حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من المسؤولین الرفیعی المستوى فی وزارة الدفاع إلى أنواع الرؤى للوجود وللحیاة وقال: إنّ من هذه الرؤى ما یضیّق الوجود فی حیّز المادیّات ویحصر الحیاة فی هذه الدنیا، أمّا الرؤیة الاُخرى، وهی الرؤیة الدینیّة والإسلامیّة، فهی لا ترى هذه الدنیا سوى اُلعوبة وتعتبر أنّ الحیاة الحقیقیّة هی الحیاة الآخرة.
وأضاف العلامة مصباح الیزدیّ قائلاً: كثیرون هم المعتقدون بالآخرة، أمّا اُولئك، الذین بالإضافة إلى اعتقادهم بالآخرة فإنّهم ینظّمون حیاتهم فی الدنیا على أساس هذا الاعتقاد، فهم معدودون إلى درجة أنّ الناس ـ حسب مضمون تعبیر أمیر المؤمنین (علیه السلام) ـ لا یعتبرون من یعیش بهذه الصورة عاقلاً.
ورأى آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ قیمة عمل المرء وجهده إنّما یحدّدها نوع الرؤیة التی یحملها وقال: فی نظامنا الإسلامیّ، حاله حال الأنظمة الاُخرى، هناك نشاطات وفعالیّات مختلفة، وإنّ جماعة فیه تتولّى مسؤولیّة الدفاع عن الوطن ضد هجمات المعتدین. فلو انحصر هدف هؤلاء فی تأمین المتطلّبات المادّیة والدفاع عن التراب والماء فحسب، فما هو الفرق بین نظامنا الإسلامیّ والنظام الماركسیّ یا ترى؟ فالسعی والمثابرة لا یشكّلان قیمة إلهیّة إلاّ إذا ترافقا مع الرؤیة الإلهیّة للحیاة الدنیا.
وعبر الاستعراض لعیّنات من سِیَر أئمّة أهل البیت (صلوات الله علیهم أجمعین) اعتبر العلاّمة مصباح الیزدیّ أنّ تلك النماذج النیّرة من حیاتهم (علیهم السلام) كانت من نتائج الرؤیة والفكر الإسلامیّین وقال: لقد أرانا الله هذا النمط من التفكیر عبر عظماء من أمثال الإمام الخمینیّ الراحل (رحمه الله).
ومن خلال بیان أبعاد شخصیّة الإمام الخمینیّ (رضوان الله تعالى علیه) وخصوصیّاته،أوضح سماحته أنّ شجاعة الإمام الخمینیّ كانت نابعة من نمط رؤیته وقال: فی الوقت الذی لم تكن فیه القوى السلطویّة الكبرى فی العالم لتجرؤ على ذكر اسم أمریكا من دون احترام وتبجیل، أطلق الإمام صرخته المشهورة: «أمریكا غیر قادرة على ارتكاب أیّ حماقة» وهذا إنّما هو نابع من تلك الرؤیة الإسلامیّة نحو الحیاة. فالخدمة فی نظام قام على أساس الدین والإسلام وبقیادة شخصیّة فذّة كهذه، تختلف كلّ الاختلاف عن الخدمة فی نظام ماركسیّ والدفاع عن نظام حكومة غیر إلهیّ.
وعبر تأكید سماحته على أنّه لیس للماء والتراب بذاتهما قیمة قال مشیراً إلى وصایا الشهداء: شهداؤنا لم یبذلوا أنفسهم من أجل الماء والتراب، بل إنّهم قدّموا أرواحهم على طریق الدین وفی سبیل الله، وهذا هو ما رفع من شأنهم وزاد من قیمتهم.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة القول: من المؤسف أنّ الكثیر من مسؤولینا، وبعد مضیّ 32 عاماً على انتصار الثورة الإسلامیّة، ما زالوا یحملون ما یشبه الأفكار المادّیة ویحصرون قیمة أعمالهم ونشاطاتهم ضمن حدود تلبیة الحاجات المادّیة.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدیّ: ادّعاء التدیّن أمر یسیر جداً، بید أنّنا لن نكون صادقین فی ادّعائنا هذا إلاّ إذا نظرنا باحترام لكافّة الأحكام الإسلامیّة وكنّا على استعداد لبذل النفس فی سبیل تطبیقها.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى یوم السادس من تشرین الأوّل من العام الجاری فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.