العلامة مصباح الیزدی: إنّ أخطر حبائل الشیطان هی فصل الناس عن قادة دینهم الصالحین

فی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ من أشدّ المصائب على أمیر المؤمنین (علیه السلام) كانت حینما بلغ الدهر من الهوان حدّاً حتى قرنه الناس بمعاویة وقال: والیوم أیضا نشاهد كیف یقارن السید القائد مع بعض الأشخاص من معلومی الحال.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء ضمّ رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مع جمع من حرس الثورة الإسلامیّة ظهر یوم السادس عشر من أیّار عام 2011م قال فیه: إنّ استقرار النظام الإسلامیّ فی مثل عصرنا هو من أكبر النعم التی منّ الله بها على البشریّة على مرّ التاریخ.
وألمح العلامة مصباح الیزدی الى أنّ المعرفة وبناء النفس هما من أهمّ عوامل رقی البشر وقال: كلّما زادت المعرفة ازداد أثرها على صعید العمل.
وفی معرض استشهاد استاذ الفلسفة والتفسیر بآیة من القرآن الكریم أضاف سماحته: كما أنّ أسباب الهدایة وأولیاء الله موجودون فی طریق الوصول إلى الكمال، فإنّ شیاطین الجنّ والإنس تقف حجر عثرة فی هذا الطریق أیضاً ولقد أبَتْ سنّة الله عزّ وجلّ إلاّ أن تجعل باستمرار توازناً بین الخیر والشرّ.
وقال استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة: إنّ شیاطین الجنّ والإنس تعادی وتحارب عین هذین العاملین وهما الترقّی ونیل السعادة؛ فمن ناحیة تعمد إلى اضعاف المعتقدات من خلال إلقاء الشبهات، ومن ناحیة اُخرى تجعل الإنسان أكثر نزوعاً إلى اقتراف المعاصی.
وقال العلامة مصباح الیزدی مذكّراً بصدر الإسلام: لقد أرسل الله تبارك وتعالى أعظم مخلوقاته ألا وهو الرسول الأكرم (صلّى الله علیه وآله) إلى اُناس كانوا أبعد ما یكون عن الفهم والثقافة، ولقد عمل النبیّ (صلّى الله علیه وآله) عبر تجشّمه صنوف المعاناة إلى الارتقاء بمستوى فهم المجتمع وثقافته بشكل غیر قابل للتصدیق وفی مدّة قصیرة.
وتابع سماحته: لكنّ هؤلاء القوم أنفسهم قد اقترفوا من الجرائم الکثیر بحیث یصعب مقارنتهم مع أعنف مجرمی التاریخ.
وبیّن عضو مجلس خبراء القیادة أنّه لم یكن هناك أیّ نقص فی الخطّة الإداریّة للنبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) وقال: إنّ قلّة ظرفیّة الناس فی ذلك العصر ووجود العوامل الشیطانیّة كانا هما السبب من وراء وقوع مثل هذه الجرائم، لكن علینا أن نعلم أنّ هذه القضیّة لا تختصّ بصدر الإسلام وإنّ وقوعها الیوم لیس بالأمر المستحیل.
واستطراداً فی الحدیث أشار استاذ الأخلاق فی الحوزات العلمیّة إلى انتصار الثورة الإسلامیّة وأضاف: إنّ العزّة التی یتمتّع بها النظام الإسلامیّ الیوم هی نتاج جهاد الإمام الراحل (رحمه الله) الملازم للإخلاص ودماء الشهداء التی اریقت على هذا الدرب، فلقد كانت المناهج التربویّة للإمام غایة فی الكمال والمناسَبَة إلى درجة أنّها جمعت الشباب وجعلت منهم باقات ورد ضحّت بأرواحها فی جبهات القتال دفاعاً عن حیاض الإسلام، ومع كلّ ذلك فإنّنا نشاهد حتّى بین عوائل الشهداء أشخاصاً لا نظیر لهم فی الدنس والقذارة، إذن علینا الالتفات إلى أنّ وجود قائد فذّ ومنهج متكامل لا یكفیان وحدهما لضمان نجاة أبدیّة، بل على الرعیّة أیضاً أن یحفظوا أنفسهم من الوقوع فی حبائل الشیاطین عبر المعرفة وبناء النفس.
وقال العلامة مصباح الیزدی: إنّ الغرسة التی غرسها الإمام الراحل وسقتها دماء الشهداء قد آتت اُكلها برعایة قائد لا نظیر له، لكن لابدّ أن نعلم أنّ أعشاباً ضارّة وسامّة بدأت تنبت حول هذه الشجرة الشامخة وباستطاعتها أن تمیت جذورها، إذن علینا أن نشخّص هذه الأعشاب أوّلا ونكتشف الطریقة المثلى لقلعها والقضاء علیها ثانیاً.
وأكّد سماحته على ضرورة تنشئة كوادر بشریّة من أجل محاربة هذه الشیاطین والأعشاب الضارّة وقال: إنّ أعظم الأخطار وأعقدها هی إضعاف المعتقدات الإسلامیّة وبثّ العقائد الباطلة، وبناء علیه یتعیّن علینا دعم المعتقدات الإسلامیّة بقوّة كی لا تهزّنا الأعاصیر.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی قائلاً: إنّ شكر النعمة العظمیة المتمثّلة بالنظام الإسلامیّ یُعدّ جهاداً عظیماً یتأتّى عن طریق رفع مستوى الوعی الدینیّ، والبصیرة الاجتماعیّة والسیاسیّة، وبناء النفس.
وفی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى خصوصیّات قائد النظام الإسلامیّ قال سماحته: إنّ العامل الوحید الذی ینقص بلداناً مثل مصر وتونس والیمن والبحرین وأفغانستان لبلوغ النصر هو عدم توفّر قائد عندهم كالإمام الخمینیّ (قدّس سرّه) وحیثما تُشمّ رائحة قائدٍ كالإمام (رحمه الله) فسیكون الظفر عظیماً.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی على أنّ شخصیّة الإمام الراحل (قدّس سرّه) تتجسّد الیوم فی الإمام الخامنئیّ وقال: لقد عانى الإمام علیّ (علیه السلام) من آلام جسام كان أعظمها أنّ الناس قاسوه بمعاویة، فلا أرانا الله ذلك الیوم الذی نبلغ فیه من الوضاعة حدّاً نقیس فیه «علیّ» زماننا بمن هم أدنى منه عشرات الدرجات، بل مئات المرّات.
وفی إشارة للعلامة مصباح الیزدی إلى أنّ البعض یقبل بولایة الفقیه من باب كونها مذكورة فی الدستور قال سماحته: إنّ مشروعیّة الدستور مكتسَبة من الولیّ الفقیه، ولولا توقیع الولیّ الفقیه علیه فلن یعدو كونه مجموعة من الأوراق، ذلك أنّ الولیّ الفقیه هو نائب صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) وإنّ اتّباعه واجب على الجمیع، بل حتّى مراجع التقلید لا یحقّ لهم مخالفة حكمه.
وبیّن رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ الرجل إنّما یراجع الطبیب إذا مرض وقال: إنّ علماء الدین والفقهاء هم أطبّاء الدین وامّا التابعون لمحضّری الأرواح والجنّ فإنّه لا یحقّ لهم إصدار فتاوى فی الدین ولا یعدون تابعین للإسلام.
واختتم عضو مجلس خبراء القیادة حدیثه بالقول: إنّ أخطر حبائل الشیطان هی فصل الناس عن قادة دینهم الصالحین وإنّ كلّ عثرة سُجّلت فی التاریخ كانت بسبب هذا الفصل.