العلامة مصباح الیزدیّ: الإیمان بالاُسس الفكریّة الصحیحة هو الممهّد لتحوّل عظیم فی العالم نحو كمال لا نهایة له

قال عضو مجلس خبراء القیادة: إنّ حصیلة عمری الدراسیّ وما توصّلت إلیه بعد هذه السنین الطویلة من طلب العلم فی الحوزة العلمیّة یتلخّص فی أنّ القضیّة الاُولى التی یتعیّن علینا حلّها والإیمان بها (إیماناً یكون ذا أثر فی أعمالنا) هو أنّ نفهم لأیّ شیء خُلقنا، وما هو طریقنا، وإلى أین وجهتنا؟

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی حشد من أساتذة الجامعات ونخبها إلى أنّ الفرصة أصبحت الیوم، وبفضل الثورة الإسلامیّة، سانحة لعمل الشباب ومثابرتهم وقال: على الشبیبة الیوم أن یعملوا بكلّ جدّ واجتهاد یحدوهم الأمل الواعد والثقة بالنفس موجّهین نشاطاتهم باتّجاه التخطیط لمستقبل البلاد وإدارتها.
ولدى تأكید العلامة مصباح الیزدیّ على أنّه من أجل حثّ الخطى نحو التنمیة والرقیّ بالمعنى الحقیقیّ للكلمة فإنّنا بحاجة إلى أفكار بُنیویّة، أضاف سماحته: إذا وضعنا أیدینا على هذه الفرضیّات والمبادئ الفكریّة فسیكون باستطاعتنا حینئذ خلق تحوّل عظیم نحو كمال لا نهایة له فی بلدنا، بل وفی العالم أجمع.
وعبر استدلاله بآیة من الذكر الحكیم قال سماحته: هذه المبانی الفكریّة فی الحقیقة تقوم مقام الجذور، فما إن تشتدّ وتتعمّق فی الأرض حتّى یزداد الأمل بثبات الشجرة وإعطائها الثمر الیانع والقیّم، لكنّه إذا لم تترسّخ تلك المبانی بما یكفی فستكون التنمیة كشجرة بلا جذور لا دوام لها.
وتابع رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مشیراً إلى مسألة تقصّی العلل فی التعامل مع المسائل المختلفة وقال: فی تعاملنا مع القضایا المختلفة یتعیّن علینا، عوضاً عن السعی وراء المعلولات والنتائج، التفتیش عن العلل والأسباب، وهذا هو نهج الأنبیاء (علیهم السلام) فقد كانوا دوماً یبحثون عن العلاج الجذریّ فی معالجتهم للاُمور.
واستعرض آیة الله الیزدی بضعة تساؤلات منها: ما هو الإنسان، ولأیّ شیء خُلق؟ ومن أین أتى، وإلى أین یذهب؟ وقال: هذه الأسئلة تُعدّ أسئلة أساسیّة وجوهریّة لكنّها قد لا تتبادر إلاّ إلى أذهان خمسة بالمائة من الناس فقط.
وأضاف سماحته قائلاً: للإجابة على هذه الأسئلة هناك طریقان؛ فإمّا أن یُرجَع بها إلى الفلاسفة الذین ربّما یكونون قد ضلّوا سبیلهم وسط طرق الفلسفة الوعرة ومتاهاتها المتشعّبة، أو تُعرَض على الوحی والدین لیُفهَم حینئذ أنّ الاختلاف بین قیمة الإنسان وسائر الحیوانات هو كالتفاوت بین الشیء المتناهی والغیر المتناهی؛ بمعنى أنّ الإنسان قد خُلق من أجل مقام خلافة الله، ولیس هذا المقام فی كثرة الطعام وحسن المظهر وأناقة الثیاب، بل هو مقام معنویّ یكون حصیلة التكامل فی الروح.
وقال آیة الله الیزدیّ متابعاً: وتناسباً مع هذا المقصد فإنّ الطریق الذی یتعیّن سلوكه هو طریق العبودیّة لله تعالى.
وأضاف اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة قائلاً: على الرغم من أنّنا جمیعاً تقریباً نعتقد بهذه الأجوبة، إلاّ أنّ هذه العقیدة لیست حیّة فی نفوسنا بما یكفی لتؤثّر تأثیراً عمیقاً على سلوكیّاتنا، والسبب هو النزوات النفسیّة والمتطلّبات المادّیة كحبّ الجاه والمال - التی تغلب على الإنسان فتجرّه إلى الغفلة.
وتابع سماحته القول: ما هو المثل الذی علینا احتذاؤه من أجل التنمیة والتقدّم؟ هل هو النموذج الغربیّ المتطوّر فی الظاهر؟ فإن كان الأمر كذلك فالإسلام لا یؤیّدنا فی هذه الفكرة، بل لابدّ أن نبنی نموذجنا فی الحیاة والحكومة على أساس حكومة علیّ بن أبی طالب (علیه السلام)، بالطبع لا یعنی ذلك أن نترك جانب التقدّم والتطوّر، بل المقصود أن لا یكون الأساس الفكریّ لنهجنا هو هذا التطوّر.
وفی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى الأزمة الاقتصادیّة التی تعصف بأمریكا والغرب قال سماحته: نفس هذا الاقتصاد الذی كان یوماً المثل الأعلى لشعبنا، والذی كان خبراؤنا فی الاقتصاد یعدّون خططهم الاقتصادیّة على أساسه، هو الیوم آیل إلى الزوال فی أمریكا وغیرها من الدول، ذلك أنّ تطوّرهم قد استند إلى ركائز هشّة كان من المسلّم أنّها لن تبقى على قوّتها ولن تصمد لفترة طویلة.
واستطرد العلامة مصباح الیزدیّ قائلاً: إنّ حصیلة عمری الدراسیّ وما توصّلت إلیه بعد هذه السنین الطویلة من طلب العلم فی الحوزة العلمیّة یتلخّص فی أنّ القضیّة الاُولى التی یتعیّن علینا حلّها والإیمان بها (إیماناً یكون ذا أثر فی أعمالنا) هو أن نفهم لأیّ شیء خُلقنا، وما هو طریقنا، وإلى أین وجهتنا؟
یُذكر أنّ هذه المراسم قد اُقیمت یوم الخمیس الموافق للسابع من تشرین الأوّل 2010م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی قمّ المقدّسة.
 

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...