صوت و فیلم

صوت:

فهرست مطالب

الجلسة السادس عشر: الخوف والرجاء الصادقان

تاریخ: 
پنجشنبه, 27 مرداد, 1390

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 18 آب 2011م نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

الخوف والرجاء الصادقان

طرح مسألة

«وَتَحَرَّزْ مِنْ إِبْلِیسَ بِالْخَوْفِ الصَّادِقِ وَإِیَّاكَ وَالرَّجَاءَ الْكَاذِبَ فَإِنَّهُ یُوقِعُكَ فِی الْخَوْفِ الصَّادِقِ»1
إنّ من جملة المفاهیم التی تمّ التأكید علیها فی تعالیم الأنبیاء، لاسیّما القرآن الكریم ومن بعده روایات أهل البیت (صلوات الله علیهم أجمعین)، وطُرحت حولها مباحث عدیدة هو مفهوم «الخوف» وفی مقابله مفهوم «الرجاء». وشبیه بالبحث الذی أوردناه حول الحزن فهناك بحث حول الخوف أیضاً. فقد أسلفنا إنّ الحزن - وفقاً للثقافة العالمیّة - هو أمر لا قیمة له ولا یتمتّع بأیّ مكانة بین القیم الإنسانیّة وإنّ علماء النفس یبذلون غایة وسعهم لإبعاد الإنسان عن كلّ ما یورثه الغمّ والحزن. وهناك حول الخوف ما یشبه هذا الكلام أیضاً. فقد شاهدتُّ یوماً یافطة كُتب علیها نقلاً عن علیّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) قوله: «أعظم الذنوب الخوف»! ولا أدری ما هو مصدر هذا الحدیث، بید أنّه من المعروف أنّ الخوف مذموم فی علم النفس. كما أنّهم یؤكّدون فی العلوم التربویّة على ضرورة تربیة الطفل بحیث لا یخاف من أیّ شیء. وقد تكون لهذا الكلام صحّة فی الجملة؛ لكنّه مبهم. فإنّنا نشاهد فی المقابل بأنّ الخوف والخشیة وما یعادلهما تُذكر فی القرآن الكریم بعنوان كونها قیماً إیجابیّة ویتمّ التأكید على ضرورتها أیضاً. وبغضّ النظر عن الآیات التی تأتی على ذكر الخوف بصراحة فكلّما ذُكرت كلمة التقوى ومشتقّاتها تقریباً فإنّه یندرج فیها مفهوم الخوف أیضاً. فالوقایة تعنی حفظ النفس والتقوى هی أن یحفظ الإنسان نفسه من الخطر. فعندما یحاول الإنسان حفظ نفسه من شیءٍ مّا فذلك لأنّه یخشى ضرره، ومن هنا فإنّ كلمة «التقوى» تتعدّى أحیاناً إلى یوم القیامة كما فی قوله: «وَاتَّقُواْ یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَى اللهِ»2، كما قد استخدم «الخوف» فی آیة اُخرى لیعطی نفس المعنى أیضاً؛ وهو قوله: «یَخَافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ»3. وعلى أیّة حال فلیس ثمّة من شكّ فی أنّ للخوف والخشیة وما یشابههما منزلة خاصّة فی التعالیم الإسلامیّة.
وهنا یُطرح السؤال التالی: هل هناك تضادّ بین مفاهیم القرآن الكریم والمفاهیم العلمیّة المطروحة فی علم النفس؟ إذ یقول علماء النفس: یتعیّن على الإنسان أن یحاول أن لا یخاف من أیّ شیء. لكنّه هناك – فی المقابل - تأكید مبرم فی القرآن والسنّة على ضرورة الخوف من الله، ومن یوم القیامة، ومن العذاب الإلهیّ. فكیف لنا أن نجمع بین الاثنین؟

فِعل الله لا یخلو من حكمة

المقدّمة التی قدّمتها فی المحاضرة السابقة تنفع هنا أیضاً. فقد قلنا: إنّ ما خلقه الله تعالى فی وجود الإنسان لیس لغواً. فالخوف هو أیضاً حالة شعوریّة وانفعالیّة فی كیان الإنسان ولیس هو من قبیل اللغو، ولابدّ أن یُستخدم فی موضع معیّن. لكنّ المهمّ هو أن نفهم أین نستخدمه وممّن، أو من أیّ شیء یجب، علینا أن نخاف؟

ینبغی الخوف من المعصیة

وهنا نضیف مقدّمة اُخرى وهی أنّه لیس فی الله سبحانه وتعالى - ذاتاً - ما یوجب الخوف منه. فالله یتّصف بمنتهى الرأفة والرحمة. فالخوف من الله إذن یرجع لأنّه سبحانه لا یدع أعمالنا الاختیاریّة القبیحة من دون عقاب، طبعاً بشرط أن یكون الذنب كبیراً وأنّ صاحبه لم یتُب منه بل ویصرّ علیه أیضاً و...الخ. إذن فالخوف من الله عزّ وجلّ هو - فی الحقیقة - خوف من عقابه وعذابه. كما أنّ العذاب الإلهیّ لا یأتی عبثاً أیضاً فهو فی الحقیقة بمثابة ردّ نتیجة أعمال الشخص القبیحة له. فإنّ علّة ما یحیق بالإنسان من أشكال المصائب والمحن والحرمان والعذاب فی الدنیا والآخرة هی الذنوب التی یقترفها نفس الإنسان. إذن فما ینبغی أن نخاف منه - أصالةً - هو نفس ذنوبنا وخطایانا. ومن هنا فقد جاء فی الخبر: «لا یَرجوَنّ أحد منكم إلاّ ربّه ولا یخافنّ إلاّ ذنبه»4. ولهذا فإنّ زمان العقاب ومكانه یكون مخیفاً أیضاً. ومن هنا فإنّنا نقول تارة: نحن نخاف الله، ونقول تارة اُخرى: نحن نخاف من یوم القیامة، ونقول تارة ثالثة: نحن نخاف من جهنّم. وإنّ مآل جمیع ذلك فی الحقیقة إلى خوفنا من ذنوب أنفسنا.

معنى الخوف ومراتبه

یظنّ البعض أنّ للخوف والجُبْن نفس المعنى، فی حین أنّ الجبن هو صفة أخلاقیّة فی وجود الإنسان تجعله لا یجرؤ على الإقدام على مهمّات الاُمور. وهی صفة قبیحة تقع فی مقابل الشجاعة. أمّا الخوف فیغطّی طیفاً واسعاً من حالات الإنسان؛ فمرتبة من مراتب الخوف تكون غیر اختیاریّة، وهی ما یطلق علیها علماء النفس حالة انعكاسیّة؛ كأن ینتفض المرء عند سماعه لصوت عالٍ ومفاجئ. وهی حالة غیر اختیاریّة وغیر مذمومة إطلاقاً ولا یتعلّق بها أمر ولا نهی. أمّا المرتبة التی تلیها فإنّ لاختیار المرء وشعوره وتحلیله الذهنیّ أثراً طفیفاً فی ظهورها على الرغم من أنّها تحدث بسرعة فائقة، ویتعلّق بها الأمر والنهی أیضاً. یقول القرآن الكریم عندما واجه نبیّ الله موسى (علیه السلام) سحر السحرة: «فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً مُّوسَىٰ»5. وقد جاء فی الخبر أنّ خوف موسى (علیه السلام) هذا كان من أن یرتعب الناس من هذا السحر فیضیع الحقّ. فإن كان الأمر كذلك فإنّ هذا الخوف كان قد حصل بعد تفكیر وتأمّل. وقد تصل مراتب الخوف إلى درجة توشك روحُ المرء فیها على الانفصال عن جسده. وكلمة الخوف تطلق على كلّ هذه المراتب.

هل الخوف محبَّذ أم غیر محبَّذ؟

هل الخوف هو حالة حسنة یا ترى؟ كما سبق أن قلنا فی المحاضرة الماضیة فإنّه لیس لأیّ من الخوف أو الحزن أو السرور حُسن أو قُبح من الناحیة الأخلاقیّة بذاته؛ بل إنّ الأمر یرتبط بالحال التی یظهر فیها وبالعامل المسبّب له وبكمّیته وكیفیّته. فالإنسان بشكل طبیعیّ یقلق عندما یشعر بالخطر أو یصیبه الضرر فتنتابه حالة من الخوف. فهذه الحالة فی حدّ ذاتها لیست هی فضیلة ولا رذیلة أخلاقیّة. لكنّه إذا تغلّبت هذه الحالة على المرء وأصبحت حالة ثابتة فیه وصار یخشى باستمرار من أن تُسلب منه النعمة الفلانیّة أو یفقد كرامته واحترامه عند الناس أو یُطرد من منصبه أو ما إلى ذلك فهی حالة سیّئة تعیقه عن أداء واجباته وتجعله دائم الاضطراب. أمّا إذا كان الخوف مساعداً على تكامل الإنسان روحیّاً ومعنویّاً وتقریبه إلى الله فهو خوف حسن. وهذه هی الحكمة من وجود الخوف عند الإنسان؛ وهی أن یحفظ المرءَ من الأخطار ویحول بینه وبین الوقوع فی أشراك الشیاطین والأعداء. فإنّ ما یحظى بأهمّیة عند المؤمن هو السعادة الأبدیّة، ولیس الاُمور الدنیویّة. إذن فخوف المؤمن یكون من تبعات أعماله فی عالم القیامة والتی تتجسّد فی جهنّم؛ فهو لذلك یخاف منها.

خوف أهل المعرفة

لكنّ الخوف من العذاب هو أوطأ مراتب الخوف عند المؤمن. فللمؤمنین - حسب مراتب إیمانهم ومعرفتهم - أشكال اُخرى من الخوف هی أعظم قیمة بكثیر من هذا الخوف؛ كالخوف من السقوط من عین الله تعالى. فالذین یشكون من ضحالة فی المعرفة لا یعرفون قیمة لطف الباری عزّ وجلّ، ولذا لا یحظى هذا الأمر بأهمّیة عندهم. فعندما یرید القرآن الكریم أن یوضّح عاقبة أهل الشقاء فإنّه یقول: «وَلا یَنظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ»6. فهل فكّرنا یوماً بأنّه ما الذی سیحصل إذا لم ینظر الله إلینا یوم القیامة؟ وهل یتمتّع هذا الأمر بأهمّیة عندنا أساساً، أم إنّ المهمّ عندنا هو الحصول على نعم الجنّة؟ فالأطفال الذین یتمتّعون بفطرة سلیمة یدركون هذا النمط من العذاب؛ فإنّ أقسى أنواع العذاب للطفل هو أن تستاء اُمّه منه فلا تلتفت إلیه، لكنّ قلیلی المعرفة من الناس لا یدركون مثل هذه العلاقة مع الله، فكیف لهم أن یعرفوا ما الذی سیحصل إذا استاء الله منهم. لكنّه فی الیوم الذی یكونون فیه بحاجة لمثل هذه النظرة فسیدركون مدى شدّة العذاب الناجم من حرمانهم منها. فبعض عباد الله یخشون استیاء الله منهم وعدم تحدّثه إلیهم، ولا یخافون من جهنّم. وهذا أیضاً نمط من أنماط الخوف من الله. فكلّ مَن حاز حبّ الله فی قلبه كان خوفه من استیاء الله أكثر، وحتّى إذا كان متنعّماً بألطاف الله تعالى فإنّه یخشى انقطاع تلك الألطاف.
فإذا أمعنّا النظر فی أحوالنا وسلوكیّاتنا الاختیاریّة فسنلاحظ أنّ العامل من وراء حركاتنا ونشاطاتنا الاختیاریّة هو إمّا خوف الضرر أو رجاء النفع. وإنّ اختلاف الناس فی سلوكیّاتهم ناشئ عن اختلافهم فی تشخیص الضرر أو النفع؛ وإلاّ فأیّ تصرّف یقوم به أیّ امرئ فإنّ الغایة منه هو دفع ضرر ما عن نفسه أو جلب نفع ما لها. فلابدّ أن یكون أحد هذین العاملین الاختیاریّین مؤثّراً فی جمیع أفعالنا الاختیاریّة. حتّى العاشق فإنّه یشعر - بسبب سلوكه مع معشوقه - بلذّة عقلانیّة ولطیفة فی روحه وهو یسعى عن غیر وعی وراء هذه اللذّة. إذن فهو أیضاً یفتّش عن لذّة نفسه من خلال عدّة وسائط.
إذن فسلوكنا الاختیاریّ هو إمّا لدفع ضرر أو لكسب فائدة. فعندما نحتمل وجود الضرر تصدر منّا ردّة فعل طبیعیّة لهذا الاحتمال تدعى «الخوف». فالخوف إذن هو حالة طبیعیّة تحصل عند احتمال الضرر، ولا نكاد نجد فی عالم الطبیعة إنساناً لا یكون الضرر محتملاً بالنسبة له. أمّا بالنسبة للمؤمن فهناك أضرار أهمّ من تلك وهی الأضرار الاُخرویّة. ومن هنا فإنّ من أهمّ العوامل التی تدفعنا للمضیّ فی طریق الكمال هو الالتفات إلى الأضرار التی تهدّد سعادتنا الأبدیّة. فالالتفات إلى هذه الأضرار یوجب الخوف؛ وهو حالة الانفعال التی تحصل للإنسان فی مقابل احتمال الضرر. وإنّ تأكید القرآن الكریم على مفاهیم من قبیل الخوف، والخشیة، والتقوى، والوجل، والرهبة، وأمثالها ثمّ الإطراء علیها بأشكال شتّى یأتی من باب أنّ هذه الحالات هی أهمّ العوامل لحركة الإنسان التكاملیّة. وبالطبع فإنّ هذه الحالات تقترن برجاء النفع أیضاً، وإنّ كلا العاملین مهمّ؛ غیر أنّ تأثیر الخوف یفوق تأثیر الرجاء. نفهم من ذلك أنّ الخوف یُعدّ عاملاً مهمّاً من عوامل السعادة؛ هذا – بالطبع – إذا كان الخوف من الأخطار المعتنى بها، ولیس ثمّة من ضرر یمكن أن یُعتنى به بالنسبة للمؤمن أشدّ من الأخطار الاخرویّة؛ وهی الأخطار المتعلّقة بالساحة الإلهیّة المقدّسة. ومن هنا فلابدّ من تقویة هذا الخوف.

كیف یبعد الخوفُ الصادق الشیطانَ

إنّ أفضل آثار الخوف من الأضرار الاُخرویّة هو حفظ المرء فی مقابل الشیطان. فعندما یرید الشیطان أن یوسوس للإنسان ویدفعه إلى اقتراف المعصیة فإنّه یزیّنها فی نظره بحیث یظنّ الإنسان أنّ فیها ألفَ درجة من اللذّة. وإنّ العامل الوحید الذی یمكنه جعل المرء یصمد فی وجه تزیینات الشیطان ویجعلها غیر ذات أثر علیه هو حالة الخوف من التبعات السیّئة للذنب التی تتمثّل، بالدرجة الاُولى، فی العذاب الاُخرویّ والحرمان من رضوان الباری عزّ وجلّ والسقوط من عین الله. فإن أردنا أن لا نقع فی أشراك الشیطان إلاّ قلیلاً، أو أن لا نقع على الإطلاق إن شاء الله، فإنّه یتعیّن علینا السعی وراء حالة الخوف الحقیقیّ. فإنّنا نتظاهر بالقول: إنّنا نخاف الله، لكنّنا عندما نتأمّل فی الموضوع جیّداً نلاحظ أنّ خوفنا من الله لیس جدّیاً. ومن ناحیة اُخرى فنحن ندّعی رجاء رحمة الله تعالى. فبعض المذنبین یقولون تبریراً لأعمالهم القبیحة: «إنّ رحمة الله واسعة وسیغفر لنا. نحن نرجو رحمة الله»! ونفس هذه التبریرات هی من تسویلات الشیطان أیضاً. فطالما أكّد النبیّ الأعظم وأئمّة أهل بیت العصمة والطهارة (صلوات الله علیهم أجمعین) على أنّ العدید من أشكال الخوف التی تدّعونها لیست هی من نوع الخوف الصادق، كما أنّ العدید من ألوان رجائكم لیست من صنف الرجاء الحقیقیّ، ولابدّ أن تجتهدوا لیكون خوفكم ورجاؤكم صادقین. فإذا كان المرء یخشى شیئاً فسیحاول الابتعاد عنه. فنحن نقول: إنّنا نخشى عذاب الله، لكنّنا نسعى لاقتراف الخطیئة. فأیّ خوف هذا؟! إنّه خوف كاذب. ومن جانب آخر فإنّنا ندّعی رجاء رحمة الله سبحانه. لكنّ الذی یرجو شیئاً فإنّه یحاول أن یبلغه بسرعة. وكلّما زاد رجاء المرء بشیءٍ مّا فسیزداد سعیه للوصول إلیه. لكنّنا إذا لم نسع وراء أمر ما فذلك بسبب استبعادنا لحصول النتیجة منه. فلو كنّا نأمل حقیقةً أنّه سیعطی النتیجة المرجوّة فسنبذل جهدنا للوصول إلیه بسرعة. فالذی یدّعی الرجاء ثمّ لا یمارس العبادة فهو یكذب؛ فكیف یبذل غایة المجهود لبلوغ الامور الاخرى التی یُرجى نیلها فی الدنیا فی حین أنّه لا یبذل أدنى جهد للظفر برحمة الله تعالى على الرغم من قوله: إنّنی أرجو رحمة ربّی؟! إذن فادّعاؤه هذا لا یعدو كونه كذباً.
یقول الإمام الباقر (سلام الله علیه) لجابر: «وتحرّز من إبلیس بالخوف الصادق وإیّاك والرجاء الكاذب فإنّه یوقعك فی الخوف الصادق»؛ فإن رُمتَ أن تُصان من شرّ الشیطان فعلیك بالخوف الصادق وتجنّب الرجاء الكاذب! لأنّه یوقعك فی موقف یستدعی منك الخوف الصادق. فإذا كان للمرء رجاء كاذب فی شیء؛ كأن یقول: إنّنی أرجو رحمة الله، ثمّ لا یسعى لكسبها، فسیوقعه هذا الرجاء الكاذب فی فخّ المعصیة التی ستجعله فی موقف یستلزم منه خوفاً صادقاً، أی العذاب. وقد تكرّرت عبارة: «الخوف الصادق» فی هذا المقطع مرّتین مع فارق بسیط بین الاثنین. فعندما یقول (علیه السلام): «وتحرّز من إبلیس بالخوف الصادق» فهو یقصد: حاول أن تستشعر خوفاً جدّیاً، وعندما یقول: «وإیّاك والرجاء الكاذب فإنّه یوقعك فی الخوف الصادق» فهو یرید: أنّ رجاءك الكاذب سیوقعك فی فخّ الخطیئة التی ستجعلك فی موقف یتطلّب منك خوفاً صادقاً. وكأنّ كلمة: «موقف» هی مقدّرة قبل عبارة: «الخوف الصادق» وقد حُذفت.

أعاذنا الله وإیّاكم إن شاء الله


1. تحف العقول، ص286.

2. سورة البقرة، الآیة 281.

3. سورة النور، الآیة 37.

4. نهج البلاغة، الحكمة 82.

5. سورة طٰه، الآیة 67. 

6. سورة آل عمران، الآیة 77.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...