آیة الله مصباح الیزدی: نعمة الثورة الإسلامیّة هی نفحة من فیوضات السیّدة المعصومة (سلام الله علیها)

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار سماحته فی الحفل الختامیّ للمهرجان الثقافیّ الفنّی الخامس لكریمة أهل البیت (سلام الله علیها) الذی اُقیم فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بتاریخ الثالث عشر من تشرین الأوّل من عام 2011م – أشار إلى بركات وجود السیّدة فاطمة المعصومة (سلام الله علیها) وقال: نحن لا نستطیع أن ندرك حقیقة هذه الشخصیّات الفذّة، وإنّ معرفتنا بأهل بیت العصمة والطهارة (علیهم السلام) هی معرفة ناقصة، لكنّنا – على الرغم من ذلك - نفتخر بهذه المعرفة ونرجو السعادة فی ظلّها.
وفی معرض إشارة سماحة مصباح الیزدی إلى مقطع من زیارة الجامعة الكبیرة التی تصف أهل البیت (علیهم السلام) بأنّهم أنوار محدقة بالعرش أضاف سماحته قائلاً: إنّ تعزیز ارتباطنا بأهل البیت (علیهم السلام) وتوجّهنا إلیهم یبعث على إشعاع الأنوار الإلهیّة علینا ممّا یؤدّی إلى محو ظلمات الذنوب من حیّز وجودنا.
وأكّد سماحته على أنّنا لا یسعنا الوقوف على معرفة أهل البیت (علیهم السلام) وقال: لابدّ من أجل حصول المعرفة من وجود سنخیّة بین العارف والمعروف، لكنّنا نفتقر إلى السنخیّة مع أهل البیت (علیهم السلام) كی نكتسب معرفة بهم، وإذا كان لدینا من معرفة فهی مستقاة من العبارات والكلمات التی وصلتنا منهم أنفسهم.
وعبر إشارة استاذ الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة إلى أنّ نفوذ قطرة واحدة من معارف أهل البیت (صلوات الله علیهم أجمعین) إلى القلوب من شأنه أن یلغی أیّ التفات لها إلى اللذّات الدنیّویة، بل والاخرویّة أیضاً، وأضاف: لـمّا كنّا نشكو من البعد عن أهل البیت (علیهم السلام) فإنّنا نبذل وسعنا لاستجلاب نورهم من خلال التوجّه إلى أولادهم (سلام الله علیهم) والاهتمام بهم.
الافتخار بخدمة السیّدة المعصومة (سلام الله علیها)
وأعرب العلاّمة مصباح الیزدی عن أمله فی أن نتمكّن من اكتساب المعرفة بالسیّدة المعصومة (سلام الله علیها) وأضاف القول: لولا وجود المرقد الطاهر لهذه السیّدة العظیمة فی قمّ المقدّسة لما تأسّست الحوزة العلمیّة فیها ولما تربّى فی كنفها رجال من أمثال الإمام الخمینیّ الراحل (رضوان الله تعالى علیه). ولولا أنّ نعمة وجود الإمام الراحل (قدّس سرّه) كانت من نصیبنا لما اندلعت الثورة الإسلامیّة أساساً.
وقال عضو جماعة مدرّسی الحوزة العلمیّة بقم المقدسّة: من أجل ذلك فإنّ كلّ ما نراه الیوم من الآثار والبركات وما نشاهده من صحوة إسلامیّة عمّت الشعوب المسلمة إنّما هو قطرة من البحر الفیّاض المترامی الأطراف لفیوضات كریمة أهل البیت السیّدة فاطمة المعصومة (سلام الله علیها) وإنّ جمیع الشیعة والمسلمین فی العالم ینهلون من معین وجودها المفعم بالنور والطهارة.
وبیّن سماحة آیة الله مصباح الیزدی أنّ الوجود المبارك لأولاد الأئمّة (سلام الله علیهم) هو سبیل للظفر بالمستوى الأدنى من المعرفة بالأئمّة الأطهار (علیهم السلام) وقال: إنّ آل بیت العصمة والطهارة (علیهم أفضل الصلوات والتسلیم) هم أهل لطف وكرم، فهم یتفقّدون أحوال زائریهم ومجاوریهم باستمرار ویعاملونهم بكلّ لطف وحفاوة.
بركات السیّدة المعصومة (سلام الله علیها) تنال حتّى غیر المسلمین
وأكّد سماحته قائلاً: إنّ بركات السیّدة المعصومة (سلام الله علیها) لا تشمل الشیعة وحدهم بل إنّها تنال باقی المسلمین وغیر المسلمین أیضاً، بل وحتّى بعض الزردشتیّین فإنّهم یلجأون إلى كریمة أهل البیت لقضاء حوائجهم.
واختتم آیة الله مصباح الیزدی حدیثه بالقول: الإمام علیّ بن موسى الرضا (علیه السلام) یمثّل نموذجاً للرحمة والرأفة الإلهیّة، لكنّ كلّ ما یتّصف به أهل البیت (علیهم السلام) من رأفة ورحمة لا یشكّل سوى قطرة فی بحر مقارنة برحمة الله عزّ وجلّ ومغفرته. نسأله جلّ وعلا أن ینیلنا شیئاً من نفحات معرفته تعالى.