مشکاة

تُصنَّف المحبّة تصنیفاً آخر حسب شدّتها وضعفها. فكلّنا قد جرّب هذه الحالة؛ وهی أن نحبّ اُموراً، لكن لیس إلى درجة أن یشغل حبّها قلوبنا وندیم التفكیر فیها، بل أن یقتصر على ابتهاجنا عند رؤیتها، ومیلنا إلى الاُنس بها، وعدم كُرهنا إیّاها. لكنّ المحبّة تكون أحیاناً على درجة من الشدّة بحیث تستحوذ على قلب المرء بتمامه فلا یعود یفكّر إلاّ بما تعلّق حبّه به. یقول القرآن الكریم فی وصف المؤمنین: «الَّذِینَ ءَامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للهِ»[1]، والشدّة هی فی مقابل الضعف؛ فعندما تصبح محبّة البعض لله أشدّ، یغدو حبّهم لما سواه أضعف. فإنّ احتواء القدح على الماء

الجلسة الاولی؛ محبّة الله مراتب محبّة الله وشروطها إضاءة