العلامة مصباح الیزدیّ: خشیة الله وعدم الخشیة من غیره كانا سرّ انتصار الإمام الراحل (رحمة الله علیه)

قال عضو مجلس خبراء القیادة: أنا لم أر فی حیاتی إلا شخصاً واحداً لم یخش غیر الله تعالى وقد صرّح بذلك أیضاً وهو سماحة الإمام الخمینی الراحل (قدّس سرّه) الذی قال: «لم أخش طیلة عمری من أحد غیر الله عزّ وجلّ».

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لمركز آثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی لقاء له مع أعضاء لجنة هیئات «عشرة الفجر» فی المساجد – أشار إلى الدور البارز الذی نهضت به المساجد منذ أوائل الثورة وإلى یومنا هذا وقال: لقد قیل الكثیر حول تأثیر المسجد على قیام واستمرار الثورة ودوره فی النظام الإسلامی ولیس ذلك بخافٍ على أحد.
وذكّر آیة الله الیزدی بالخشیة من الله تعالى مستشهداً بآیة من القرآن الكریم وأضاف: مضافاً إلى الخشیة والخوف من الله تعالى فقد اُشیر فی آیتین كریمتین إلى عدم الخوف من غیر الله عز وجل؛ بمعنى أنه ینبغی على طائفتین أن لا یخشوا إلا الله كی یتأهّلوا لبلوغ الآمال؛ الاولى هم المبلغون والدعاة لدین الله تعالى والثانیة هم بُناة المساجد وعُمّارها.
وتابع سماحته قائلاً: فلا ینبغی لمبلغی دین الله أن یخشوا أحداً غیر الله ذلك أن أعداء هذا الدین یبذلون غایة وسعهم كی لا تشاع حقیقة الدین والقرآن الكریم بین الناس. ومن هنا فعلى اُولئك الذین یرغبون فی أن یخلفوا رسول الله (صلّى الله علیه وآله) فی الامة وینهضوا بدور الأنبیاء فی مجتمعاتهم أن لا یخشوا أی شیء وأن یوطّنوا أنفسهم على مواجهة كلّ خطر وإلا فسیقفلون راجعین من منتصف الطریق.
وإشارة إلى أنّ على الدعاة الحقیقیین للدین أن یعدّوا أنفسهم للمخاطرة بأموالهم وأنفسهم وسمعتهم، تابع سماحته قائلاً: إن ورثة الأنبیاء (علیهم السلام) هم الذین یرغبون فی سلوك سبیلهم، فلا ینبغی إذن الخوف من أی شیء سوى الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: أنا لم أر فی حیاتی إلا شخصاً واحداً لم یخش غیر الله تعالى وقد صرّح بذلك أیضاً وهو سماحة الإمام الخمینی الراحل (قدّس سرّه) الذی قال: «لم أخش طیلة عمری من أحد غیر الله عزّ وجلّ».
وتابع اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة قائلاً: إذا لم نستطع أن نكون كالإمام الراحل فلنجتهد على الأقل فی أن ینصبّ توجّهنا على الله تعالى وأن نعلم بأن القدرة بیده وحده، فإنه تعالى إن أراد بنا شرّاً أو خیراً فلن یستطیع أحد منعه من ذلك.
وفی إشارة إلى الوضع المعیشیّ للإمام الخمینی (رحمه الله) قبل نهضته بالثورة قال سماحته: لقد كان إمامنا الراحل فی زمن من الأزمنة مدرّساً بسیطاً فی الحوزة العلمیّة بقمّ لا مال له ولا جاه ولم یكن یرغب فی جمع المریدین حوله، لكنّه فی الوقت ذاته كان قد شخّص أنّ تكلیفه هو الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر.
وأردف العلامة قائلاً: عندما نهض الإمام بالثورة لم یكن لكبار علماء ذلك الزمن ولا حتّى لزملائه أیّ أمل فی أن تؤتی هذه النهضة اُكُلها. لكنّه (قدّس سرّه) مضى فی طریقه معتقداً بوجوب أداء التكلیف حتّى ظفر بالنصر، والسرّ فی ذلك هو خشیته من الله جلّ وعلا وعدم خوفه من غیره.
واستطرد سماحته مؤكّداً على ضرورة عدم الخشیة من غیر الله عزّ وجلّ فقال: یتعیّن علینا أن نُهیّئ أنفسنا لتحمّل المصاعب والمحن، ذلك أنّ طریق الدین هو الطریق الذی سلكه سیّد الشهداء (علیه السلام) وفدى نفسه وأصحابه فیه. لذا فلا ینبغی أن نرجع من منتصف الطریق خوفاً من التضحیة بمال أو نفس أو سمعة.
وأضاف اُستاذ الأخلاق قائلاً: لابدّ من نبذ الراحة والدعة ومواجهة الشدائد والمصاعب.
وفی معرض إشارته إلى أنّ تاریخ الثورة الإسلامیة فی إیران هو من النماذج التی قلّ نظیرها فی العالم، بل ولعلّه منقطع النظیر قال: مثلما لفض اُناسٌ فی صدر الإسلام أنفاسهم الأخیرة تحت وطأة التعذیب الوحشیّ من دون أن یفرّطوا بدینهم أو حتّى أن یظهروا استیاءهم من التعذیب لئلاّ یَسُرّوا قلوب المشركین، فقد شاهدنا إبّان الثورة الإسلامیّة نماذج من هذا القبیل، وقد فاضت أرواح بعضهم أثناء التعذیب، لكن من المؤسف أن هذه التضحیات الجسام لم یسجّلها التاریخ كما ینبغی.
وإذ بیّن آیة الله الیزدیّ أنّنا إذا لم نمتلك مثل هذه الهمم العالیة فلا ینبغی – على الأقل – أن نخشى نقص الدخل والمال فإنّه قال: وفقاً للقرآن الكریم فإنّه لا ینهض ببناء المساجد وإعمارها إلاّ مَن «أَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ یَخْشَ إِلاّ الله»؛ أی لیس الخوف من الله تعالى هو وحده الضروریّ، بل إنّ من شروط عمارة المساجد أیضاً هو عدم الخوف من غیر الله.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أیضاً: إذا تهیّأ المرء لتحمّل المحن والشدائد واشتغل لمرضاة الله عزّ وجلّ فإنّ الله یعلم كیف یعینه وینصره ویجعل الأثر المطلوب فی فعله ویدخل فی قلوب المؤمنین محبتَّه، والنموذج الأبرز الذی نشاهده الیوم لذلك هو شخص قائد الثورة الإسلامیّة الإمام الخامنئی (حفظه الله) فهذه قلوب الملایین تهفوا إلیه شغفاً وحبّاً، وهذا لعمری هو فعل الله جلّ شأنه.
وقال سماحته: على الإنسان أن یُعدّ نفسه تدریجیّاً ویعوّدها على جعل أهوائه تحت قدمیه والتضحیة فإذا فَعَل ذلك مدّ الله سبحانه له ید العون والنصرة.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى بتاریخ 16 كانون الثانی 2013 فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...