آیة الله مصباح الیزدیّ: إنّ أعظم خدمة یمكن تقدیمها للمجتمع هی الخدمة الثقافیّة وهی تعریفه بالمعتقدات والقیم الصحیحة

فی إشارة لآیة الله مصباح الیزدیّ إلى الهدف من خلقة الإنسان قال سماحته: إنّ أعظم خدمة یمكن تقدیمها للمجتمع الیوم هی الخدمة الثقافیّة.

وحسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار آیة الله مصباح الیزدیّ فإنّ رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قال فی اجتماع ضمّ مجموعة من الباحثین: هناك نقطتان على الإنسان أن یلتفت إلیهما دوماً، وهما: نِعَم الله عزّ وجلّ، ومعرفة التكلیف الملقى على عاتقه تجاه هذه النعم.
وتابع سماحته مستشهداً بآیة من القرآن الكریم: إنّ نعم الله سبحانه وتعالى هی على جانب من الكثرة بحیث لا یمكن إحصاؤها؛ لكن على الإنسان أن یتذكّر على قدر وسعه النعم الأعظم على الأقل وأن یشكر الله علیها.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة مشیراً إلى عظمة نعمة النظام الإسلامیّ: هذه النعمة لم تُعطَ للناس إلاّ فی زمان رسول الله (صلّى الله علیه وآله) وخلافة أمیر المؤمنین (علیه السلام) ولم تُعطَ بعد ذلك لأیّ امّة غیر الشعب الإیرانیّ، والآن وبعد مضیّ أربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام وبواسطة الثورة الإسلامیّة فإنّ الفرصة قد سنحت لإقامة نظام على اُسس دینیّة.
وتابع سماحته مبیّناً أنّ كلّ أفعال الله تعالى هی على أساس من الحكمة قائلاً: إنّ هبة نعمة النظام الإسلامیّ إلى الشعب الإیرانیّ كانت أیضاً على أساس الحكمة ولعلّ من الأسباب القریبة لذلك هو وعی الشعب الإیرانیّ بخصوص مزایا الإسلام وتبعات النُّظُم المشؤومة الاخرى وهذا الأمر هو قضیّة ثقافیّة.
وفی إشارة لآیة الله مصباح الیزدیّ إلى بعض خدمات النظام الإسلامیّ والأضرار التی تسبّبت بها الأنظمة الغیر الإسلامیّة فی حقّ الإنسانیّة أضاف: إنّ وظیفتنا على صعید شكر نعمة النظام الإسلامیّ هی تقویة وعی الناس ورفع مستوى اطّلاعهم فیما یتعلّق بفوائد هذا النظام وبركاته الفردیّة والاجتماعیّة، فإذا قمنا نحن بوظیفتنا على أتمّ وجه فإنّ الله سیمنّ علینا بالمزید من نعمه.
وأكّد سماحته على أنّ التحوّل الفكریّ فی المجتمع كان هو العامل من وراء إیجاد مثل هذا النظام وقال: إنّ هذا النظام الإسلامیّ باقٍ ما بقی هذا الإدراك والتفكّر الحیّ ومادام لم یتمكّن غبار النسیان والعوامل الشیطانیّة من محوه وإزالته.
وفی معرض إشارة رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (رحمة الله علیه) إلى عهد ما قبل الثورة ولاسیّما بعد عصر ثورة المشروطة تابع سماحته قائلاً: فی تلك الفترة شاعت بین الناس الفكرة القائلة بأنّ السعادة والتطوّر لا یعثر علیهما إلاّ فی الغرب، وأنّ الحضارة الحقیقیّة هی الحضارة الغربیّة، وأنّ الرقیّ یكمن فی التغرّب لیس غیر، وأنّ الشعوب الغربیّة هی الاُسوة؛ لكنّ جهود الإمام الراحل (قدّس سرّه) وأصحابه الأوفیاء قد نجحوا فی تغییر هذه الفكرة.
وبیّن استاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة أنّ هناك من یسعى الیوم أیضاً إلى نشر هذه الأفكار وأضاف: بما أنّه ما من أحد یقبل بالباطل المحض فإنّ الشیاطین تسعى، من خلال المزج بین الحقّ والباطل، إلى إلباس الباطل حلّة الحقّ كی ینخدع الناس به.
ورأى العلامة مصباح الیزدیّ أنّ تكلیف النخبة فی المجتمع هو تشخیص عناصر الباطل ونقاط الضعف وقال: بالضبط كما یشخّص الطبیب المعالج المرض ویسعى جاهداً لرفعه، فإنّه ینبغی للنخبة تشخیص العیوب وعناصر الباطل والسعی لإزالتها.
وتابع آیة الله مصباح الیزدیّ: إنّ المجتمع یعانی من عیوب ونقاط ضعف كثیرة لكنّه لابدّ من تحدید الأولویّات والسعی أوّلاً للتخلّص من أهمّها وأخطرها.
وقال جواباً على تساؤله: ما هو المعیار فی تشخیص العیوب الأهمّ: إنّه من المسَلّم أنّ عدم رفع بعض المشاكل الموجودة لن یتیح المجال لإزالة بقیّة العیوب ونقاط الضعف؛ إذن یتحتّم إزالة تلك المشاكل أوّلاً؛ لكنّ تقدیم تلك المشكلات لا یدلّ بالضرورة على كونها أكثر أهمّیة.
وأشار استاذ الحوزة العلمیّة بقمّ إلى وجهة نظر الدین الإسلامیّ فی هذا الصدد وقال: یتعیّن علینا أن نعرف فلسفة حیاة الإنسان وتشكیل النظام الإسلامیّ كی نسعى لتشخیص نقاط الضعف انطلاقاً من هذه الاُمور.
وأضاف سماحته: طبقاً لعقیدتنا فإنّ الهدف من حیاة الإنسان وفلسفة تأسیس الحكومة الإسلامیّة هی كسب الأفراد للاستعداد والقابلیّة لتلقّی الرحمات الإلهیّة وبلوغ السعادة، وإنّ أعظم خدمة یمكن تقدیمها للمجتمع هی تمهید الأرضیّة لوصول أفراده إلى هذا الكمال والسعادة.
واستطرد آیة الله مصباح الیزدیّ قائلاً: إذا أردنا تقدیم الخدمة للمجتمع الإسلامیّ فإنّ أعظم خدمة نقوم بها هی أن نهیّئ أنفسنا لامتلاك الظرفیّة اللازمة لاستیعاب الرحمات الإلهیّة وأن نهدی الآخرین أیضاً لبلوغ هذا الكمال؛ خلاصة القول فإنّ أهمّ خدمة هی الخدمة الثقافیّة، ألا وهی تعریف المجتمع بالمعتقدات والقیم الصحیحة، وهذا التكلیف یقع الیوم على عاتق جیل طلبة الجامعات، والباحثین والمحقّقین فی المجتمع.
ومن خلال تأكیده على ضرورة كسب الاطّلاع الكافی والمعرفة اللازمة بالإسلام والنظام الإسلامیّ أضاف سماحته: كلّما كانت نسبة المعرفة أعلى كان لها أثر علمیّ أعمق.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدیّ: وفقاً لما نعتقد به فإنّ الراحل عن الدنیا بلا إیمان لن یشاهد ثمرة الإیمان وسیُبتلى بعذاب الآخرة ونوازلها، وتأسیساً على الآیات القرآنیّة فإنّ سعادة الإنسان وشقاءه الاخرویّین یدوران حول محور إیمانه.
وقال متابعاً: لو أنّ حكومةً ما قامت بتأمین جمیع مصالح ومتطلّبات المجتمع المادّیة على أتمّ وجه وقیّضت له أكثر الإمكانیّات والتقنیّات تطوّراً فی سبیل تلبیة هذه الحاجات لكنّها تركت أفراد الشعب یرحلون عن هذه الدنیا كفّاراً، فلیس لذلك أیّ قیمة تُذكر؛ إذ أنّ السعادة الأصلیّة هی السعادة الاُخرویّة. وذلك لأنّ جمیع ما فی هذه الدنیا من منافع مادّیة ستنتهی فی یوم من الأیّام، لكنّ الضرر والخسران الاُخروی لا نهایة لهما.
وأضاف العلامة مصباح الیزدیّ فی ختام حدیثه: إنّ أسمى وأجلّ خدمة یمكن تقدیمها للمجتمع هی تهیئة المناخ من أجل السعادة الاُخرویّة لأبناء الشعب، وإنّه للوصول إلى هذا الهدف لابدّ من رفع مستوى إیماننا القلبیّ ووعینا ومعرفتنا ومن ثمّ هدایة الناس.

آخرین محتوای سایت

راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...