشریّة أضاف سماحته: وفقاً للرؤیة المادّیة فإنّ حیاة الإنسان وثمار كلّ نشاطاته تنتهی فی هذا العالم؛ لكنّه حسب الرؤیة الاُخرى، التی تمثّل رؤیة الأنبیاء والتی یؤیّدها العقل والشهود أیضاً، فإنّ حیاة الإنسان لا تنحصر فی البعد المادّی والحیوانیّ، بل إنّ الحیاة الدنیویّة هی جزء یسیر من حیاة البشر وإنّ حیاة الإنسان الحقیقیّة هی فی الآخرة.
وتابع العلاّمة مصباح الیزدیّ قائلاً: لو أردنا حصر حیاة الإنسان فی البعد المادّی متغاضین عن البعد الروحیّ له، لتعیّن علینا إثبات أنّ ما قاله الأنبیاء لیس صحیحاً. أمّا إذا أقررنا بوجود عالم الآخرة والجنّة والنار فعلینا أن نعمل ونتصرّف وفقاً لهذه العقیدة ونبذل كلّ جهدنا فی طریق سعادتنا الاُخرویّة.
وأضاف سماحته: ممّا یؤسف له هو أنّنا مع اعتقادنا الظاهریّ بالجنّة والنار، فإنّه لیس لهذا الاعتقاد أثر یُذكر فی اُسلوب تصرّفاتنا ومعیشتنا على أرض الواقع.
ولدى إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ الإنسان طالب لمصلحته قال: الله عزّ وجلّ سیعطی الإنسان مقابل كلّ عمل یقوم به عشرة أضعافه من الحسنات. فإذا بذل شابّ ـ والحال هذه ـ رأسمال شبابه فی سبیل الله فسوف یكسب لا محالة ربحاً لیس له نفاد.
وعدّ سماحته عاملَی العلم والتقوى من لوازم العبودیّة لله مضیفاً: المشاكل الموجودة فی المجتمع تنبع غالباً من عدم المعرفة، وإنّ أفراد المجتمع فی معظم الموارد یضلّون طریقهم وینحرفون جرّاء جهلهم. كما أنّ بعض الأشخاص وعلى الرغم ممّا یمتلكونه من علم فإنّ افتقادهم للتقوى وللإرادة القویّة یجعلهم یقترفون الخطایا.
وتابع اُستاذ الأخلاق فی حوزة قمّ العلمیّة قائلاً: حتّى نتمكّن من أن نكون عباداً مخلصین لله عزّ وجلّ فانّه یتعیّن علینا تنظیم تصرّفاتنا ونیّاتنا خطوة بخطوة على نحو یكون معه الغرض من كلّ أفعالنا وتصرّفاتنا رضا الله تعالى فحسب، وأن نعتقد بأنّه ما من حادثة فی الكون تحدث صدفة بل إنّها تحصل بتدبیر من الله وإرادته.
وأشار العلامة مصباح الیزدیّ إلى حادثة یوم عاشوراء للعام الجاری وقال: لقد أنفق الاستكبار العالمیّ وعلى رأسه أمریكا الملایین من الدولارات فی السنوات الماضیة كی یتمكّنوا من صیاغة حادثة كالتی وقعت فی یوم عاشوراء؛ إلاّ أنّ جمیع مخطّطات أمریكا ومساعیها انقلبت علیها. وذلك لأنّ الملایین من أفراد الشعب الإیرانیّ المؤمن قد أظهروا عظمتهم أمام أهل العالم فی تظاهرات حاشدة وضخمة وهذا الحدث هو قطعاً بتدبیر من الله عزّ وجلّ ولم یكن نتیجة صدفة.
واسترسل سماحته قائلاً: إنّ أمریكا بعنوان كونها أرقى مظهر من مظاهر التحضّر المادّی فی العالم والتی تمتلك أفضل المتخصّصین والخبراء فی الاقتصاد هی عاجزة عن حلّ مشاكلها المالیّة التی لا سابقة لها حتّى إنّ الدول المرتبطة بها تعانی نتیجة ذلك من ركود اقتصادی.
وطرح سماحته تحلیلاً للأوضاع الثقافیّة فی أمریكا فقال: إنّ تفكّك الاُسری، والعلاقات الغیر اللائقة والغیر الأخلاقیّة بین أفراد المجتمع، ووجود العنف داخل الاُسرة، وتدهور الأوضاع النفسیّة هی جانب من المشاكل التی یعیشها المجتمع الأمریكیّ الیوم.
وتحدّث رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أیضاً عن السیاسة الخارجیّة الأمریكیّة مضیفاً: إنّ أمریكا باجتیاحها للبلدان الاُخرى قد خلقت أجواء حروب كی یتسنّى لها تصریف منتجات مصانع أسلحتها لتُنعش بذلك اقتصادها. وأضاف سماحته: هذا هو الوضع الدنیویّ لمثل هؤلاء الأشخاص المتحضّرین فی الظاهر، وممّا لا شكّ فیه أنّ وضعهم الاُخرویّ سیكون أسوأ من دنیاهم.
وذكّر آیة الله مصباح الیزدیّ بمنعة الإسلام وعزّته مشیراً إلى كلمات الإمام الخمینیّ (ره) فی هذا الخصوص وقال: لم تهبّ على إیران إلاّ نفحات من الإسلام فحسب فأعطتها كلّ تلك العظمة والمنعة.
وذكّر بأوضاع البلاد فی عهد ما قبل الثورة فقال: فی السابق لم یكن لنا قدر ومنزلة حتّى بین البلدان الإسلامیّة وكانوا یعتبروننا بلداً ذلیلاً و«اخواناً للیهود» حتّى وصلت ذلّتنا إلى درجة جعلت المأمورین الأمریكان الذین كانوا یعملون فی بلدنا یتقاضون حقّ التوحّش؛ أی كانوا یعتبرون الشعب الإیرانیّ شعباً وحشیّاً.
وفی معرض الإشارة إلى المكانة التی تتربّع علیها إیران الإسلامیّة فی العالم الیوم قال العلاّمة مصباح: لقد بلغت الأمور الیوم إلى أن یروا أنفسهم مجبَرین على التعامل مع الإیرانیّین بمنتهى الاحترام حتّى فی جوار البیت الأبیض.
وتابع الإشارة إلى المكانة العالمیّة لإیران الإسلامیّة فأضاف: إیران وببركة الإسلام ارتقت بمكانتها فی العالم إلى درجة دفعت الاستكبار العالمیّ إلى الإذعان بعدم جدوى حلّ بعض المشاكل الدولیّة إلاّ باللجوء إلى الوساطة الإیرانیّة.
وقال آیة الله مصباح الیزدیّ متابعاً: كانت إیران فی الماضی تلجأ إلى الالتماس والتوسّل لقبولها فی المحافل الدولیّة؛ أمّا الیوم فقد وصلت عزّة هذا البلد إلى حدّ بحیث یطلبون من الإیرانیّین الموافقة من أجل المباحثات وكلّ ذلك ببركة الإسلام وقد حظینا بذلك نتیجة ما بذله الإمام الخمینیّ الراحل (ره) والشهداء والتابعون من مساع وجهود.
واستشهاداً بآیٍ من الذكر الحكیم قال سماحته: إنّ العزّة الحقیقیّة هی لله تعالى، وكلّما اقترب الإنسان من الله عزّ وجلّ أكثر تمتّع بمزید من العزّة، وكلّما ابتعد عنه صار أشدّ ذلّة وحقارة.
واستطرد سماحته فی حدیثه مشیراً إلى نماذج من عزّة إیران الإسلامیّة قائلاً: یاترى هل إنّ تظاهرات الشعب الإیرانیّ المسلم وشعاراته التی كان ینادی فیها من أعماق قلبه: «روحی فداء للقائد» كانت بالقوّة والإكراه؟ من الذی أوجد هذا العشق والحبّ فی القلوب؟ ألا یعیش الناس كلّ تلك المشاكل وغلاء المعیشة؟ إذن فما هو سرّ هذا العشق والحبّ للقائد وللنظام؟ أیخرج سرّ ذلك عن حقیقة أنّ من كان مع الله ألقى الله محبّته فی قلوب الناس؟
ولدى التأكید على ضرورة أنّ نتضرّع لله تعالى شاكرین على نعمة القیادة قال سماحته: أیّ قیمة فی أن یترك الإنسان الله ووعوده الصادقة لیكون خادماً لأوباما؟ هل یصحّ أن یلقی المرء شعبه فی محرقة القتل كی ترضى عنه أمریكا؟ ألیس من الأفضل أن یتوب رؤوس ومؤسّسوا هذه التیارات والأحداث ویعودوا إلى أحضان الشعب كی یضمنوا بذلك سعادة الدنیا والآخرة؟
وفی ختام حدیثه قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: لو أنّنا أتینا بكلّ أعمالنا لوجه الله وفی سبیل رضاه فإنّ الله سیضفی البركة على أعمالنا. ومن أجل هدف كهذا علینا أن نبدأ أوّلاً بإصلاح أنفسنا ومن ثمّ نحاول إصلاح عیوب الآخرین.
ومن الجدیر بالذكر أنّ هذا اللقاء كان قد تمّ یوم الخمیس الموافق 7 / كانون الثانی /2010م فی قاعة المؤتمرات التابعة للمؤسّسة.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...