آیة الله مصباح الیزدی: التحلیل الدقیق للأحداث یُنبئ عن اُفق قاتم للنظام الإسلامیّ ممّا یدعو المسؤولین والشعب إلى إعطاء القضیّة اهتماماً خاصّاً

قال عضو مجلس خبراء القیادة: بالطبع إنّ تدابیر قائد الثورة الإسلامیّة وما یتمتّع به من بصیرة إلى جانب وعی الشعب قد أسهمت كلّها فی تأمیننا مقابل تلك الأحداث، لكنّنا بدورنا علینا أن لا نغضّ الطرف عن واجبنا وأن نقف بوعی وتدبیر بوجه كلّ الانحرافات الفكریّة والعقائدیّة ونزیل كلّ الأرضیّات التی تمهّد لمثل هذه الانحرافات.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی لقاء ضمّ سماحته وأعضاء حزب «مؤتلفه اسلامی» بتاریخ 13 أیّار 2011 ـ أشار إلى الصراع بین الحقّ والباطل وقال: یعلّمنا القرآن الكریم والأحادیث وأقوال علماء الإسلام أنّ هناك على مرّ التاریخ صراعا متجذّرا بین البشر یقوم على أساس اختلاف میولهم إلى الحقّ أو إلى الباطل.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: سائر الخلافات والصراعات لها طابع فرعیّ أمّا ما یكون ذا أثر فی سعادة المرء أو شقائه فهو اتّباع الحقّ ومجانبة الباطل.
وأضاف رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: التعلّقات القومیّة والعرقیّة والاُسریّة لا تمثّل معیاراً للحقّ أو الباطل ولا ینبغی أن تُولى اهتماماً إلا إذا كانت على طریق دعم الحقّ وتقویته.
وقال سماحة مصباح الیزدی من باب أنّ لنا فی تاریخ نبیّ الإسلام (صلّى الله علیه وآله) اُسوةً حسنةً: إنّ أشدّ الظلم والجور الذی وقع على النبیّ (صلّى الله علیه وآله) كان من قومه وعشیرته، وإنّ أكثر القبائل اتّباعاً له كانت الأنصار، وهذا مثال بیّن یفصح عن عدم أصالة الروابط القومیّة والعرقیّة والاسریّة فی معرفة الحقّ والباطل.
وأكّد استاذ الحوزة والجامعة قائلاً: من أجل تمییز الحقّ عن الباطل فقد أنزل الله تعالى القرآن الكریم الذی تفسّره وتبیّنه كلمات أهل البیت (علیهم السلام) وإنّ المتخصّص فیه هم علماء الدین وأهل الخبرة فیه.
وفی إشارة لآیة الله مصباح الیزدی إلى أنّ للأحداث التی ابتُلی بها المجتمع أبعاداً مختلفة قال سماحته: حتّى ثورتنا الإسلامیّة فقد كانت لها أبعاد مختلفة وإنّ حُسن إدارة وتدبیر الإمام الخمینیّ الراحل (رحمه الله) قد أظهرا مدى شمولیّة هذا الرجل فی كلّ تلك الأبعاد، ولقد كان هذا الحسن فی التدبیر والقدرة على إدارة المجتمع أشبه ما یكونان بالمعجزة.
وأضاف: إنّ إحاطة الإمام بجمیع تلك الأبعاد الإنسانیّة والدینیّة، والجرح والتعدیل فی محلّه، والتعامل مع كلّ شخص بمقتضى شخصیّته السیاسیّة – الاجتماعیّة؛ والالتفات الخاصّ إلى الأولویّات، والإدراك الصحیح للفرص، واتّخاذ المواقف الصائبة فی الوقت المناسب هی من الخصوصیّات الممتازة التی یندر العثور علیها فی شخصیّات اخرى.
ولدى إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى میزات قائد الثورة المعظّم (دام ظلّه) قال سماحته: یُعدّ سماحته بحقّ البدیل الأمثل ـ الذی لا نظیر له ـ للإمام الخمینیّ (رحمة الله علیه) وإنّنا مهما اجتهدنا فی شكر الله عزّ وجلّ على هذه النعمة فلن نستطیع تأدیة حقّ هذا الشكر.
وفی معرض الإشارة إلى التدابیر التی اتّخذها سماحة ولیّ أمر المسلمین طوال مدّة حكمه قال العلامة مصباح الیزدی: لقد اتّخذ سماحة القائد خلال جمیع تلك الأحداث أفضل المواقف واستطاع بإدارته الحازمة والمؤثّرة للامور أن ینأى بالامّة عن الانحراف وأن یقودها نحو برّ الأمان والطمأنینة والهدوء.
وقال استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة: منذ انتخاب الإمام الخامنئیّ للقیادة ولیاقته لهذا المنصب تتجلّى للآخرین یوما بعد آخر، وإنّنا عندما نستعرض الیوم تاریخ حیاته نكتشف أنّه بعد الإمام الراحل (رحمة الله علیه) یعدّ حقّاً نموذجاً آخر من الإعجاز.
ونوّه العلامة مصباح الیزدی بضرورة التعامل بحسّاسیة مع الانحرافات الفكریّة وقال سماحته: إنّ من واجبنا ولوج هذا المیدان والكشف عن الانحرافات والسعی جاهدین لإحباط الدسائس والمؤامرات حتّى وإن ووجِهنا أحیاناً باللوم من بعض الأصدقاء.
وأضاف: نحن الیوم نواجه قضیّتین؛ فمن ناحیة علینا أن نقدّر أداء الحكومة ونثنی على خدماتها، ومن ناحیة اُخرى علینا أن نقف أمام ترسّخ الانحرافات الفكریّة.
وفی إشارة لاستاذ الفلسفة والتفسیر إلى أشكال الانحرافات التی یمكن أن یُبتلى بها المجتمع قال: إنّ تكرار البعض لعبارة: أنّ صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) هو الذی یدیر هذا المجتمع بشكل مباشر جعل هذه العبارة فی معرض تفسیرات خاطئة حیث یحاول البعض من خلالها التشكیك بضرورة وجود الولیّ الفقیه.
وأكّد عضو مجلس خبراء القیادة: هذا الطراز الفكریّ إلى جانب السلطة والثروة والدعم الخارجیّ سیؤول إلى ما یشبه قصّة «السیّد علی محمّد الباب».
وتابع سماحته: كما أنّ الابتعاد عن الشعائر الإسلامیّة وإحلال الشعائر الإنسانیّة والإیرانیّة محلّها یُعدّ نمطاً آخر من الانحرافات التی تستبطن فی داخلها تنحیة الدین والإسلام وعلماء الدین جانباً.
كما وأضاف رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: القضیّة الاُخرى هی العلاقات التی تحصل مع شخصیّات مرموقة شرقیّة أو غربیّة وهی علاقات قد لا تُتاح أحیاناً حتّى لمسؤولی النظام الرفیعی المستوى. فإنّ لقاءات من هذا القبیل إلى جانب غیرها من القرائن من شأنها أن تحیی فی الأذهان أفكاراً غیر محبّذة، الأمر الذی یدعو الإنسان إلى التعامل مع القضیّة بمزید من الحیطة والحذر ودراسة الموضوع من جمیع جوانبه.
وألمح آیة الله مصباح الیزدی إلى: أنّ وضع هذه الأحداث إلى جانب بعضها وتحلیلها بشكل دقیق یُنبئ عن اُفق قاتم لنظام الجمهوریّة الإسلامیّة الأمر الذی یدعو المسؤولین والشعب إلى إعطااء القضیّة اهتماماً خاصّاً.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة حدیثه قائلاً: بالطبع إنّ تدابیر قائد الثورة الإسلامیّة وما یتمتّع به من بصیرة إلى جانب وعی الشعب قد أسهمت كلّها فی تأمیننا مقابل تلك الأحداث، لكنّنا بدورنا علینا أن لا نغضّ الطرف عن واجبنا وأن نقف بوعی وتدبیر بوجه كلّ الانحرافات الفكریّة والعقائدیّة ونزیل كلّ الأرضیّات التی تمهّد لمثل هذه الانحرافات.
وقال سماحة مصباح الیزدی فی ختام حدیثه: إنّ ما یحدث أخیراً فی البلاد من أحداث وما یُشاهد من تصرّفات لا یمكن تبریره بشكل منطقیّ ومن المناسب أن یتعامل المرء معها بمزید من الاهتمام والاحتیاط.