صوت و فیلم

صوت:
,

فهرست مطالب

الجلسة الخامسهَ والخمسون: عاقبهُ الامهُ التی تترک علیا علیه السلام

تاریخ: 
چهارشنبه, 18 خرداد, 1390

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 8 حزیران 2011م نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

عاقبة الاُمّة التی تترك علیّاً علیه السلام

تطرّقنا فی المحاضرات الأخیرة إلى الخطبة التی ألقتها فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) على نساء المهاجرین والأنصار اللواتی جئن لعیادتها. ویمكننا فی الواقع أن نقسّم هذه الخطبة إلى ثلاثة أقسام. ففی القسم الأوّل توبّخ (علیها السلام) المهاجرین والأنصار على تركهم لعلیّ (علیه السلام) وحرمان أنفسهم من سعادة الدارین. وفی القسم الثانی تقارن الزهراء (سلام الله علیها) بین علیّ (علیه السلام) ومَن اختاره الناس خلیفة علیهم فتقول: «أهل البیت (علیهم السلام) هم قادة المجتمع البشریّ وهداته، أمّا هؤلاء فهم التابعون المتخلّفون عن الركب. فكیف تتركون القادة الهداة وتتمسّكون بالتابعین»؟! أمّا فی القسم الثالث فإنّها (علیها السلام) تتنبّأ بما سیكون علیه مصیر هذه الاُمّة.

الاختیار المثیر للعجب

بلغنا فی المحاضرة الماضیة إلى حیث تقول الزهراء (سلام الله علیها): «أَلا هَلُمَّ فَاسْمَعْ» وهی عبارة تُستعمل عند إظهار التعجّب من أمرٍ مّا «وَمَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ عَجَبَا» وهو مثل عربیّ معناه: كلّما امتدّ عمرك أراك الدهر فی كلّ یوم جدید شیئاً عجیباً. وشبیه بذلك ما یقال بالفارسیّة: لو لم یرَ المرء فی كلّ یوم أمراً عجیباً أصابه العمى. «وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ» وهذه العبارة مقتبسة من الآیة الخامسة من سورة الرعد. «لَیْتَ شِعْرِی‏ إِلَى أَیِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا» وهنا توجّه كلامها إلى نساء المهاجرین والأنصار قائلة: بأنّ رجالكم قد أساءوا الاختیار وأخطأوا السبیل. والأمر العجیب الذی تشیر إلیه الزهراء (علیها السلام) بشكل إجمالیّ: ما هو الدلیل والمعیار الذی استند إلیه المهاجرون والأنصار فی سلوكهم لهذه الطریق؟! هل كان المال هو السبب؟ فنحن نعلم أنّ أحداً لم یدفع لهم درهماً ولا دیناراً. هل كان الذین انتخبوهم ذوی شخصیّات مرموقة وشهرة كبیرة بحیث إنّ الجمیع یعرفهم ویحبّهم؟! فإنّنا نعلم أنّهم لم یكونوا من هذا القبیل من الناس. هل كان المنتخَبون من أهل العبادة والتقوى الفائقة ممّا جعلهم محبوبین عند العامّة حتّى سارعوا إلى اختیارهم؟ كلاّ، فإنّهم لم یُعرَفوا بهذا القدر من العبادة والتقوى. هل كان المختارون فی السقیفة من الشجعان الأشاوس الذین تشهد لهم سوح الوغى بمختلف صور البسالة ویشار إلیهم بالبنان لبطولاتهم؟ كلاّ، فلم یكن هذا الامتیاز من نصیبهم أیضاً. یاللعجب! إذن ما السبب الذی دفع الناس بعد انقضاء بضع ساعات فقط على رحیل الرسول الكریم (صلّى الله علیه وآله) إلى اختیار هؤلاء؟!
یُنقل عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) أنّ تبریر القوم لفعلتهم هو أنّ خلافاً قد وقع بین المهاجرین والأنصار، ولـمّا كنّا نحن المهاجرین من قرابة النبیّ (صلّى الله علیه وآله) وأهل بلده فقد جعلوا الخلافة فینا! لكنّه إذا كانت علّة الاختیار هی القرابة من رسول الله (صلّى الله علیه وآله) فإنّنی علاوة على كونی من أبناء بلده فإنّنی ابن عمّه وزوج ابنته ومن عترته، فلِمَ لم یقع الاختیار علَیّ؟! فإن كان المناط فی الانتخاب هی القرابة للنبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) فمَن هو أقرب إلیه منّی یا ترى؟! «إذا احتجّ علیهم المهاجرون بالقرب من رسول الله (صلّى الله علیه وآله) كانت الحجّة لنا على المهاجرین بذلك»1، «أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم علیهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلّموا إلیكم الإمارة وأنا أحتجّ علیكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار»2.
تقول مولاتنا الزهراء (سلام الله علیها): لیتنی علمت ما هو السند الذی استندوا إلیه فی هذا الأمر. «وَإِلَى أَیِّ عِمَادٍ اعْتَمَدُوا وَبِأَیَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا»؛ فإنّ الإنسان إذا شعر بقرب سقوطه من مكان مرتفع سارع للتشبّث بموضعٍ مّا والتمسّك بعروة وُثقى تنجیه من السقوط، لكنّ هؤلاء القوم الذین تمسّك الناس بهم لا یشكّلون عروة محكمة وُثقى. «وَعَلَى أَیَّةِ ذُرِّیَّةٍ أَقْدَمُوا وَاحْتَنَكُوا» وما هو المعیار الذی جعلهم یتّبعون هؤلاء القوم؟ وما الدلیل الذی دفعهم إلى إعطاء ظهورهم لذرّیة النبیّ (صلّى الله علیه وآله) وعترته وسیطروا علیهم؟! ثمّ تستشهد (سلام الله علیها) بآی من الذكر الحكیم فتقول: ««لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِیرُ»3 «وَبِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلاً»4 أی بئس البدل الذی اتّخذه الظالمون. «اسْتَبْدَلُوا وَاللهِ الذَّنَابَى بِالْقَوَادِمِ وَالْعَجُزَ بِالْكَاهِل» فعوضاً عن وقوع اختیارهم على مَن له قصب السبق فی الإسلام فی التقوى والشجاعة والبسالة وفی جمیع الفضائل الاخرى فقد اختاروا مَن تخلّف عن أمثال هذه الاُمور ولم یمتز بأیّ فضیلة أو كمال، وبدلاً من أخذهم بالرأس فقد أخذوا بالذنَب.
«فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً»5 «أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا یَشْعُرُون»6؛ والمعاطس جمع «معطس» وهو موضع العطاس؛ وهو ما یقال للأنف إذا اُرید التعبیر عنه بأدب. وقد جرت عادة العرب أن یقولوا لمن یریدون إذلاله وتحقیره بشدّة أو الإخبار عن هلاكه: «رغم أنفه»؛ أی: مُرِّغ أنفه فی التراب. إذن فمعنى قولها (علیها السلام) هو: «فلتمرَّغ فی التراب اُنوف من یحسبون أنّهم قد أحسنوا صنعاً فی حین أنّهم من المفسدین غیر أنّهم لا یدركون ذلك». «وَیْحَهُمْ «أَفَمَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلاّ أَنْ یُهْدَىٰ فَمَالَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ»7، تعود (علیها السلام) هنا للتمسّك بالقرآن فتقول متسائلة: «هل یجب اتّباع الشخص الذی یدلّ على طریق الحقّ ویهدی إلیه أم إنّه ینبغی السیر وراء من لا یعرف الطریق وهو نفسه یحتاج إلى دلیل وهادٍ؟! فمَن هو الأولى بالاتّباع منهما؟

نتیجة الركون إلى أهل السقیفة

ثمّ تطرح البتول (سلام الله علیها) بعد ذلك أمراً عبر اُسلوب یشوبه الاستهزاء والسخریة، وهو فنّ من فنون البلاغة التی استخدمها القرآن الكریم أیضاً. فلقد جاء فی الآیة التاسعة والأربعین من سورة الدخان أن أهل النار إذا أصابهم الظمأ وطلبوا الماء ناولهم زبانیة جهنّم ماء حمیماً یحرق أحشاءهم قائلین لهم: «ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ»؛ إشرب! فإنّك على جانب من العزّة والاحترام عندنا ممّا یجعلنا نقدّم لك هذا الماء المغلیّ. فإذا قُدِّم للمرء ماء مغلیّ یحرق أحشاءه ثمّ قیل له: «هنیئاً مریئاً! أیّ شراب لذیذ هذا! نحن نقدّم لك هذا الشراب احتراماً لك!» فإنّ لهذه الكلمات وقعاً على نفسه هو أشدّ إیلاماً وإحراقاً من الماء المغلیّ نفسه. فلیس هناك صنف من أصناف العذاب بما فی ذلك العذاب النفسیّ إلاّ وهو موجود فی نار جهنّم.
فالاُسلوب الساخر الذی تستخدمه الزهراء (سلام الله علیها) فی هذه الخطبة یتّخذ هذه الحالة. فهی (علیها السلام) تقول: «أَمَا لَعَمْرِی لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنتجُ ثُمَّ احْتَلبُوا مِلْ‏ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَذُعَافاً مُبِیداً»؛ هل أنتم فرحون جدّاً بأن استولیتم على ناقة الخلافة وامتطیتموها وأطلقتهم لها العنان مسرعین؟! فقرّوا عیناً بها! لكنّه قسماً بالله إنّه لن یمضی وقت طویل حتّى تضع هذه الناقة الحبلى حملها، وحینئذ لن تحصلوا منها على لبن طازج فیه شفاء لكم كما تظنّون، بل ستحلبون من ضرعها وعاء طافحاً بدم عبیط، وسمّ زعاف یكون فیه هلاككم. «هُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ»8 وحینئذ سیخسر السالكون لسبیل الباطل. «وَیعرفُ التَّالُونَ غِبَّ مَا أسّسَ الأَوَّلُون» وسیعرف التالون لكم ما أسّستم لهم من سوء العاقبة. «وَأَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِم» فإنّی اُبشّركم أنّه لن تكون عاقبة أمركم إلاّ سیفاً قاطعاً لا یرحمكم؛ ولعلّها (علیها السلام) تشیر بهذه العبارة إلى دولة بنی اُمیّة وأمثال الحجّاج الثقفیّ. «فَیَاحَسْرَتَى لَكُمْ وَأَنَّى بِكُم» فإلى أین تُؤخَذون وبأیّ عاقبة ستُبتلون؟! «وَقَدْ عَمِیَتْ عَلَیْكُم» فإنّ ما یخبّئه المستقبل لكم خفیّ مُبهم (لكنّنی أرى بوضوح ما ستؤول إلیه اُموركم وبأیّ ورطة ستقعون). «أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ»9؛ فهل لی أن أجبركم على ما تكرهون؟ (فأنّى لی أن اُكرهكم على السیر فی الطریق التی رسمها لكم الله ورسوله)؟

الدرس الـمُستلهَم من السقیفة

كما قد أسلفتُ فإنّه یمكن تقسیم كلام الزهراء (سلام الله علیها) هذا إلى ثلاثة أقسام: فهی (علیها السلام) توبّخ المهاجرین والأنصار فی القسم الأوّل لتركهم علیّاً (علیه السلام). ثمّ تقدّم لعملهم هذا توضیحاً بقولها: «لقد تركتم علیّاً (علیه السلام) خوفاً من حزمه فی الحكم وأحببتم أن یتصدّى للخلافة من یمكنكم التفاوض معه وتقسیم المصالح بینكم وبینه. فقد فتّشتم عمّن یتّصف باللین ولا یكون صارماً. وخلاصة القول فإنّ مشكلة علیّ (علیه السلام) هی صرامته فی الأمر. وهذا من أعظم الدروس التی یمكننا استلهامها من هذه الواقعة التاریخیّة ومن خطبة الزهراء (سلام الله علیها) وتطبیقها على حیاتنا الاجتماعیّة. فإنّنا إذ نفتخر من بین ملیار ونصف ملیار مسلم فی العالم بأنّنا من أتباع أهل البیت (علیهم السلام) علینا أن نبذل جهدنا للتشبّه بهم. علینا أن نعلم أنّ علیّاً (علیه السلام) لم یكن نهجه الركون إلى كلّ من یؤمّن له مصالحه على أحسن وجه ومداهنته والوصول إلى صیغة تفاهم معه. فلو تقصّیتم هذا المبدأ تاریخیّاً لوجدتّم أنّ كافّة الانحرافات التی ابتلی بها المسلمون فی حیاتهم السیاسیّة الاجتماعیّة على مرّ التاریخ كانت بدایتها قصّة من هذا القبیل؛ وهی أنّ أشخاصاً لم یقنعوا بحقوقهم وكانت تحدوهم نیّات الخروج - ولو بعض الشیء - عن الاُطر التی رسمها لهم الدین الإسلامیّ الحنیف، وهو ما شكّل انطلاقة للفساد، والزیغ، وإراقة الدماء، والعداوات، وقتل المسلم لأخیه وغیرها من المفاسد. وفی المقابل فإنّه حیثما وُجد مَن دأبُه العمل ضمن الاُطر الإسلامیّة واجتناب اتّباع الهوى فإنّه یصیب خیر الدنیا والفخر والشرف فیها، وینال الخیر فی الآخرة أیضاً.
فلو كان بالإمكان السفر - لفترة قصیرة - إلى مائة عام فی المستقبل ثمّ العودة ثانیة إلى عصرنا الحالیّ ودراسته وتحلیله كقضیّة تاریخیّة لانكشفت لنا قضایا زماننا بالكامل. إذن لم یحن الوقت بعدُ لتحلیل ما نعیشه من قضایا معاصرة. لكنّه عندما تنتهی القضیّة وتضع الحرب أوزارها یكون بمقدورنا الجلوس لاستعراض أحداثها وأن نسأل أنفسنا: ما الذی صنعناه؟ وما الذی صنعه الآخرون؟ وماذا كانت النتیجة؟
أنا شخصیّاً أعتقد أنّ الكثیر ممّن جاءوا إلى كربلاء یوم الطفّ وشاركوا فی قتل سیّد الشهداء (علیه السلام) لم یكونوا حینها یدركون جیّداً أبعاد الجریمة البشعة التی ارتكبوها. فبعض هؤلاء كانوا من قادة جیش علیّ (علیه السلام) فی حرب صفّین، ومن اُولئك الذین حضروا لسنوات طویلة مجالس علیّ (سلام الله علیه) وجلسوا تحت منبره واستمعوا لكلامه. فعمر بن سعد كان قبل أیّام قلیلة من واقعة عاشوراء متردّداً فیما یصنع؟ فعندما عُرض علیه مُلك الریّ بات لیلته یذرع المكان جیئة وذهاباً متردّداً بین قبول هذا المنصب أو التورّط بعذاب الله عزّ وجلّ؛ أی إنّه كان یعلم بأبعاد القضیّة، لكنّ الكثیرین لم یكونوا یدرون ما یصنعون. وكذا الحال مع الذین اجتمعوا فی السقیفة فإنّهم لم یكونوا یفهمون جسامة وخطر ما یرتكبون وأیّ عواقب سوء تنتظر فعلتهم هذه وأیّ مسؤولیّة ستُثقل كاهلهم نتیجة ذلك. تقول سیّدتنا فاطمة (علیها السلام): إنّكم الآن لا تدركون خطورة ما تفعلون؛ لكنّنی اُخبركم بأنّ هذه الناقة حُبلى وستفهمون عن قریب أیّ خطأ جسیم قد اقترفتم.
إذن الدرس الذی ینبغی لنا استلهامه من هذه الواقعة هو أنّه عندما یتعلّق الأمر بالمسائل الاجتماعیّة ومصالح اُمّة من الاُمم فلا ینبغی المرور من أمامها مرور الكرام بل لابدّ من وزن الاُمور وتحلیلها بدقّة، وإلاّ فلن یكون لنا أیّ شبه بعلیّ وبآل علیّ (علیهم السلام). ویتحتّم علینا – فی المسائل السیاسیّة الاجتماعیّة على أقلّ تقدیر – أن نتأمّل جیّداً فی عواقب الاُمور ولا نفكّر بنتائجها العابرة وآثارها التافهة فقط. ویتعیّن علینا أن نفكّر - ما وَسِعَنا التفكیر – بما سیحدث فی الیوم التالی، أو فی السنة القادمة، أو – إذا كنّا من أصحاب الهمم العالیة – فی القرن التالی. علینا أن نقوّی هذه الروح فی أنفسنا وأن ندع التهاون والتسامح فی أمثال هذه القضایا جانباً. لابدّ من التأكّد من أنّ الأمر الذی نهمّ بإنجازه یندرج فی إطار تأدیة التكلیف الشرعیّ لتكون لدینا أمام الله تعالى حجّة للقیام به. ثمّ نعمد إلى إنجازه بكلّ حزم وصلابة ونثبت على موقفنا. علینا – فی كلّ لحظة – أن ننظر فیما یریده الله جلّ شأنه منّا، فإن شمّرنا عن سواعدنا فینبغی فی مقام العمل أن ندع التهاون والتسامح ومراقبة فلان والاستماع لكلام فلان جانباً؛ ذلك أنّ أمثال هذه الامور لا تنسجم مع مدرسة علیّ (علیه السلام) قطّ. فإن أحببنا أن نكون من شیعة علیّ (سلام الله علیه) ومن أتباعه حقّاً فعلینا أن نكون بعیدی النظر، فی المسائل الاجتماعیّة على الأقلّ، وأن نزن الاُمور، ونتأمّل فی عواقبها، ولا نتّبع أهواءنا ونزواتنا.

وفّقنا الله وإیّاكم إن شاء الله


 1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید المعتزلی، ج6، ص5.

2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید المعتزلی، ج6، ص11.

3. سورة الحج، الآیة 13.

4. سورة الكهف، الآیة 50.

5. سورة الكهف، الآیة 104.

6. سورة البقرة، الآیة 12.

7. سورة یونس، الآیة 35.

8. سورة الجاثیة، الآیة 27.

9. سورة هود، الآیة 28.

 

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...