العلامة مصباح الیزدیّ: الانقیاد لولایة الفقیه وإطاعة شخص الولیّ الفقیه واجبة على الجمیع عقلاً وشرعاً

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ ففی معرض إشارة رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من أعضاء اتّحاد التجمّع الإسلامیّ لطلبة الجامعات – فی معرض إشارته إلى النعمة العظیمة المتمثّلة بولایة الفقیه وشخص الولیّ الفقیه قال سماحته: إنّ الانقیاد لولایة الفقیه وإطاعة شخص الولیّ الفقیه واجبة علینا جمیعا عقلا وشرعا.
وتابع سماحته بالقول: أمّا من الناحیة الشرعیّة فإنّ طاعته واجبة لأنّ سماحته نائب صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) وخلیفته، وأمّا من الناحیة العقلیّة فإنّها واجبة لأنّه وفی غضون نصف قرن من المسؤولیّات التی شغلها فی مناصب مختلفة قد أدّى ما عُهد إلیه من مهمّات وواجبات على أتمّ وجه وأوصل سفینة الثورة وسط أعتى الأعاصیر التی عصفت بها إلى برّ الأمان على أحسن ما یكون.
ولدى إشارة العلامة مصباح الیزدیّ إلى فتنة عام 2009م أضاف سماحته: لقد عصفت فی العقد الأخیر بثورتنا أعاصیر عاتیة وخطرة، لكنّنا عندما نكون فی خضمّ الأحداث ومعمعة الأعاصیر لا نستطیع أن ندرك كما ینبغی دور التدابیر التی اتّخذها قائد الثورة فی السیطرة على الوضع، ولا ننتبه إلى هذه القضیّة وكیف أنّ القائد المعظّم قد تولّى قیادة سفینة الثورة وإنقاذها من الغرق وسط الأمواج المتلاطمة إلا بعد انتهاء الأحداث وسكون البحر.
وأكد سماحة الیزدی على ضرورة شكر هذه النعمة العظیمة وقال: لا ینبغی أن نغفل عن هذه النعمة الجلیلة، وعلینا لشكرها أن نتبع أوامر هذا القائد وتوجیهاته بحذافیرها.
وبیّن آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ قائد الثورة وانطلاقاً من العمل بالمصلحة لم یبح بالكثیر من الاُمور حتّى لأقرب الناس إلیه، وأضاف: لربّما یحیط سماحته علماً ببعض أعداء الداخل ممّن یستطیع توجیه أقسى الضربات للنظام من دون أن یبوح بأسمائهم حفظاً للمصالح العامّة، لكنّه وبما اُوتی من تدبیر وحكمة یرسم لنا الخطوط العریضة للسیاسات التی یجب علینا اتّباعها والسیر على هداها.
وأكّد العلامة الیزدیّ أنّه لا یمكن مقارنة قائد الثورة المعظّم بأیّ واحد من زعماء العالم وأضاف: عندما نلقی نظرة إلى خارطة العالم نجد أنّه لیس هناك من زعیم إلاّ وقد ارتكب أخطاء، لكنّ الله تعالى قد منّ علینا بقائد قد أذعن حتّى أعداء الإسلام والمعاندون للثورة بأنّه لا نظیر له.
وفی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى التحوّلات التی شهدتها البلاد فی العقد الأخیر قال سماحته: لم یشهد تاریخ الثورة نظیراً لهذه التحولات، فقد شاهدنا فی الفتنة الأخیرة أنّ أشخاصاً قد زلّت أقدامهم وتورّطوا فی أخطاء فادحة ممّا لم یكن یُتوقَّع من أمثالهم.
وقال سماحة الیزدیّ متابعاً: عندما لا یستطیع مَن یصنَّف فی عداد مراجع الدین أن یفهم الإسلام على نحو كامل كما فهمه الإمام الخمینیّ الراحل (رضوان الله تعالى علیه) فلا ینبغی أن نتوقّع من الجمیع إدراكاً كافیاً للمسائل الاجتماعیّة، ولقد أظهرت الفتنة الأخیرة أنّ الكثیر ممّن لم یكن یُتوقَّع منهم ذلك قد أظهروا اعتقاداً هزیلاً بولایة الفقیه.
وأوضح العلامة مصباح الیزدیّ أنّ من شأن أحداث صدر الإسلام أن تسلّینا وتصبّرنا فی مقابل ما یجری فی المجتمع الآن من مصائب ومآسی عصیبة وأضاف: لقد انحرف فی صدر الإسلام مَن قضى عمراً إلى جوار النبیّ (صلّى الله علیه وآله) ورافقه لسنوات. فعندما یستعرض المرء عواقب بعض رجال صدر الإسلام فإنّه لا یرى فیما یشاهده من أحداث وانحرافات فی عصرنا الحالیّ عجباً.
وعبر التأكید على ضرورة إشاعة البصیرة بین الناس قال سماحة الیزدی: لابد من الابتعاد عن سذاجة التفكیر وسطحیّة الرؤیة والالتفات دائماً إلى ما یختبئ خلف الكوالیس وما یضمره الأشخاص من عوامل نفسیّة.
وشدّد استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة على لزوم الإخلاص فی العمل والحذر من التعلّق بالثروة والمناصب وقال: أینما حلّ التعلّق بالدنیا والجاه والمنصب ومهما كان الشخص المبتلى بها فإنّها ستفعل فعلها وترتّب أثرها فی نهایة المطاف.
ولدى إشارة العلامة مصباح الیزدیّ إلى حیاة الإمام الخمینیّ الراحل (رحمة الله علیه) وقائد الثورة الإمام الخامنئیّ (دام ظلّه) وسیرتهما أضاف سماحته: سوف یقتنع كلّ مَن یلقى نظرة إلى حیاة هذین العظیمین أنّ حبّ المال والمنصب والجاه لم یتسلّل إلى قلبیهما طرفة عین، بل إنّ قائدة الثورة قد منع أبناءه من ممارسة أیّ نشاط اقتصادیّ، فی حین أنّه لیس فی كسب الرزق الحلال أیّ إشكال شرعیّ.
وتابع سماحته بالقول: إنّ حبّ المال والسمعة هو منشأ حبّ الدنیا وحبّ المنصب وإنّ من أفضل سبل الوقایة منه هو قضاء حوائج المحتاجین من الاخوة والأصدقاء وعدم سعی المرء لطرح نفسه فی الأوساط المختلفة.
یذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى بتاریخ 20 أیلول 2011م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.