صوت و فیلم

صوت:
,

فهرست مطالب

الجلسة الرابعة والعشرون: الصلاة تحطم التکبر

تاریخ: 
يكشنبه, 14 شهريور, 1389

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 5 أیلول 2010م الموافق للیلة السادسة والعشرین من شهر رمضان المبارك من العام 1431ﻫ، نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

الصلاة تحطّم التكبّر

«... وَالصَّلاَةَ تَنْزِیهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْر ...»
تحصی مولاتنا الزهراء (سلام الله علیها) فی القسم الثانی من هذه الخطبة الشریفة أسرار عدد من العناوین التی یطرحها القرآن الكریم. وقد أوردنا فی المحاضرة الماضیة توضیحاً مقتضباً للعنوان الأوّل ألا وهو الإیمان. أمّا العنوان الثانی الذی ذكرته الزهراء (علیها السلام) فهو الصلاة، حیث تقول: «وَالصَّلاَةَ تَنْزِیهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْر».
العلل المذكورة فی هذه الكلمات لتلك العناوین لا تعطی معنى العلل التامّة للتشریع؛ وهذا یفسّر لنا تشابه هذه العلل تارة واختلافها تارة اُخرى مع ما ذُكر منها لنفس هذه العناوین فی نهج البلاغة. أساساً إنّ السرّ فی اختیار إحدى تلك العلل وذكرها هنا هو أحد أمرین؛ فإمّا أن تكون هذه العلّة هی الأبرز والأهمّ مقارنة بغیرها، أو أن تكون هی العلّة المتناسبة مع مقام البحث.
النقطة الاُخرى التی تستحقّ الذكر هی أنّ العلل التی تشترك فیها جمیع العبادات، من قبیل التقرّب من الله، وكسب رضاه، والتثبیت، والتمرین على العبودیّة، وما إلى ذلك هی معلومة من ناحیة، وإنّ تكرار سردها جمیعاً مع كلّ واحد من تلك العناوین هو بعید عن البلاغة من ناحیة اُخرى.

التكبّر عدوّ العبودیّة

تقول سیّدتنا الزهراء (سلام الله علیها): إنّ السرّ من وراء تشریع الله للصلاة على العباد وتأكیده علیها فی كتابه العزیز هو إنقاذ الناس من براثن التكبّر. والسؤال الذی یتبادر إلى الذهن هنا هو لماذا تعطى صفة الكبر هذا الحجم من الأهمّیة إلى درجة أنّ الله تعالى یشرّع الصلاة من أجل التطهیر منها، أو هی الخصوصیّة الأبرز للصلاة على أقلّ تقدیر، على الرغم من وجود الكثیر من الصفات المذمومة الاُخرى؟ والنقطة التی تسترعی الالتفات هنا هی أنّ طریق التقرّب إلى الله أساساً بل السبیل الوحید لبلوغ السعادة الأبدیّة یكمن فی العبودیّة، وإنّ ما یتعارض مع هذا الهدف هو الإحساس بالكبر. فالعبودیّة تعنی أنّنی لا أملك أیّ شیء من نفسی: «عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَ یَقْدِرُ عَلَى شَیْءٍ»1؛ أمّا المتكبّر فلسان حاله یقول: إنّنی عظیم جدّاً ولن اُطأطئ رأسی لأیّ أحد مهما كان! فإذا تحوّلت هذه الصفة فی النفس إلى ملَكة فسوف لن یكون المرء على استعداد لأن ینحنی حتّى أمام الباری عزّ وجلّ. والحال أنّ الطریق الوحیدة لسعادة الإنسان هی خضوعه التامّ بین یدی الله تعالى. فی زمان النبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) عرض علیه جماعة من شیوخ قبائل العرب مقترَحاً مفاده أنّنا مستعدّون لقبول الإسلام ووضع أرواحنا وأموالنا تحت تصرّفك بشرط أن تعفینا من السجود فی الصلاة، فلیس من شأننا أن نمرّغ جباهنا فی التراب. فقال لهم النبیّ (صلّى الله علیه وآله): «لا خیر فی دین لیس فیه ركوع وسجود»2، فإذا رغبتم فی الإسلام فعلیكم القبول بسجوده أیضاً. فبعض الناس مستعدّون للتضحیة بأنفسهم وأموالهم بشرط أن لا یسجدوا لله! فكم روح التكبّر والغرور متجذّرة فی كیان هؤلاء!

التكبّر كان العامل من وراء طرد إبلیس

وهذا هو عین المرض الذی كان یشكو منه إبلیس والذی تسبّب فی لعنه وطرده من رحمة الباری عزّ وجلّ بعد ستّة آلاف سنة من العبادة. فقد كان غارقاً فی العبادة إلى درجة أنّه لم یكن یختلف عن باقی الملائكة فی شیء، ولهذا فقد شمله الأمر الموجّه إلى الملائكة بالسجود أیضاً، لكنّه رفض السجود قائلاً: «أَنَا خَیْرٌ مِّنْهُ»3. فإذا أحببنا أن نترجم كلام إبلیس باللغة المعاصرة نقول: «أمرُك هذا لیس له تبریر عقلائیّ! فالشخص الأقل قیمة هو الذی ینبغی أن یخضع للأكبر قیمة، وبما أنّنی مخلوق من النار، والنار أشرف من التراب، فإنّنی أشرف من آدم»! فقد ساق قیاساً ورتّب استدلالاً غافلاً عن أنّ المسألة فی الحقیقة هی طاعة لله وخضوع فی مقابل عظیمٍ یستحیل افتراض من هو أعظم منه. هذا فی حین أنّه لم یُنقل أنّ إبلیس قد عصى ربّه ولو مرّة فی غضون تلك الآلاف من السنین، لكنّه بعد كلّ تلك السنین أذنب ذنباً واحداً وهو أنّ الله تبارك وتعالى قال له: اسجد لآدم. فقال: لن أسجد. فكیف لهذا الذنب الواحد أن یوجب طرده من رحمة الله عزّ وجلّ، والتغاضی عن عبادته لستّة آلاف سنة؟ وإذا شئنا أن نعرض الشبهة بلغتنا العصریّة یتعیّن القول: أیّ عدالة هذه فی أن یتغافل الله تعالى عن عبادة ستّة آلاف سنة بسبب ذنبِ ساعة؟ لكنّ فتاوانا ومقاییسنا فی حساباتنا لمثل هذه الموارد تختلف عن تلك التی لله عزّ وجلّ. فكأنّ الله یقول له: هذا العصیان وهذا الاستنكاف من السجود هو مؤشّر على أنّك منذ الیوم الأوّل لم تكن مصمّماً من أعماق قلبك على امتثال أیّ أمر آمرك به.
فالإیمان هو أن یتعهّد المرء بأن یطیع الله بكلّ ما یأمره، وهو لن یكون مقبولاً إلاّ إذا اعتقد المرء بأنّ كلّ أمر إلهیّ هو واجب الامتثال من دون قید أو شرط. فإن قال أحدهم: إنّنی اُذعن لكلّ أوامر الله عزّ وجلّ لکننی استثنی أمراً واحداً، فهذا غیر مقبول، إذ أنّ الإسلام لا یقبل إیماناً فیه استثناء، ولابدّ للإیمان أن یكون مطلقاً. فقولهم: «نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ»4 هو بمثابة الكفر المطلق. فإذا علم الشخص بحقیقة من حقائق الإسلام ثمّ أنكرها، فهو كمَن أنكر الإسلام كلّه؛ ذلك أنّه إذا كان قد اعتنق الإسلام لوجه الله، فعلیه أن یقبل هذه الحقیقة أیضاً؛ لأنّها أیضاً من الله. فإن لم یقبل بها، صار معلوماً حینها أنّه أساساً لم یؤمن بباقی الحقائق من أجل الله تعالى، بل لاُمور اُخرى؛ مثلاً لأنّ الإیمان بها لا یسبّب له ضرراً، أو لكونها سهلة، أو لا تخالف هواه، أو لسبب آخر. فشخص كهذا یفتقد روح الإیمان. ومن هنا فالأمر لا یخرج عن حالتین: إمّا أن یقبل ویؤمن بكلّ ما یقوله الله تعالى، أو لا یقبل؛ فالحالة الاُولى هی إیمان، والاُخرى هی كفر؛ فالإیمان الذی یشكّل نسبة 99 بالمائة هو مساو لذلك الذی نسبته صفر بالمائة.

الطغیان على الله تعالى

من الممكن أن یكون المرء تاركاً للصلاة ولم یمتثل لحكم الله حتّى مرّة واحدة فی حیاته؛ لكنّه یعترف خجِلاً من نفسه قائلا: إنّنی متقاعس، وقد غلبتنی الشهوة والغضب، لكنّ حكم الله واجب الامتثال، وإنّنی خجل من نفسی وآمل أن اُوفّق إلى التوبة وأعوّض ما فات. فهذا لیس بالكفر. الكفر هو عندما یعترض الإنسان على حكم الله قائلاً: أیّ حكم هذا؟ أو أن یقول مثلاً: ما الفرق بین الصلاة قبل طلوع الشمس أو بعدها؟! فالذی یستدعی الكفر هو عدم القبول بحكم الله تعالى. أمّا إذا اعتقد المرء بالحكم الإلهیّ، لكنّه شعر بالخجل والتقصیر فهذا، وإن كان عصیاناً عظیماً، إلاّ أنّه لا یؤدّی إلى الكفر.
فمفاد قول إبلیس: «لَمْ أَكُن لأَِسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ»5 هو: لم یكن أیّ داع لأن توجّه الأمر لی بالسجود لآدم، وإنّ أمرك لم یكن عن تعقّل! ومن هنا فإنّه عندما وصل الأمر إلى هذا الحدّ، كان ردّ الباری عزّ وجلّ: «فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِیمٌ * وَإِنَّ عَلَیْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى یَوْمِ الدِّینِ»6، لیأتی قول القرآن بعد هذه الحادثة: «وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِینَ»7؛ أی: لقد كان یضمر فی نفسه منذ البدایة فكرة: أنّنی لا أقبل بالامتثال لأیّ أمر إلهیّ! ولقد قال هنا عن تعجرُف أیضاً: لن أسجد! فالأمر لم یقتصر على عدم العمل بسجدة واحدة فحسب؛ بل إنّ كلامه هذا یفصح عن كفره. فقول البعض فی أشعارهم ومواعظهم إنّ إبلیس قد رمى به الدهر إلى هذا المصیر لعدم امتثاله لسجدة واحدة هو غیر حقیقیّ، فالقضیّة لم تكن مجرّد سجدة واحدة، لأنّ البعض قد یترك الصلاة لأعوام متمادیة ثمّ یوفّق إلى التوبة ویؤوب إلى جادّة الصواب. إذن فاللعنة الأبدیّة التی أصابت إبلیس كانت بسبب تركه الإیمان.
وقد توجد فی أنفسنا نحن أیضاً بعض مراتب روح الطغیان هذه، والأمارة على ذلك هی أنّ الإنسان لا یطیق أقلّ إهانة له بل وقد یترك واجباً بسبب بعض التبرّم والانزعاج. فالناس متفاوتون فی مقدار ما یحملونه فی قلوبهم من خزین التكبّر، غیر أنّ مقداراً قلیلاً من هذه الصفة الذمیمة یُعدّ خطیراً؛ خاصّة إذا علمنا أنّ هذه الصفة كالبذرة تنمو وتكبر لتستوعب تدریجیّاً تمام قلب الإنسان وهو أمر بالغ الخطورة.
نحن موافقون على أنّ طریق السعادة الأبدیّة هو العبودیّة لله، وأنّ هدف الخلقة أساساً هو هذا أیضاً: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ»8، وأنّ العبادة تمثّل منتهى التصاغر والتضاؤل بین یدی الله عزّ وجلّ. فإنّ ألدّ أعداء هذا الهدف هو التكبّر والغرور. ففی عالم الخلقة لم یبلغ أحد مقام سیّد المرسلین محمّد (صلّى الله علیه وآله) فی الفضیلة، لكنّه ـ مع ذلك ـ كان یستیقظ بعد منتصف اللیل من رقاده ویخرّ لله ساجداً واضعاً جبینه على التراب، ویقول وهو یئنّ تأوّهاً ودموعه تجری على وجنتیه: «اللهمّ لا تَكِلْنی إلى نفسی»9. فما هی درجة إدراكه لله عزّ وجلّ حتّى یتذلّل بهذا الشكل فی حضرة الإله المتعال؟ إذن یتعیّن علینا أن ندرك هذا الصِّغَر والذلّة بین یدی الله تعالى كی نصل تدریجیّاً إلى مقام القرب الإلهیّ. ومن أجل الوصول إلى مثل هذا المقام علینا السعی منذ الخطوة الاولى إلى اجتثاث جذور الكبر من قلوبنا وشحنها بالتواضع. وإنّ أفضل السبل التی قیّضها الله لجمیع البشر من أجل بلوغ هذا الغرض هی «الصلاة». فینبغی لنا أن نخرّ إلى التراب عدّة مرّات فی الیوم واضعین أشرف عضو من أبداننا علیه لنجسّد منتهى الخضوع والتذلّل فی أنفسنا؛ لماذا؟ «تَنْزِیهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْر»، لأنّه عزّ وجلّ یرید أن یربّیكم تربیة توصلكم إلى ذلك المقام الرفیع الأمر الذی لا یحصل إلاّ فی ظلّ التذلّل بین یدی العزیز الجبّار. فما دام فی قلب المرء ولو ذرّة من الكبر، فهو لن یصل إلى ذلك المقام.

جذور الكفر

لقد ذُكر الكبر والحسد والحرص فی روایات أهل البیت (علیهم السلام) بعنوان كونها اُصولاً للكفر؛ بمعنى أنّه إذا توفّرت تلك الصفات فی قلب المرء فستكون كالبذور التی تخضرّ شیئاً فشیئاً ویصیر لها ساق وأغصان وأوراق ثمّ تثمر وما ثمارها إلاّ الكفر! إذ أنّ من لوازم الكبر أن یقول المرء: «لا یتعیّن على الإنسان أن یقبل بكلّ ما یقول الله عزّ وجلّ لأنّ الإنسان له عقل. فالنبیّ قد طرح اُموراً قبل 1400 سنة بما ینسجم مع ظروف ذلك العصر وثقافته وقد كان بعضها صحیحاً وبعضها الآخر غیر صحیح ویحتاج إلى عرضه للنقد والمناقشة»! وانطلاقاً من هذه الروح وتحت شعار قابلیّة القرآن للنقد یصنّف البعض كتاباً ضدّ القرآن یقولون فیه: «لابدّ من طرح القرآن على طاولة النقد؛ فما وافق العلم منه فهو صحیح، وما لم یوافق علیه العلم فلابدّ من نبذه جانباً»! وما منشأ هذه الروح إلاّ الكبر. ولا أستبعد أبداً أنّنا لو تفحّصنا وتقصّینا بواطن جمیع الشخصیّات التی كانت تمثّل أئمّة الضلال وأئمّة الكفر لوصلنا إلى نتیجة مفادها أنّ العامل الأساسیّ لانحرافهم كان التعجرف والكبر والغرور.
فإذا كان لهذه الصفة كلّ هذه الأهمّیة، ألیس من المناسب أن یشرّع الله عزّ وجلّ الصلاة تطهیراً من هذا الفساد واجتثاثاً لجذوره؟ فهذه الخاصّیة البارزة للصلاة تفتقر إلیها سائر العبادات. ولقد وردت فی القرآن الكریم تعابیر خاصّة فیما یتعلّق بالسجود؛ إذ یقول عزّ من قائل: «وَمِنَ الَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَیْلاً طَوِیلاً»10، ولا یخطر فی بالی تعبیر مشابه لهذا ورد بخصوص أیّ عبادة اخرى. فالباری تعالى یقول أوّلاً: فلیكن سجودكم فی جوف اللیل؛ ذلك أنّ ذهن الإنسان یكون أقلّ انشغالاً فی الظلمة والخلوة والسكون. ویقول ثانیاً: «لَیْلاً طَوِیلاً» ولیس بضعة دقائق. أی: علیك ان تقضّی لیلاً طویلاً فی السجود والتسبیح.
كان اُویس القرنیّ یقول فی بعض اللیالی: هذه اللیلة لیلة سجود، فكان یقضّیها من أوّلها إلى آخرها فی السجود. كما ونُقل عن أحوال المرحوم الشیخ حسن علیّ النخودكیّ أیضاً أنّه كان یقضّی ساعات طویلة فی سجدة أو ركعة واحدة. إذ یروی أحد خدّام حرم الإمام علیّ بن موسى الرضا (علیه السلام): فی إحدى اللیالی التی کانت تهطل فیها الثلوج توجّهتُ إلى الحرم الطاهر سحراً لرفع أذان الصبح، فرأیته الشیخ النخودكیّ إلى جوار قبّة الحرم راكعاً وقد تراكم على ظهره حوالی أربعة أصابع من الثلج. فلمّا اقتربت ساعة الأذان أتمّ صلاته وقام فنفض عن نفسه الثلج وذهب. ولقد أعطى الله تعالى لهذا العبد الصالح من الكرامات بحیث إنّه كان یعالج أمراض الناس بحبّة الكشمش والتمر. فإذا علم هذا الشخص المفوّض أمره إلى لله إلى هذا الحدّ ـ أنّ الله یحبّ أن یقضی لیله راكعاً له أو ساجداً، فسوف یقول من فوره: سمعاً وطاعة! فما دمتَ یا إلهی تحبّ ذلك فسأسجد لك حتّى السحر! فیقول الله تعالى فی جوابه: بما أنّك عبدی، فسأجعل شفاء المرضى على یدك. فأیّ معاملة هذه! ألا یستحقّ الأمر كلّ هذا؟ «وَمِنَ الَّیْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَیْلاً طَوِیلاً»؛ فكُنْ عبداً، وتصاغَر أمام الله من اللیل حتّى الصباح، واسجد له، لأنّ السجود یمثّل أسمى صور التصاغر والتذلّل فی حضرة الإله المتعال. ومن هنا نفهم أیّ كلام حكیم أطلقته الزهراء (سلام الله علیها) وأی أسرار مخبّأة فی كلماتها.
نسأل الباری المتعال بحقّ الأنفاس القدسیّة لمولاتنا الزهراء (علیها السلام) أن یُتحفنا بأریج من تلك الحقائق، وأن یوفّقنا لعبادة مقبولة، إن شاء الله.


1. سورة النحل، الآیة 75.

2. بحار الأنوار، ج18، ص203.

3. سورة ص، الآیة 76.

4. سورة النساء، الآیة 150.

5. سوة الحجر، الآیة 33.

6. سوة الحجر، الآیتان 34 و35.

7. سورة البقرة، الآیة 34.

8. سورة الذاریات، الآیة 56.

9. بحار الأنوار، ج18، ص204.

10. سورة الإنسان، الآیة 26. 

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...