آیة الله مصباح الیزدیّ: ما من عمل فی الدنیا أفضل من ذكر سیّد الشهداء (علیه السلام)

الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: قال العلامة مصباح الیزدیّ: ما من عمل فی هذه الدنیا أفضل للإنسان ـ سواء الكافر أو المسلم أو المسیحیّ أو غیرهم ـ من ذكر أبی عبد الله الحسین (علیه السلام).

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد عزّى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی قمّ المقدّسة لدى لقائه لیلة الثلاثاء [عشیّة شهر محرّم الحرام] جمعا من القادة والمسؤولین الكبار فی سلاح البحر التابع للحرس الثوریّ، عزّى الحاضرین بحلول ذكرى المصاب الألیم لسیّد الشهداء (علیه السلام)، وقال: جمیع البشر، كلٌّ بحسب وعائه وإمكانیّاته، باستطاعتهم النهل من بحر فضائل الإمام الحسین (علیه السلام) بدءا مما بعد الصفر إلى ما لا نهایة.
وأضاف سماحته: لقد وردنا عن نبیّنا الكریم (صلّى الله علیه وآله) فی فضائل سیّد الشهداء (علیه السلام)، ومحبّته، وذكره، والتوسّل به، والبكاء علیه أحادیث هی غایة فی الغرابة یندر أن قال (صلّى الله علیه وآله) فی حقّ شخص آخر مثلها.
وفی معرض إشارة اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقم المقدّسة إلى بعض الشبهات المطروحة حول تطبیق آیات القرآن الكریم على الروایات الواردة فی منزلة أبی عبد الله الحسین (علیه السلام) قال سماحته: یطرح البعض ـ جرّاء ما یشكونه من ضعف علمیّ أو بما تملیه علیهم وساوس الشیطان ـ شبهة مفادها: كیف یمكن لله الذی قال فی كتابه: «فَمَن یَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَه» أن یغفر معاصی من بكى على الحسین (علیه السلام) وإن كانت بعدد الحصى؟!
وقسّم سماحته الناس فی مقابل ما یُطرح من شبهات حول فضائل الإمام الحسین (علیه السلام) إلى ثلاثة أقسام وقال: فقسم یصرّح ـ من منطلق الحماقة والعناد ـ أنّ هذه الروایات غیر صحیحة. وقسم آخر یأخذ جانب الاحتیاط ولا ینكرها، لكنّ هؤلاء یذهبون إلى اشتمال بعض الروایات ـ التی یقلّ نظیرها فی حقّ الإمام الحسین (علیه السلام) ـ على المبالغة قائلین: أمثال هذه العبارات منشؤها المحبّة المفرِطة لسیّد الشهداء (علیه السلام).
وعدّ آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ السبب الأساسیّ لما یطرحه هذان القسمان من الناس حول تلك الأحادیث من شبهات هو الفارق بین الله والبشر فی معیار تقییم الأعمال الصالحة، وأضاف: یقیّم البشر الأعمال الصالحة على أساس كمّها المادّی، ویقیسونها بالأعداد والأرقام، لكنّ الله عزّ وجلّ یثیب على الأعمال اعتماداً على نیّات العاملین.
وتوضیحاً لمفهوم القیمة وكون الشیء قیّماً قال اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقم: الناس یعتبرون العمل أكثر قیمة إذا كان أعمق تأثیراً وأنفع للآخرین، لكنّه وفقاً للتعریف الإلهیّ فإنّ العمل الأكثر قیمة هو العمل الأكثر تقریباً للعامل من الله تبارك وتعالى.
وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: واعتماداً على مقدار القرب من الله عزّ وجلّ، فإنّ لحظة واحدة یقضیها المرء ذاكراً لله، هی أفضل من جمیع اختراعات البشر؛ ذلك أنّ الله تعالى هو منبع القیم، وأن الارتباط به هو اتّصال بینبوع لا ینضب ولا ینفد من القیم.
* الظلم الذی لحق بأبی عبد الله (علیه السلام) كان أعظم ظلم فی هذا العالم
وأوضح آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ البشر یكرهون الظلم وینبذونه بالفطرة وقال: إنّ الظلم الذی وقع على الإمام الحسین (علیه السلام) كان أعظم ظلم فی هذا العالم، وقد صمد (علیه السلام) بوجهه طلباً لمرضاة الله، فكانت شهادته إحیاءً لدین الله الحقّ، ومن هذا المنطلق فإنّ ذكره یُعدّ أكثر السبل أصالةً للارتباط مع الله عزّ وجلّ. ولهذا السبب فقد اُحیط التوجّه إلى وجود هذا الإمام الهمام (علیه السلام) بهذا القدر من الاهتمام واللطف الإلهیّین.
وأشار سماحته إلى شروط البكاء المقبول على سیّد الشهداء (علیه السلام) قائلاً: إنّ للبكاء على الإمام الحسین (علیه السلام) أجراً، لكنّه لیس لكلّ بكاء علیه من الأجر ما یعادل ما ذكره رسول الله (صلّى الله علیه وآله) لذلك (ثواب ألف حجّة وعمرة مقبولة)، بل إنّ هذا المقدار من الأجر یختصّ بالبكاء عن معرفة، وهذا البكاء إنّما ینبع من عشق أبی عبد الله الحسین (علیه السلام) الذی هو تَجلّ وظهور لعشق الباری المتعال.
* الثورة الإسلامیّة كانت واحدة من بركات دم سیّد الشهداء (علیه السلام)
ورأى اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة أنّ الثورة الإسلامیّة كانت واحدة من بركات دم سیّد الشهداء (علیه السلام) وأضاف سماحته: التذكیر بمصائب أبی عبد الله الحسین (علیه السلام) من شأنه أن یسوق مشاعر البشر وأحاسیسهم نحو الله تعالى، ولیس لأیّ حادثة فی العالم أن تثیر العواطف البشریّة كما تفعل واقعة كربلاء.
وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة: لقد أدّى عشق أبی عبد الله الحسین (علیه السلام) إلى تحوّل الكثیر من المذنبین والعاصین عن سبیل المعصیة إلى جادّة الصواب، بل إنّ تحوّل هؤلاء صار مدعاة لتوفیق عدد ضخم آخر من الناس إلى التوبة والإصلاح.
 

آخرین محتوای سایت

راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...