بیان لمنهج تفسیر القرآن بالقرآن

فی المؤتمر الوطنیّ الذی اُقیم تحت شعار «المنهج التفسیریّ للعلاّمة الطباطبائیّ» تطرّق عضو مجلس خبراء القیادة إلى بیان معنى منهج تفسیر القرآن بالقرآن الذی انتهجه العلاّمة الطباطبائیّ (رحمه الله).

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ فقد اعتبر رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی المؤتمر الوطنیّ الذی اُقیم تحت شعار «المنهج التفسیریّ للعلاّمة الطباطبائیّ» - اعتبر هذا المفسّر العظیم شخصیّة استثنائیّة، وقال مشیراً إلى قول الشهید صدوقی: لو حُذف العلاّمة الطباطبائیّ (رحمة الله علیه) من الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة فلن یبقى لهذه الحوزة ‌أیّ امتیاز.
وتابع العلاّمة محمّد تقی مصباح الیزدیّ حدیثه ذاكراً بعض النماذج فقال: لابدّ من فهم مراد العلاّمة (رحمه الله) من منهج تفسیر القرآن بالقرآن، وهل إنّ مراده منه هو أنّنا لسنا بحاجة من أجل تفسیر القرآن إلى‌ أیّ علم أو شاهد أو قول للأئمّة (علیهم السلام) وأنّه بالإمكان تفسیر القرآن بالرجوع إلى نفس القرآن فقط دون الإفادة من سائر العلوم الاخرى؟‌ام إنّ مراده أعمق من ذلك؟
وأضاف قائلاً: ممّا لا شكّ فیه أنّ سماحة العلاّمة لا یذهب إلى الادّعاء بأنّ القرآن عندما یطرح مسائل من قبیل الصلاة، وذی القرنین، ویأجوج ومأجوج، وأصحاب الكهف، وما إلى ذلك فإنّ من الممكن فهم أحكام وتفاصیل هذه القضایا من خلال نفس القرآن ومن دون الرجوع إلى أیّ علم آخر.
واستطرد عضو مجلس خبراء القیادة فی حدیثه قائلاً: بغیة فهم كلام المتكلّم لابدّ من معرفة الشواهد والقرائن الحافّة بكلامه، ولیس فهم كلام العلاّمة (قدّس سرّه) بمستثنىً من هذه القاعدة. فقد طرح العلاّمة الطباطبائیّ تفسیر القرآن بالقرآن فی وقت كانت مناهج تفسیریّة من قبیل تفسیر القرآن بالنظر إلى بطونه، والتفسیر باستخدام علوم الأعداد، والتفسیر عبر تطبیق المعطیات القرآنیّة على العلوم التجریبیّة، والتفسیر من خلال الاكتفاء بروایات الأئمّة (علیهم السلام) مطروحة فی الساحة.
وأوضح عضو مجلس خبراء القیادة أنّ التفسیر یعنی بیان مراد المتكلّم من ظاهر كلامه وقال: إذا أحبّ شخص أن یعرف قصد المتكلّم من كلامه فمن البدیهیّ أن یعرف أدبیّات لغته ومفرداتها وقواعد الصرف والنحو فیها وقواعد بلاغتها. ومن هنا فإنّ حاجة تفسیر القرآن إلى هذه الاُمور أمر مفروغ منه ومن الضروریّات التی لا ینكرها العلاّمة الطباطبائیّ على الإطلاق.
ثمّ أضاف سماحة الیزدیّ مشیراً إلى نماذج معیّنة: كما وقد توجد أثناء التكلّم أحیاناً قرائن لیس لها مصادیق فی زماننا الحاضر، ومن هنا ینبغی الإحاطة بعلم التاریخ للوقوف على مثل هذه القضایا.
ولدى بیان اُستاذ الفلسفة والتفسیر أنّه یتعیّن من أجل تفسیر مراد المتكلّم وفهم كلامه معرفة القرائن الحافّة بكلامه وقال: إنّ حاجة مفسّر القرآن إلى العلوم التی تبیّن هذه القرائن هو أمر طبیعیّ ومفروغ منه.
وذكر العلاّمة مصباح الیزدیّ أنّ التفسیر لا یقتصر على الاكتفاء بكلام المعصوم (علیه السلام) لفهم القرآن الكریم وأضاف: لقد نزل القرآن لجمیع البشر وهو أحیاناً یخاطب حتّى المشركین وأهل الكتاب، فلو كان الأمر كما یقول هؤلاء بالاكتفاء بكلام المعصوم (علیه‌السلام) فی تفسیر القرآن لكان ینبغی على المشركین الرجوع إلى كلام المعصوم (علیه السلام) من أجل فهم كلام الله، فی حین أنّ القضیّة لم تكن بهذه الصورة، بل إنّ القرآن قد نزل باُسلوب یفهمه كلّ متَلَقٍّ.
وقال أیضاً: عندما یطرح القرآن الكریم مبحثاً فإنّه وإنْ كان مفهوماً للمخاطب لكنّ ذلك لا یعنی بالضرورة أنّه سیبیّن كلّ ما یتعلّق بهذا المبحث من مصادیق وتفاصیل. فمثلاً عندما یتطرّق القرآن إلى الصلاة فإنّ أصلها – وهو المناجاة – مفهوم وواضح للجمیع لكنّ القرآن لیس فی مقام بیان أحكامها وخصائصها.
وأوضح رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ بطون القرآن وتأویلاته لا تمتّ إلى تفسیره بِصِلة وقال: مضافاً إلى المسائل الـمُثبَتة بشكل قطعیّ فإنّ هناك فی جمیع العلوم مسائلَ ظنّیةً وقد یختلف أصحاب الرأی فیها أیضاً؛ كما فی علم الفقه حیث قد یُطرح رأیان مختلفان تماماً حول مسألة واحدة. ولذا لا ینبغی توقُّع الحصول على رأی نهائیّ حول مسألة بحیث لن یأتی أحد برأی مخالف فیها أبداً.
وأضاف سماحته: عندما طرح سماحة العلامة الطباطبائیّ منهج تفسیر القرآن بالقرآن فإنّه لم یدّع بأنّ ما طرحه من خلال هذا المنهج هو كامل ولا ینتابه أیّ إبهام ولیس فیه‌ أیّ خلاف، بل إنّ القضیّة الأساسیّة التی كانت تشغل باله هی أنّ منهج التفسیر یختلف عن منهج العرفان والكلام والفلسفة والعلوم التجریبیّة، وأنّ أفضل سبیل لفهم كلام المتكلّم الحكیم هی الإفادة من كلام نفس المتكلّم، ولا یعنی ذلك أنّنا - من أجل فهم القرآن الكریم وتفسیره - لسنا بحاجة إلى أحادیث الأئمّة (علیهم السلام) وقواعد الأدب العربیّ على الإطلاق.
یُذكر أنّ هذا المؤتمر قد عُقد فی یوم 3 أیّار 2012م فی قاعة مؤتمرات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

 

آخرین محتوای سایت

راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...