آیة الله مصباح الیزدیّ: انّ الفهم الصحیح للمعارف والاطّلاع على مكائد الشیاطین هما طریقتان لنیل البصیرة

آیة الله مصباح الیزدیّ: انّ الفهم الصحیح للمعارف والاطّلاع على مكائد الشیاطین هما من جملة الطرق لنیل البصیرة.

آیة الله مصباح الیزدیّ: انّ الفهم الصحیح للمعارف والاطّلاع على مكائد الشیاطین هما من جملة الطرق لنیل البصیرة.

قال آیة الله مصباح الیزدی مشیراً إلى ضرورة أن یكون المسلمون على بصیرة من أمرهم: إنّ من جملة الطرق لنیل البصیرة هو الفهم الصحیح للمعارف والاطّلاع على مكائد الشیاطین ومخطّطاتهم.

وفی إشارة إلى تأكید ولیّ أمر المسلمین (مدّ ظلّه) على مسألة البصیرة، قال: یتمتّع الإنسان ـ مضافاً إلى المدارك والحواسّ الظاهریّة ـ بالحواسًّ الباطنیّة، وإنّ البصیرة هی نوع من الرؤیة والنورانیّة الباطنیّة التی من شأنها أن تنقذ الإنسان فی مواطن الإبهام والفتن من الوقوع فی حبائل الشیاطین.

وفی معرض كلام العلاّمة مصباح الیزدیّ عن أنّ إلقاء الشبهات من قبل الشیاطین یؤدّی إلى حرمان الإنسان من الرؤیّة المعنویّة والبصیرة قال سماحته: إنّ الإفادة من إرشادات القرآن والأنبیاء والعمل وفقاً لها من شأنهما الوقوف دون ابتلاء المرء بالعمى الباطنیّ.

وأشار عضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ استخدام المفاهیم المفتقرة إلى تعاریف واضحة والتی لم تعیّن مصادیقها هی من جملة السبل المتّبعة لبثّ الشبهات وأضاف: «الحرّیة» هی واحدة من تلك المفاهیم حیث إنّ السامع لها یتصوّر فی ذهنه مفهوماً جمیلاً لها، ولطالما استُغلّت هذه الكلمة على مدى التاریخ استغلالاً سیّئاً.

وقال سماحته: الحرّیة من وجهة نظر الإسلام هی التحرّر من التعلّقات الدنیویّة وعدم التشبّث بالمقام والثروة، بید أنّ الحرّیة التی تكون بمعنى أنّ الإنسان هو كائن لا قید یقیّده ولا حدّ یحدّه وهو بإمكانه فعل ما یشاء فلیست هی الحرّیة المطلوبة، وإنّ من روّاد هذا الفكر أمریكا وهی مستمرّة بهذا النهج ما دام لا یشكّل ضرراً على مصالحها وهی تسعى إلى تصدیر هذا التفسیر للحرّیة إلى مختلف أنحاء العالم لتتغلغل هی فى المجتمعات من خلال شعار الحرّیة وتستثمره بما یعود علیها بالنفع وعلى الآخرین بالمضرّة.

وقال آیة الله مصباح الیزدیّ فی معرض تبیینه لنماذج من المخطّطات الأمریكیّة الرامیة إلى التوغّل فی البلدان الأخرى: لقد سعت أمریكا ـ‌كخطوة اُولى‌ـ إلى بثّ ثقافة انعدام الغیرة والحمیّة فی أفكار الناس تحت شعار تحمّل الآخر والتساهل والتسامح، وإنّنا نشهد للأسف آثار ذلك حتّى فی إیران الإسلامیّة.

واستطرد رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: وحیث إنّه من غیر الممكن نشر مثل هذه الثقافة فی بلد إسلامیّ تربّى شعبه فی مدرسة الإمام الحسین (علیه السلام)، فقد ولجوا من باب آخر وجعلوا هذه الثقافة فی مقابل العنف والإرهاب وطفقوا یروّجون لها فی البلدان الإسلامیّة تحت یافطة التسامح والتساهل. ومن خلال الإعلام المكثّف وبذریعة انتقاد سلوك نهج العنف والخشونة سعوا إلى نشر ثقافة التسامح والتساهل، والحرّیة، والاختلاط بین الفتیان والفتیات، والترویج للثقافات البعیدة عن الإسلام بل وحتّى المعادیة له.

وأضاف سماحته قائلاً: إنّهم یستندون حتّى إلى الدین الإسلامیّ بغیة نشر مثل هذه الثقافة ویقدّمون الإسلام بعنوان انّه دین تسامح وتساهل، ومن جانب آخر یسعون إلى ذمّ روح العنف موحین بأنّ حركتهم تنتهج نهج الدین لیلقوا فی نهایة المطاف شبهاتهم الشیطانیّة مستخدمین وسائل وألفاظاً جذّابة.

وفی إشارة إلى الدور الذی تنهض به البصیرة قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: یتعیّن علینا دوماً أن نشخّص التلاعب بالألفاظ ونناقش العلّة من وراء اختیار هذا اللفظ دون غیره. فبعد عدّة سنوات من نشر ثقافة الحرّیة وانتهاج منهج محاربة العنف والإرهاب وتصدیر هذه الثقافة إلى مختلف نقاط العالم تأتی أمریكا الیوم لتخطو فی سبیل نیل مآربها فتهجم على العراق وأفغانستان بحجّة مقارعة الإرهاب؛ ولكنّها فی الوقت ذاته عندما تفوز حكومة حماس القانونیّة بالسلطة فی فلسطین بواسطة أصوات الشعب ومن خلال انتخابات نزیهة بإذعان كلّ المؤسّسات الدولیّة فهی لا تعترف بها رسمیّاً بل تُحِلّ محلّها حكومة غیر مشروعة. فهنا لو كانت البصیرة قد انتُهِجت والعلل من وراء التأكید على تلك الألفاظ والثقافة قد استبانت، لما استطاعت أمریكا أن تجنی كلّ تلك الثمار.

وقال سماحته بعد ذكره لآیات من القرآن الكریم: لابدّ لنا من النظر فی المراد من التسامح والتساهل والعنف؛ ومع أیّ صنف من الناس یكون العنف أو التساهل هم المطلوب؟ فالذی یفكّر، عالماً عامداً، فی توجیه ضربة للإسلام والمسلمین فعلینا التعامل معه بصلابة وحزم ولا یحقّ لأحد القول بأنّه یتعیّن علینا اتّباع منهج التسامح معه أیضاً. أمّا فی التعامل مع المحرومین أو أولئك الذین أخطأوا عن غفلة وضلالة فالمداراة معهم مطلوبة.

وأضاف آیة الله مصباح الیزدیّ: لیس هناك مجال للرأفة فی عملیّة تنفیذ الحدود الإلهیّة، وكما أنّه یجب عدم تخطّی مجال الحدود الإلهیّة، فإنّه لا یجوز التهاون فی تنفیذها.

وفی نهایة كلمته قال سماحته: إنّ من جملة السبل المتاحة لتحصیل البصیرة هی الفهم الصحیح للمعارف والتعرّف على مكائد ومخطّطات الشیاطین.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الاجتماع قد اُقیم یوم السبت الموافق 2009/10/17م فی صالة المؤتمرات فی مبنى مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...